الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة لايت

شاهد التابوت الأكثر غموضًا في مصر القديمة.. ربما يكون لـ أخناتون

التمثال الغامض
التمثال الغامض
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تمتلك مصر عدد لا يعد ولا يحصى من الأثار الفرعونية والتماثيل التي تعود لمصر القديمة، وهذه الحضارة جعلت مصر في مكانة كبيرة ومرموقة بين الدول تاريخيًا ومن ضمن الأثار ذات أهمية كبيرة هو تمثال مشوه الوجه عرف بأنه “التابوت الأكثر غموضًا في مصر القديمة” تم اكتشافه في وادي الملوك، نفس المكان الذي تم فيه اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون ومع ذلك على الرغم من الانتماء إلى ملك مهم، فإن الهوية الحقيقية للمومياء بالداخل غير معروفة.

ويشير العلماء الذين عملوا على اكتشاف أسرار هذه المقبرة أن التابوت ربما يعود إلى “أخناتون” الذي اشتهر بتغيير ديانة مصر القديمة وخلق أول ديانة توحيدية في التاريخ، وسمح له هذا التغيير الديني بأن يكون ملك مكروه للكهنة والملوك الذين سيحكمون فيما بعد، وربما يفسر ذلك سبب تدمير وجه هذا التابوت تمامًا، فمن المعتقد أن أعداءه الدينيين دمروا تمثيله ليحكم عليه بالنسيان، لكن هذا مجرد واحد من العديد من الألغاز التي تدور حول شخصية توت عنخ آمون.

وكان أخناتون ( أمنحوتب الرابع ) فرعونًا مصريًا ينتمي إلى الأسرة الثامنة عشر وبقي على رأس الحكم في مصر لحوالي 16 إلى 17 عامًا، شهدت فترة حكم إخناتون بعض التقلبات المثيرة للإهتمام في حياته مثل ثورته الدينية ونبذ الشرك، وعام وفاة إخناتون الرسمي غير معروف، لكن تشير التقديرات إلى وفاة إخناتون بين 1336 قبل الميلاد و1334 قبل الميلاد، وبسبب كل التنكر الديني لم يتم قبوله كملك من قبل السكان على نطاق واسع وعلي إثر ذلك تم إخفاء تماثيله وتدمير آثاره.

وتم حذف أسمه إلى الأبد من قائمة الملوك لاحقًا عندما أستمر خلفاؤه وإرث الأسرة الحاكمة الأسرة الثامنة عشرة وأطلقوا على أخناتون اسم المجرم وعدو الدولة مع التأكد من إزالته تمامًا من كتاب الملوك، وفي القرن التاسع عشر تم تحديد موقعه مرة أخرى وإكتشافه في المدينة التي بناها وكرسها للإله الجديد آتون الذي عبده، في بلدة تسمى العمارنة بصعيد مصر (المنيا حاليا)، وكان Flinders Petrie هو من كان لديه الرغبة لإستكشاف قبر إخناتون إلي أن وجد مومياء داخل مقبرة KV55.
وبعد الكثير من الإختبارات والتحليل تم تحديد أن الحمض النووي الموجود داخل المقبرة يعود إلى والد توت عنخ آمون وبعد بحث طويل تبين أن الرجل الموجود في القبر هو حقًا الفرعون إخناتون ووالد توت عنخ آمون، وإخناتون هو إبن أمنحتب الثالث والأم الملكة تيي، وكان لديه أخ أسمه ولي العهد الأمير تحتمس الذي كان وريث العرش، ولكنه توفي في سن مبكرة مما يعني أن دور إخناتون قد حان لتولي المملكة المصرية.

وفي ذلك الوقت كان إخناتون يعرف بإسم الأمير أمنحتب الرابع، الذي سمي على أسم والده من أجل إستمرار السلالة والإرث والحفاظ على تماسك الدين، لكن القصة تلقى نهاية غريبة نوعًا ما، وبعد وفاة والده كان هناك فجوة في التاريخ وهناك نظريتان حول تتويجه ويعتقد البعض أن بعد وفاة والده حصل على تاجه مباشرة، بينما يعتقد البعض الآخر أنه كان هناك 12 عامًا بعد الوفاة عندما حصل على تاجه، لكن هناك شيء واحد مؤكد، أنه توج في مدينة طيبة.
ركز إخناتون بشكل كبير على عبادة إله الشمس آتون، وهذا ما يظهر في العديد من اللوحات المنتشرة في جميع أنحاء مدينة آتون وكان هناك الكثير ممن يعتقد أنه أجبر شعبه على إتباع زعيمهم في دينه الجديد، وإستغرق إخناتون عدة سنوات حتى يتمكن من جمع مجموعة من الناس حتي يمكنه نشر أفكاره من خلالهم صد الآلهة ومعتقدات العديد من الآلهة، وذكر أن هناك إلهًا واحدًا فقط “آتون” الذي يمتلك نفس القوة والقوى التي أمتلكها كل الآلهة مجتمعة.

كان من الواضح أن الناس كرهوا المعتقدات الجديدة التي ألقيت عليهم وأجبروا عليها، وهو ما يفسر سبب حدوث تغيير جذري في مصر بعد وقت قصير من وفاته، حيث أزيلت جميع لوحات آتون ودمرت كل الكنوز المتعلقة بهذا الدين ودمرت جميع آثار الملك إخناتون وأحرقت وأخفت التماثيل وأزيل إسمه بالكامل من قائمة الملوك فكان غضب الناس وكهنة الآلهة الأخرى هو الذي أبعد أخناتون وإلهه آتون تمامًا من التاريخ القديم.

ومن المؤكد أن لإخناتون كان له كنز كبير وعن هذا هناك نظريتان حول كنز إخناتون، الأولى تشير إلى أنه عندما مات الملك أخناتون، كان من الواضح أن شخصًا من عائلته سيتولى العرش، وكانت عائلته هي التي أنقذت الكنز ونقلته إلى مكان مختلف، وتظهر الدراسات اللاحقة علامات على وجود الكنز على الرغم من عدم تأكيد ذلك.