قال الدكتور رائد العزاوي، أستاذ العلاقات الدولية ورئيس مركز الأمصار للدراسات السياسية والاقتصادية، ان الهجمات الصاروخية التي تعرضت لها محافظة أربيل في العراق هي عدوان سافر واخلال بعلاقات حسن الجوار المفترضة بين البلدان.
واشار العزاوي، في مداخلة هاتفية مع قناة “الحدث”، إن هناك ثلاث رسائل موجهة من ايران في هذا الهجوم، اولها إلى الداخل العراقي، وثم المحيط الإقليمي، واخيرا لصانعي القرار في الولايات المتحدة الأمريكية وتحديدًا البيت الأبيض.
أوضح أستاذ العلاقات الدولية، أن الرسالة الأولى موجهة للداخل العراقي، ردًا على التقارب الذي يسعى له الصدر مع القوى السياسية التي تحاول أن تعرقل المشهد وتعرقل قيام حكومة وحدة وطنية لا تأثير عليها من خارج العراق ومن قبل جهات داخلية، وإنهاء السلاح المنفلت، لأن إيران لا زات لديها أذرعًا في العراق.
وأضاف العزاوي، أن الرسالة الثانية موجهة للمحيط الإقليمي، ومفادها بشكل واضح بأنه لازالت لدينا أدواتنا التي نستخدمها في تهديد الأمن والسلم في منطقة الخليج العربي وفي العراق وسوريا، وبالتالي هي رسالة واضحة وصريحة لكل من يحاول دعم الحكومة القادمة.
وتابع: والرسالة الثالثة، هي لصانع القرار في الولايات المتحدة الأمريكية فيما يخص الملف النووي الإيراني، موضحًا أن هذا الهجوم هو رد جميل روسيا على صنيعها في عرقلة التوقيع على الاتفاق النووي، بأنه بزياد التوتر في المنطقة مع التوتر الآخر في الجانب الأوروبي، سياتي بالنهاية إلى تعميق جروح حلفاء أوكرانيا، وهذا من وجهة نظر إيران.
وأشار العزاوي، إلى أن إيران وإسرائيل شركاء في تهديد المنطقة، فهما لديهم مصالح مشتركة، الهدف منها ألا يعود العراق مستقرًا آمنيا ولا يستطيع أن يحدث تغيير في المنطقة ويكون شركائه العرب قادرون على مساعدته.
وذكر أستاذ العلاقات، أن الهدف من الصواريخ الإيرانية، هو محاولة إثبات وجودهم بطريقة أو بأخرى والتعامل في الغرف المغلقة، موضحًا أن إيران وأمريكا لديهم اتصالات وتعاملات والعديد من القضايا المشتركة، والتي تخص أمن المنطقة، متابعًا بالقول: واهم من يعتقد أن إيران والولايات المتحدة وإسرائيل على قطيعة، مؤكدًا أن هذا الأمر غير صحيح، وصانع القرار في إيران ذكي جدًا قادر على التحاور مع أمريكا وإسرائيل.
أوضح العزاوي أن العراق هو الخاسرة الرخوة، الذي لديه أدوات أكثر ولا يمكن لإيران أن تخسره فهي تعتبره خط الدفاع الأخير لها امام التغول الإسرائيلي في المنطقة وهي توهم صانع القرار والشارع بذلك، كما أنها مستعدة عن التخلي عن مليشياتها في أي مكان وكذلك حواضنها في سوريا وحزب الله في لبنان، أما العراق فهو قدس الأقداس ولايمكن أن تتخلى عنه.