يمتلك المبتهل الشيخ إيهاب يونس صوتا نقيا يخترق القلوب بسهولة لما به من خشوع يصل إلى أعلى مراتب الصفاء حيث يؤمن إيهاب يونس بأن ما «خرج من القلب وصل القلب وما خرج من اللسان لا يتجاوز الآذان" بدأ المبتهل الشيخ إيهاب يونس حياته منذ مرحلة الطفولة وكان يمتلك من قوة السمع ما يعوضه عن فقد البصر، حفظ كتاب الله «القران الكريم» فى الكتاب منذ مرحلة الصف الابتدائى وحتى مرحلة الصف الإعدادى وهو يعيش حياته الأسرية فى حفظ وتلاوة القرآن الكريم حتى اشتهر بين أسرنه والمقربين له واعتبرها الشيخ إيهاب يونس نقطة البداية للدخول فى الإنشاد والمديح والابتهال.
التقت البوابة المبتهل الشيخ إيهاب يونس وكان الحوار التالى عن مسيرته الفنية فى الابتهال والإنشاد..كيف كانت البداية؟
- البداية كانت من الكتاب المكان الوحيد الذى تعلمت وحفظت فيه كتاب الله عز وجل وكانت هى نقطة البداية وبدأت مبكرًا طريقى نحو الإنشاد، وقررت ذلك وأنا فى الصف الثالث الإعدادى «بدأت أشترى شرائط لبعض المنشدين والمبتهلين لكى أحفظ وأتعلم جيدا منهم.. وقتها كان الشريط ب ٤ جنيهات، كنت أدخر من مصروفى وآخد حد معى وأنزل العتبة». وأول ما اقتنيت كان لعميد المنشدين، الشيخ على محمود والشيخ طه الفشنى والشيخ نصر الدين طوبار والشيخ النقشبندي وجميعهم عمالقة تعلمت منهم الكثير ولا زلت لأنهم تراث مصرى أصيل لهذا الفن الروحاني وبدأت حينها فى السماع والتقليد حتى المرحلة الثانوية وكان حلمى الأساسى فى هذا التوقيت أن ألتحق ببطانة الشيخ ممدوح عبدالجليل ولم أفقد الأمل وسعيت لذلك وواصلت التردد على الشيخ حتى رزقنى الله بهذا الشرف الكبير،وتم استغلال هذه الفرصة جيدا للتعلم والاستفادة من الشيخ ممدوح عبد الجليل، وكنت أجلس معه ومعى مسجل صغير وحتى الآن أحتفظ بهذا المسجل كما أحتفظ فى منزلى بمئات الشرائط والأسطوانات من عام ١٩١٨ ومع الشيخ ممدوح عبدالجليل داخل البطانة تعلمت كل شيء؛ ومع الوقت اكتسبت ثقة المنشد الراحل «بقيت أقوله إيه رأيك نحفظ الموشح ده أو نقول القصيدة الفلانية» وجاءت البداية فى عام ٢٠٠٤ قدمنى الشيخ ممدوح عبدالجليل فى مكتبة الإسكندرية كان الحفل الأول للإنشاد، وقمت بالإنشاد والابتهال والحمد لله كانت بداية موفقة وكان الحفل الثانى فى قصر ثقافة دمنهور، عام ٢٠٠٥، وبحضور جمهور غفيرً قدمت إنشاده أبيات شعرية بالفصحى، وانتقلت فى هذا الحفل إلى الإنشاد بالعامية فإذا بالتصفيق يستمر لدرجة أبكتنى وجعلتنى أشعر ببداية النجاح. كما كان التحاقى بجامعة الأزهر الشريف وتخرجى فى كلية أصول الدين قسم الدعوة والثقافة الإسلامية عام ٢٠٠٦ له الفرحة الكبرى فى حياتى.
■ كيف استمرت مسيرة الإنشاد الديني؟
- بعد تخرجى فى كلية أصول الدين قسم الدعوة والثقافة الإسلامية بدأت بعدها بتأسيس فرقة موسيقية خاصة وقدمت أول إنشاد لى بالأنغام وكان ذلك بصحبة فرقتى الموسيقية فى بيت الهراوى فى بيت العود عام ٢٠٠٦.. وكان يتواجد عدد كبير من الجمهور والتفاعل كان كبيرا، ولم يجد الحضور وقتها غضاضة بشأن «المزيكا».
■ حدثنا عن أشهر حفلاتك داخل وخارج مصر؟
- كانت أولى حفلاتى خارج مصر فى عام ٢٠٠٩ فى سوريا والتى كانت تتميز بكونها أولى حفلاتى الخارجية للبحث عن الاحتراف في الإنشاد والابتهال الديني.
أما حفلتى مع فرقة «كايرو ستيبس «فى عام ٢٠١٧ فأعتبرها نقطة تحول فى حياتي وقدمتها خلال جولة حفلات مشروع «المولد والميلاد» وقدمت الأنشودة الأشهر «يا مالكا قدري» التى قدمتها على مسرح دار الأوبرا المصرية بالتعاون مع الموسيقار باسم درويش وفريق «كايرو ستيبس»، واستطاعت الأنشودة أن تفرض نفسها بقوة على وسائل التواصل الاجتماعى وتحقق ٤ ملايين مشاهدة خلال يومين فقط. ليتحقق المزيد من الانتشار الجماهيرى ومعرفة الجمهور بي.
■ ماذا عن مشاركتك فى فيلم الكنز؟
- مشاركتى فى فيلم الكنز كانت إحدى النقاط المهمة فى حياتى حتى الآن وبوابة الشهرة ومعرفة الجمهور بى ولم أصدق ما تم من حديث وسائل التواصل الاجتماعى فى مصر والعالم العربى خلال أيام قليلة، بعد أن لفت أنظار الكثير من المشاهدين من الجمهور بمشاركتي فى فيلم «الكنز» للمخرج شريف عرفة، والذى مازال يأتى بصدى كبير.
■ هل الإنشاد الدينى له شروط فى تقديمه؟
- الإنشاد له جلال، لا تتبدّى كراماته إلا للمحب، من يمتلك روح المنشد حقًا «كتير ينشدوا بس إنشادهم يبقى كأنه غُنا»، بما يقدمه، ينقل الحال للمستمع، لا فرق فى ذلك بين عربى وأجنبى، لذلك يحترم الجمهور «المنشد اللى ميخافش من الناس يبقى عنده مشكلة»، ما زالت كل حفلة كأنها الأولى، حيث يتقوقع حول نفسه، يُمسى أكثر توترًا، حتى يبدأ الغناء وينتهى الحفل. ويحتاج المنشد إلى موهبة روحانية داخلية أنه يُمارس الهواية التى لطالما أحبّها، فيما تُطيّب كلمات الثناء خاطره، وحقا أؤمن بأن ما «خرج من القلب وصل القلب وما خرج من اللسان لا يتجاوز الآذان.
■ كيف ترى دور الإعلام فى نشر الإنشاد؟
دائما أقول وبأعلى صوت وأعتبرها أمنية خاصة لى ألا يصبح الإنشاد فنًا موسميًا، مرتبطا بالمناسبات الدينية فقط، فبينما بعض البلدان العربية يعتبر أن المنشدين هناك لهم مكان فى المأتم، الزفاف، حفلات النجاح وغيرها «لكن فى مصر لسه الناس مش مستوعبة ده «. وعلى الإعلام أن يسلط الضوء على المنشدين لأنه أرقى الفنون الروحانية التى تجعلك تعيش فى سعادة قلبية روحية وأتمنى أن أرى فاعليات واحتفالات وأمسيات دينية كما كان الحال فى السابق عندما كانت تذيع إذاعة القرآن الكريم هذه الاحتفالات باستمرار فلماذا لا يفعل الإعلام هذا فى الوقت الحالي.