في مثل هذا اليوم 19 مارس من عام 1406م، توفي ابن خلدون مؤسس علم الإجتماع، واسمه الحقيقي “عبد الرحمن بن محمد ابن خلدون أبو زيد ولي الدين الحضرمي الإشبيلي”، ويعد من أشهر الشخصيات التاريخية العلمية، كما يعتبر ابن خلدون واحدا من أبرز المفكرين والمؤرخين العرب المسلمين، وهو مؤرخ من شمال أفريقيا، ولد في تونس عام 1332م.
عاش بعد تخرجه في جامعة الزيتونة بمختلف مدن شمال أفريقيا، حيث رحل إلى بسكرة وغرناطة وبجاية وتلمسان، ثم توجه إلى مصر، حيث أكرمه سلطانها الظاهر برقوق، وولي فيها قضاء المالكية، ابتكر وصاغ فلسفة للتاريخ هي بدون شك أعظم ما توصل إليه الفكر البشري في مختلف العصور والأمم، ومؤلفاته أحد أهم المؤلفات التي أنجزها الفكر الإنساني، ودرس القرآن الكريم الذي كان يحفظه عن ظهر قلب.
تجمعت في شخصيته العناصر الأساسية النظرية والعملية التي تجعل منه مؤرخا حقيقيا، ولم يكتشف مادة التاريخ، ولكنه جعلها علما ووضع لها فلسفة ومنهجا علميا نقديا نقلها من عالم الوصف السطحي والسرد غير المعلل إلى عالم التحليل العقلاني والأحداث المعللة بأسباب عامة منطقية ضمن ما يطلق عليه الآن بالحتمية التاريخية، واعتزل ابن خلدون الحياة بعد تجارب مليئة بالصراعات والأحزان على فقد الأعزاء، من أبويه وكثير من شيوخه إثر وباء الطاعون الذي انتشر في جميع أنحاء العالم سنة 1348م.
عدد المؤرخون لابن خلدون عددا من المصنفات في التاريخ والحساب والمنطق غير أن أشهر كتبه كتاب "العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر" في سبعة مجلدات أولها المقدمة المشهورة بـ"مقدمة ابن خلدون"، وظل بمصر لما يقرب 25 عام حيث توفي عام 1406م عن عمر 76 عامًا ودفن قرب باب النصر.