شاركت الصين، لأول مرة، في الجلسة الافتتاحية لاجتماع مجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي، في العاصمة الباكستانية إسلام أباد.
وقال وزير الخارجية الصيني وانغ يي، لقد أثبت التاريخ، وسيظل يثبت أن الصين صديق مُخلِص وشريك تعاون للعالم الإسلامي، ونحن على استعداد للعمل سويًّا مع الدول الإسلامية على تعزيز تعددية الأقطاب للمعادلة الدولية ودمقرطة العلاقات الدولية والتنوع للحضارات الإنسانية، وبذل جهود دءوبة لبناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية، ومن المطلوب تعميق التعاون في مكافحة الإرهاب بالتدابير الاحترازية ونزع التطرف، ونرفض ازدواجية المعايير في مكافحة الإرهاب، ونرفض ربط الإرهاب بعرق أو دين بعينه.
وأكد وانغ يي، أن بكين تدعم الجانبين الروسي والأوكراني لمواصلة مفاوضات السلام الجارية بينهما من أجل التوصل إلى وقف إطلاق النار ومنع الحرب، ويجب تجنب حدوث كوارث إنسانية، والحيلولة دون انتشار أزمة من شأنها الإضرار بالحقوق العادلة للمناطق والبلدان الأخرى.
وشدد وزير الخارجية الصيني، على ضرورة رفض "نظرية التفوق الحضاري" و"نظرية صراع الحضارات"، ومعارضة التحريف والتشويه ضد الحضارات غير الغربية، أو صنع الانقسام والمواجهة حسب الأيديولوجيات.
وقال وانغ يي: تعتبر الحضارة الصينية والحضارة الإسلامية من الحضارات العريقة التي لها تأثير مهم في العالم، وصمد التواصل الممتد لأكثر من ألف سنة بين الجانبين أمام اختبار تغيرات الأوضاع الدولية، ولم تتردد الصين ولم تكن غائبة في دعم القضية الفلسطينية التي تكون في مقدمة اهتمامات العالم الإسلامي، وبعد حدوث جائحة كورونا، قدمت الدول الإسلامية دعما ثمينا للصين في اللحظة الأولى، وقدمت الصين 1.3 مليار جرعة من اللقاح وكمية كبيرة من المستلزمات الوقائية إلى 50 دولة إسلامية في حينها.
وتابع: "قد أصبح "الحزام والطريق" جسرا بين الجانبين ورابطة تربطهما في طريقهما إلى التنمية والازدهار، حيث وقعت الصين حتى اليوم وثائق التعاون مع 54 دولة إسلامية، ويبلغ عدد مشاريع التعاون الكبرى قرابة 600 مشروع بقيمة 400 مليار دولار أمريكي.
وقال: “قدمت كل من الحضارتين الصينية والإسلامية مساهمات عظيمة للحضارة البشرية في التاريخ، وتعرض كل منهما للظلم منذ العصر الحديث، أما الآن، فتسير الحضارتان يدا بيد على طريق التنمية والنهضة، وقد وجدت الصين والعالم الإسلامي طريقا للتعايش الودي والتعاون للكسب المشترك بين الحضارات المختلفة، مما يجعلهما نموذجا لممارسة نوع جديد من العلاقات الدولية، ويوفر خبرات مفيدة حول سبل التعامل بين الدول والحضارات المختلفة، في وجه العالم المضطرب والمتحول”.
وتابع: تركز هذه الدورة لمجلس وزراء الخارجية على العنوان الرئيسي "بناء الشراكات من أجل الوحدة والعدالة والتنمية"، الذي يعكس المطالب المشتركة لأغلبية دول العالم. وإن الجانب الصيني على استعداد للعمل سويا مع العالم الإسلامي على الدعوة إلى تعددية الأطراف الحقيقية، والدفاع عن مقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، وصيانة المنظومة الدولية التي تكون الأمم المتحدة مركزا لها، والتقدم في السراء والضراء إلى الأمام في طريق السعي إلى النهضة القومية.
وأكمل: ويحرص الجانب الصيني على بناء علاقات الشراكة مع الدول الإسلامية في أربعة محاور. يتعين علينا أن نكون شركاء يقومون بالتضامن والتنسيق فيما بينهم. من المطلوب أن نتبادل الدعم الثابت للجانب الآخر للدفاع عن سيادة الدولة واستقلالها وسلامة أراضيها، ونتبادل الدعم الثابت للجانب الآخر لاستكشاف طرق تنموية تتناسب مع الظروف الوطنية لمختلف البلدان وبإرادة مستقلة، ونتبادل الدعم الثابت للجانب الآخر للدفاع عن حقوقه العادلة للتنمية والحفاظ على المصالح المشتركة للدول النامية الغفيرة. يتعين علينا أن نكون شركاء في التنمية والنهضة. ينبغي أن نواصل التضامن من أجل مكافحة الجائحة، وسيواصل الجانب الصيني تقديم 300 مليون جرعة من اللقاحات إلى الدول الإسلامية في المرحلة القادمة، بهدف مساعدتها على بناء خط الدفاع في مجال الصحة.
وشدد على أن الجانب الصيني سيواصل دعم الدول الإسلامية لحل القضايا الساخنة المعاصرة بالحكمة الإسلامية والإمساك بقوة بمفتاح صيانة الاستقرار وتعزيز السلام في يدها، وسيواصل الجانب الصيني وقوفه الثابت إلى جانب الشعب الفلسطيني، ويدعم عقد مؤتمر سلام دولي أكثر مصداقية وتمثيلا في يوم مبكر على أساس "حل الدولتين"، بما يسهم في إيجاد حل شامل وعادل للقضية الفلسطينية، كما سيحترم اختيار الشعب الأفغاني، ويدعم أفغانستان في بناء السلطة الشاملة وانتهاج الحوكمة المتزنة وتسجيل صفحة جديدة للسلام وإعادة الإعمار.