زاد ظهور تنظيم داعش في محافظة دير الزور شرق سوريا، مخاوف السكان، إذ تعمد بث الرعب من خلال رسائل تحذير تحمل صبغة تهديد، مثل «عودوا إلى دينكم» و«ابتعدوا عن العمل مع الكفار».
وبحسب صحيفة إندبندنت البريطانية، فهذه الرسائل تعتبر مقلقة كونها تستهدف أشخاصًا معينين، بطريقة تُوحي بأن التنظيم موجود في المدينة، ويستعد ربما لتنفيذ ضربات.
وذكرت الصحيفة أن داعش يجند أعضاء جدد بين السكان المحليين الذين يعانون الفقر، ويصبح أكثر جرأة على تنفيذ أعمال عنف، إذ إن هناك ما لا يقل عن ألف عنصر داعشى يعمل في شمال سوريا حاليًّا.
زيادة العمليات
ويؤكد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن تنظيم داعش وسع رقعته في جميع مناطق ريف دير الزور، بالإضافة إلى زيادة نشاط الخلايا النائمة التابعة له، مشيرًا إلى أن ما ساعده على ذلك طبيعة التضاريس والجبال الوعرة والفراغات الأمنية التي تصل إلى حد الهشاشة التامة.
وأوضح المرصد، أن التنظيم الإرهابي انتهج مؤخرا أسلوبًا ترويعيًّا لتهجير السكان من منازلهم، فكانت عناصره تتعمد تفجير قنابل صوت أمام أبواب المنازل، وكذلك تهديد السكان بالقتل، وإرغامهم على دفع أموال، إضافة إلى أعمال السرقة والنهب واستباحة دخول المنازل دون مراعاة أهلها أو وجود نساء بها، والاستيلاء على الطعام والأموال والممتلكات عنوة، ما تسبب في هروب عدد كبير من السكان، والذهاب للعيش في محافظات أخرى.
وأضاف المرصد، أن العناصر الداعشية تذهب للتجار وميسوري الحال لتجبرهم على دفع مبالغ مالية كبيرة، وفي حالة عدم الموافقة يتم قتلهم في ظروف غامضة، وأحيانًا تفجير منازلهم أو خطف أحد أبنائهم لدفع الفدية.
قتل وحرق ممنهج
تنتهج عناصر «داعش» الارهابية، حرق الأراضي الزراعية للمزارعين الممتنعين عن دفع الإتاوات المالية، إضافة إلى الاغتيالات التي لحقت بعض العسكريين في قوات سوريا الديمقراطية قسد، إلى جانب شن هجمات على منازل قيادات كردية.
وخلال الفترة بين عامي 2018 و2021، صعد تنظيم داعش من عمليات الاغتيال التي طالت زعماء محليين وشخصيات عشائرية، ما أسفر عن مقتل أكثر من مئتى شخص، وفقًا لدراسة أجراها ناشطون محليون في دير الزور.
استغلال الأزمة
يرى الناشط السياسي السوري، حيدر محمود، إن عناصر داعش استطاعت مؤخرًا استغلال الأزمة السياسية والخلافات القبلية الدائرة في دير الزور، واحتاجات الأهالي ضد الأكراد، وقاموا بتوزيع أنفسهم في أماكن متفرقة بالمحافظة.
وأكد في تصريح خاص لـ«البوابة نيوز»، أن عناصر من داعش، وبالتحديد عقب هجومه على سجن عويران في محافظة الحسكة شمال شرق سوريا، وهروب عدد كبير منهم من السجن، استطاعوا الاختباء في أماكن متفرقة، وقاموا بطرد الأهالي من منازلهم، موضحًا أن الدواعش فرضوا إتاوات كبيرة على الأهالي مستغلين الأزمات المالية والفقر، ليكونوا عملاء للتنظيم، وهذا ما مكن الدواعش من التواجد بقوة في دير الزور.