اختتمت 5 دول عربية وإفريقية وأوروبية بالإضافة إلى مصر، اليوم الخميس، مشاركتهم في فعاليات المؤتمر الدولي الثاني لكلية الألسن بجامعة الأقصر، والذي أقيم تحت عنوان "اللغة والعلوم الإنسانية في عصر التحول الرقمي.. آفاق جديدة نحو المستقبل"، بمشاركة لفيف من الباحثين، في مختلف تخصصات اللغة والعلوم الإنسانية.
حضر فعاليات المؤتمر، كل من الدكتور محمد محجوب عزوز، رئيس جامعة الأقصر، والدكتور محمود النوبي، عميد كلية الألسن، والمستشار الثقافي الإيطالي والروسي والإسباني، ومدير مركز كونفوشيوس بالكلية، والدكتور محمد أبو الفضل بدران، نائب رئيس جامعة جنوب الوادي السابق، وعضو مجلس جامعة الأقصر، والشاعر حسين القباحي، مدير بيت الشعر، ووكلاء الكليات، وعدد من أعضاء هيئة التدريس والطلاب.
وتضمنت فعاليات المؤتمر الدولي الثاني لكلية الألسن، على مدار أيامه الثلاثة، عقد عدد من الجلسات العلمية لمناقشة الورقات البحثية المقدمة من الباحثين في مجال اللغات المختلفة والعلوم الإنسانية عامة، وتخلل فعاليات المؤتمر، فقرات فنية وغنائية، أمتعت الحضور وأضفت جوا مع البهجة والسرور.
وقال الدكتور محمود النوبي عميد الكلية ورئيس المؤتمر، إن المشاركين في المؤتمر جاءوا من دول عربية وأوروبية، إضافة إلى الباحثين من جمهورية مصر العربية، ومن أهم ما يميز المؤتمر المشاركة والتفاعل بين الباحثين الذي يؤدي إلى نقل العلوم وتبادل الثقافات والخبرات بين الباحثين، مؤكدا أن المؤتمر اهتم بالدراسات اللغوية والأدبية والإنسانية عامة، والدراسات البيئية بين اللغة العربية والأدب والدراسات الإنسانية والاجتماعية، واستهدف لمد جسور التواصل العلمي، بين الباحثين في مصر والعالم، مشيرا إلى أن كلية الألسن تحتوي على 8 أقسام، تجمع بين جدرانها ثقافات واتجاهات وألسنة متنوعة، مثل الثقافة الإنجليزية واللغة الإنجليزية والثقافة الفرنسية واللغة الفرنسية، والثقافة واللغات الألمانية والإيطالية والروسية والصينية والثقافة العربية في قسم اللغة العربية.
وتابع: المؤتمر يسعى لتقديم الدراسات الحديثة في مجالات الدراسات اللغوية والتواصل بين الثقافات، باعتبارهما أساسا في عالم أعمال اليوم، ويسعى كذلك إلى تناول دراسات تحليل الخطاب والدراسات العربية للناطقين بغيرها، وكذلك الدراسات التقابلية بين العربية واللغات الأخرى، ودراسات الترجمة وتاريخها، ومشكلات الترجمة إلى العربية، ودراسات الأدب المقارن بين الآداب المختلفة.
كما تخلل المؤتمر، جلسات علمية لمناقشة الورقات البحثية للمشاركين المصريين والأجانب من 5 دول، حيث تم تقديم أبحاث في تخصص اللغة العربية مثل بحث مقدم من الباحثة الأردنية الدكتورة عنايات راشد بعنوان (الشاذ في كتاب الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل) للزمخشري، وبحثا آخر للدكتورة عايدة إسعادي من الجزائر بعنوان ( المقاربة الحجاجية للخطاب الروائي.. الإمكانيات والحدود قراءة في نماذج مختارة من رواية البؤساء لفيكتور هيجو) والدكتور محمد جمعة والذي عرض بحثا بعنوان ( المسئولية المعجمية للمكتبة الشاملة الرقمية).
كما تم مناقشة عدد من الأبحاث في تخصص اللغة العربية عن بعد عبر منصة ميكروسوفت، منها البحث المقدم من الدكتور محمود علي عبد الحليم بعنوان اللغة ومعيارية التوجه النقدي بين التراث والحداثة: دراسة نقدية تحليلية، والدكتورة فاطمة حسن محمد وبحثها المعنون باللغة والترجمة، والدكتور محمد شوقي وبحثه اللغة والاستشراق، والدكتورة الخنساء عبدي من دولة المغرب والتي طرحت بحثها، حدود استيعاب نظريات الترجمة للنص القرآني، والدكتور شورى عبد المبدي، وبحثه، الإبداع الفني في مقدمة القصيدة الحديثة، والدكتور محمد سيد، وبحثه المنهج الوصفي في كتاب سيبويه دراسة نقدية.
كما نوقش عدد من الأبحاث في تخصص اللغة الفرنسية، وهي بحث دكتور عبد الله العطار بعنوان " التراكيب الاصطلاحية في مواجهة التحديات الجديدة اللغة، دراسة لسانية حاسوبية، وبحث الدكتور أحمد عبد الموجود عبد الستار بعنوان التعددية البنائية في رواية " تلك العملة الباهرة "لطاهر بن جالون، وبحث الدكتورة دعاء حسنى عبد الخالق بعنوان العامية بين صعوبة الاستخدام والتفاعلية، وبحث الدكتور روضة يوسف بعنوان "عصر الخوف: الحقيقة الخوف".
ونوقش أيضا عدد من الأبحاث في تخصص الفلسفة الإسلامية، ومنها البحث المقدم من الدكتور صابر عبده أبازيد بعنوان، رؤية لويس ماسينيون للغة الرمزية لدى الحلاج، وصالح مخلوف، والذي ناقش بحثا بعنوان التراث والحداثة بين محمد البهي وزكي نجيب محمود، كما شارك عدد من الباحثين الإيطاليين والمصريين بأبحاث في تخصص اللغة الإيطالية، إضافة إلى مشاركة عدد من الباحثين في تخصص اللغة الإسبانية والإنجليزية في من الأبحاث التي ناقش نقاطا بحثية في العلوم اللغوية والأدب.
وأوصت الجلسة بضرورة تسليط الضوء على الدراسات الاستقرائية و دراسات اللسانيات الحاسوبية نظرا لأهميتها في خدمة مسارات التحول الرقمي، مع الإشادة بجودة البحوث المقدمة وقوتها العلمية.
فيما جاءت الجلسة الختامية تتويجاً لفاعلية جادة وثرية، وتضمنت كلمة لعميد الكلية ورئيس المؤتمر، والذي شكر فيها الباحثين على جهودهم وعلى ما قدموه من أبحاث علمية قيمة، وأشاد فيها بدور لجنة تنظيم المؤتمر وعلى رأسهم أمانة المؤتمر المكونة من الدكتور محمود حمزة محمد، مدرس العلوم اللغوية بقسم اللغة العربية، والدكتور محمد أحمد سيد حمزة، مدرس العلوم اللغوية بقسم اللغة الفرنسية، والدكتورة إيمان رجب، مدرس الأدب الألماني بالكلية.
من جانبه، أشار الدكتور محمد محجوب، رئيس الجامعة، إلى أن اللغة تمثل أحد أركان التنوع الثقافي للبشرية فهي وعاء الثقافات لدى الشعوب، من هنا جاءت أهمية هذا المؤتمر الذي يهدف إلى ربط دراسة اللغات المختلفة وإشكالية الهوية لدى الشعوب بعصر التحول الرقمي فرصة جادة للباحثين في مجال اللغات لما يتيحه من إمكانية الاطلاع على فضاء العالم الرقمي و تنشيط دور تقنية التحول الرقمي في تعليم اللغات و دراسة أساليب وطرق نشرها، وكذلك تحديد الأخطار التي تحيط بلغة مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي من مخاطر الأمن الفكري والثقافي على الشعوب، بما يحقق التفاعل بين اللغات بهدف الرقي بجودة التقويم للبحث العلمي في مجال خدمة المجتمع المصري والعربي.
ودعا رئيس جامعة الأقصر، المشاركين بالمؤتمر لاستثمار هذه الفرصة لمحاولة تقديم أفضل خدمة لصناعة المحتوى الرقمي الناطق بمختلف اللغات عامة، وإثراء المحتوى العربي خاصة على شبكة الإنترنت فهذه ليست مسؤولية الدول والمؤسسات فحسب، وإنما مسؤولية كل فرد عربي يستطيع صناعة محتوى عربي على أي منصة إلكترونية، نصنع الحوار الحقيقي الفعال الذي تسقط في الحواجز ويرتبط الناس فيه بالحوار داخل اللغة ذاتها من جانب، ومع اللغات الأخرى من جانب آخر.
وأوصى رئيس الجامعة على عقد مؤتمر قريبا للحفاظ على اللغة العربية وما تتعرض له من تحديات خاصة على مواقع التواصل الاجتماعي.
وانتهى المؤتمر بالخروج بتوصيات جاء أبرزها: دعم الدولة في توجهها للوسطية والانفتاح على الثقافات المتنوعة وقبول الآخر، والإشادة بحسن تنظيم المؤتمر والتوصية بإقامة المؤتمر بشكل سنوي، والتوصية بإقامة مؤتمر في الوقت القريب يناقش قضايا اللغة العربية والحفاظ على الهُوية.
كما أوصى المؤتمر بالتركيز على دراسات اللغويات الحاسوبية، والتركيز على مسارات التحول الرقمي في الدراسات اللغوية والأدبية، وتوسيع المشاركة عن بعد، وبث هذه المشاركات لاستفادة بمشاركة أكبر عدد من الباحثين أصحاب الفكر المتنوع والاتجاهات العلمية المتعددة، والتركيز على الدراسات البينية والمقارنة لإظهار التواصل والتكامل بين اللغات والعلوم المختلفة، وتقديم التحية والتقدير والامتنان لرئيس جامعة الأقصر على ما يقدمه من دعم لا ينقطع وجهد متواصل للنهوض بالجامعة والبحث العلمي.