تدرس فرنسا، على غرار ألمانيا وبلغاريا وإيطاليا، إمكانية زيادة استخدام الفحم في إنتاج الكهرباء، من أجل الحد من اعتمادها على الغاز الروسي، في وقت يثير الغزو الروسي لأوكرانيا هواجس بشأن إمدادات الكهرباء، وبالتالي يمكن لمحطة الطاقة "سانت أفولد" التي سيتم إغلاقها، بعد غد الخميس، إعادة فتح أبوابها في غضون أسابيع قليلة؛ لضمان أمن إمدادات نظام الكهرباء ثلاثي الأطوار في الشتاء المقبل.
وذكرت صحيفة "لا تريبيون" الفرنسية - في تقرير، اليوم الثلاثاء - "ستغلق محطة إميل هوشيت لتوليد الطاقة في موزيل (شرق فرنسا) أبوابها بعد غد الخميس بعد 71 عامًا من النشاط، وفقًا لما ينص عليه قانون الطاقة والمناخ، الذي يهدف إلى وضع فرنسا على مسار الحياد الكربوني بحلول عام 2050.. لكن الحاجة الملحة لتقليل اعتماد فرنسا على الغاز الروسي قد يعيده للحياة مرة أخرى".
وأشارت كاميل جافريلو، مديرة مكتب رئيس الشركة التي تدير الموقع، إلى أن الشركة في انتظار مرسوم حكومي جديد من شأنه أن يحدد شروط إعادة افتتاح المحطة وعدد ساعات الإنتاج، مضيفا أن هذه مواضيع قيد المناقشة.
وقالت كاميل جافريلو: "لتقليل الاعتماد على الغاز الروسي، فإن تراجع الطلب أمر لا مفر منه.. في حال خفض تدفق الغاز إلى فرنسا، يجب تقليل الاستخدامات سواء الخاصة بالاستهلاك المنزلي أو استهلاك الصناعة وإنتاج الكهرباء من الغاز وبالتالي، يمكن استخدام محطات الطاقة التي تعمل بالفحم، والتي يمكن التحكم في إنتاجها، للتعويض عن الإنتاج المنخفض، والذي يمكن التحكم فيه أيضًا، من محطات الطاقة التي تعمل بالغاز".
ونوهت صحيفة "لا تريبيون" بأن فرنسا ليست الدولة الوحيدة التي باتت تفكر في الاعتماد بشكل أكبر على الفحم؛ لمواجهة أزمة الطاقة وضمان أمن الإمدادات في الشتاء المقبل، مشيرة إلى أن الحكومة الألمانية تدرس إمكانية تحسين قدرتها الإنتاجية من خلال إعادة إطلاق محطات الطاقة الاحتياطية التي تعمل بالفحم أو توسيع أنشطة أولئك الذين يكون إغلاقهم وشيكًا بحلول عام 2024، كما أعلنت بلغاريا أيضًا تأجيل إغلاق محطات الطاقة التي تعمل بالفحم، والتي تعد واحدة من دول الاتحاد الأوروبي الأكثر ارتباطًا بالوقود الأسود في عام 2020، حيث وفر الفحم ما يقرب من ربع الكهرباء في البلاد.
وعلى نفس المنوال، وافقت حكومة ماريو دراجي الإيطالية، مطلع الشهر الجاري، على إجراءات طارئة لمعالجة نقص محتمل في الغاز، بما في ذلك خيار استخدام محطات الطاقة التي تعمل بالفحم.
وفي فرنسا، تعد محطة سانت أفولد لتوليد الطاقة واحدة من آخر محطتين لتوليد الطاقة تعملان بالفحم ولا تزالان متصلتين بشبكة الكهرباء، بعد إغلاق محطتي هافر وجاردان لتوليد الطاقة في بروفنس (جنوب شرقي فرنسا) ولا تزال المحطة الأخرى، والتي تقع في مدينة كوردمايس (لوار الأطلسية) قيد التشغيل.