الناقد والكاتب جرجس شكري في ضيافة صالون «البوابة نيوز»
- الثقافة الجماهيرية هي خط الدفاع الأول عن الهوية المصرية
- أنا ابن الثقافة المصرية بكل أطيافها
- حينما أوكلت لي مهمة أمين عام النشر بهيئة قصور الثقافة اعتذرت على الفور
- الثقافة الجماهيرية هي خط الدفاع الأول عن الهوية المصرية
- منعنًا نزول كتب الهيئة عن بائعة الجرائد منعًا لتداولها في السوق السوداء
- أصدرنا 40 عنونًا من كتب الذاكرة
- أعدنا طباعة موسوعة مساجد مصر بعد نفاذها
- لم نتوقع رد الفعل بالإقبال على شراء كتب الذاكرة والهوية
- أعادنا نشر سلسلة تراث المسرح العالمي
- الدكتورة نجوى عانوس دافعت عن ريادة المسرح المصري وأعادت الاعتبار ليعقوب صنوع
- كتب الهوية هي الأكثر مبيعًا بهيئة قصور الثقافة
استضاف صالون «البوابة نيوز» الكاتب والناقد المسرحي جرجس شكري أمين عام النشر في الهيئة العامة لقصور الثقافة في حوار مطول تتضمن العديد من الموضوعات الثقافية المهمة والتي على رأسها قطاع النشر بالهيئة العامة لقصور الثقافة، وحديث حول أعماله الإبداعية والمحور الفكري بالمهرجان القومي للمسرح.
الثقافة والهوية
وفي البداية تم الترحيب بالكاتب جرجس شكري باسم الدكتور عبد الرحيم علي، والكاتبة الصحفية داليا عبد الرحيم رئيس التحرير التنفيذي، ومن جانبه وجهة الكاتب جرجس شكري التحية والشكر لجريدة البوابة نيوز على هذه الاستضافة.
وتابع "شكري" حديثه حول الثقافة وأهمية الكتاب باعتباره أهم الروافد الثقافية التي تنير العقول، وأهم الإشكالية التي تواجه قطاع النشر، حيث قال:«لقد سعدت كثيرًا بالتواصل مع الدكتور عبد الرحيم على والذي تواصل بخصوص مجموعة الإصدارات الخاصة بالهوية والتي تصدرها الهيئة العامة لقصور الثقافة، وهو الأمر الذي أسعدني كثيرًا، لأن هذه السلسلة تُعد بمثابة البصمة التي سأتركها حينما أترك العمل بقصور الثقافة، وستبقي الثقافة أحد أعمدة الأساسية في المجتمعات والتي يمكن النظر لها في جوهرها حيث أنها تصل إلى الجمهور وتقوم عليها ثقافة مجتمعات كبيرة، وتساعد في توعية الشباب وبناء الروابط الثقافية والفكرية التي تنير عقول الشباب، وتاريخيًا فترات اضمحلال كانت تبدأ بالثقافة".
استهداف الشعوب يبدأ من الثقافة
وعن أهم التحديات التي تواجه الشعوب لاسيما الغزوات والتي استهدفت حرق المكتبات وهدم الحضارات، أوضح "شكري": أولا أحب أن أقول أنني ابن الثقافة المصرية بكل أطيافها، حيث يرجع الفضل الكبير لهيئة الكتاب وإدارة المعارف في سنوات دراستي، حيث نشأت على كل كنوز الثقافة المصرية في تلك المؤسسات وتراث ثروت عكاشة.
وأضاف "شكري" أنه حين تولى رئاسة أمين عام النشر بالهيئة العامة لقصور الثقافة قدم اعتذاره عنها نظرًا إلى انه يفضل تكريس وقته للقراءة حيث أنه يعمل في الحياة كقارئ بالإضافة إلى المسؤولية الكبيرة، ولكن بعد توليه فضل العمل في النشر للثقافة الجماهيرية حيث أن النشر في الثقافة الجماهيرية يختلف عن النشر في هيئة الكتاب، وتعد فلسفة الهيئة العامة لقصور الثقافة "الثقافة الجماهيرية" هي التي تحكم المشروع حيث أنه يعمل عند الثقافة الجماهيرية.
الثقافة الجماهيرية هي خط الدفاع الأول عن الهوية
لافتًا إلى أن الثقافة الجماهيرية تُعد بمثابة خط الدفاع الأول عن الهوية المصرية، والمنوط بها الدفاع عن الثقافة المصرية في كافة أنحاء مصر، وهذا ليس شعار لكنه دورها الحقيقي، وإذ خرجت عن هذا الدور فتصبح مؤسسة ثقافية فقط، وتُعد ثقافة الجمهور تتركز في القراءة وزيارة قصر الثقافة.
وعن شكل النشر في الهيئة العامة لقصور الثقافة أوضح قائلًا:"ولد مزدهرًا منذ فترة التسعينيات والثمار لم تجني من الشهور الأولى، لاسيما بعد التراجع الذي حدث في الفترة الأخيرة، حيث تم التقديم في البداية "الثابت والمتحور" فكانت بداية مشجعة، حيث أن فكرة السلاسل لا تكفي لتحقيق الهدف فبالإضافة إلى هذه السلاسل وجود ما يسمى بالصناعة الثقيلة التي لازالت موجودة في ذاكرة الكتاب او الترجمة، حيث أن الهيئة العامة لقصور الثقافة للنشر منوط بها اتجاهين اكتشاف المواهب الموجودة في سلاسل الإبداع وقد تكون تلك الكتب متوسطة ولكن تحتاج الهيئة اكتشافها، الآخر تنمية الوعي والدفاع عن الهوية المصرية في سلاسل أخرى، حيث تعد الهيئة المؤسسة الثقافة المصرية الرسمية التي تمتلك دعم يصل إلى تكلفة الكتاب، فتستغل هذا الدعم في نشر كنوز الثقافة المصرية، حيث أن في السنوات الأخيرة تراجع تاريخ الثقافة فقامت الهيئة العامة لقصور الثقافة وفقًا لدورها وفلسفتها لدعم الكتب ووصولها لأكبر عدد من الجمهور.
نفاذ الإصدارات
وتابع «شكري» قائلًا أن رد فعل الجمهور على الكتب كان مُذهلًا وغير متوقع، حيث تم نفاذ 5000 نسخة من كتاب "الثابت والمتحور" ونفاد كتاب موسوعة مساجد مصر في طبعته الاولى وهو ما جعلنا نعيد طباعته مرة أخرى، حيث تُعد الموسوعة جزء من الوجدان المصري، ولم تأثر أكذوبة الكتابة الركيكة على الثقافة وجمهورها مؤقت، وتم طبع ثلاث كتب لرفاعة الطهطاوي وكانت تجربة لتقديمه من جديد وتوقع رد الفعل وتم طبع من كل كتاب 2000 نسخة تم نفاد الكتب وهذا كان غير متوقع، واحتفلت الهيئة العامة لقصور الثقافة بثورة 1919 من خلال مجموعة كبيرة من رواد الثورة والمشاركين بها وكان رد فعل الجمهور عليها مذهل وهذا مشجع ويعيد النظر في وجهات نظر القراء، وقامت الهيئة باستعراض بعض العناوين من روائع المسرح العالمي الخاصة بثروت عكاشة وعرض وتقدم فيها الكثير من الكُتاب في جميع أنحاء العالم واوشكوا على النفاد، وذلك يعيد النظر للمسرح المتهم أنه لا يُقرأ.
وساعدت الهيئة العامة لقصور الثقافة منع نزول كل الكتب بعد طباعتها لباعة الصحف في الشوارع، وتم إلغاء ذلك حيث إن ترجع الكتب بعد طباعتها للهيئة وبعض الكتب لم تتقدم لباعة الصحف.
لافتًا:"ففي قصور الثقافة يتم توزيع الكتب والوثائق على المكتبات ونظرًا لحاجة الجمهور تقدم الهيئة طبع كتب من "2000 وحتى 5000".
كما أثرت الكتب الصادرة عن الهيئة العامة لقصور الثقافة في تغير الوعي الجمعي في المجتمع نظرًا للإقبال الجمعي من المثقفين والشباب عليها ونفاد هذه الكتب، وهذا يحتاج إلى وقت، بنيت الهوية على استراتيجية وترتيب واضح في بناء الهوية.
كما كان الاحتفاء بالثقافة اليونانية التي شكلت ثقافة العالم أجمع عن طريق وضعها كضيف شرف لمعرض القاهرة الدولي للكتاب 53 لمعرفة القارئ أبجدية الثقافة العالمية، فهذا يعد تدريجيًا للنهوض بالثقافة.
عودة الريادة ليعقوب صنوع للمسرح المصري
وقد تولي جرجس شكري منصب رئيس لجنة المحور الفكري بالمهرجان القومي للمسرح على مدار دورتين، ووقتها قد تم إطلاق هذه الدورة باسم دورة الأباء بمناسبة مرور 150 عامًا على المسرح المصري، وحول كواليس المحور الفكري تحدث جرجس شكري قائلًا: " منذ عامين حدثت ضجة كبيرة حول تاريخ المسرح المصري، والتي أثيرت في إحدى المهرجانات العربية التي أقيمت في مصر، وكان اول من تصدى لهذه الازمة الدكتورة نجوى عانوس أستاذ علوم المسرح، والتي دافعت عن ريادة يعقوب صنوع في المسرح المصري، وفي الحقيقة يعود لها الفضل في هذا الدفاع لأنها قضت وقتًا طويلًا في الدراسة والبحث عن يعقوب صنوع، وظهرت بعضها العديد من الكتابات التي دافعت عن أحقية يعقوب صنوع في ريادته للمسرح المصري، ومن هنا فكرنا في المهرجان القومي للمسرح المصري والاحتفاء بمرور 150 عامًا على بداية المسرح، وكان من المقرر أن تحمل هذه الدورة اسم يعقوب صنوع ولكننا فضلنا أن تحمل اسم "دورة الآباء" وذلك لوجود الكثير من الرواد الذين حملوا قضية المسرح المصري وبالرغم من أهمية يعقوب صنوع الكبرى في ريادة المسرح إلى أن كان يوجد تاريخ مسرحي عريق بدأ من المعابد الفرعونية وصولًا إلى فن الأراجوز والبابات ابن دانيال، فبعد "صنوع" قدم "عبدالله النديم" مسرحًا في الإسكندرية وبالفعل تم تسميتها باسم دورة آباء المسرح المصري، وفي الحقيقة كان الاقبال على الندوات كبيرًا، وذلك لتعريف الأجيال القادمة بتاريخ المسرح المشرق وتوجيه النظر إلى وجود مسرح مصري حقيقي مر بمراحل وتطورات.
الكتاب الإلكتروني
وأوضح "شكري" أن الكتب الإلكترونية لم تسحب البساط من الكتب الورقية، وأن الكتاب الورقي سيظل برونقه، حيث علاقة الإنسان بالكتاب متكاملة، وربما تأثير الإلكتروني والاونلاين على الورقي ضئيل، بالإضافة إلى أن بعض الصحف أغلقت أبوابها سياسيًا وليست بسبب الاونلاين أو الإلكتروني ولكن على حسب سياستها وتختلف من سياسة لسياسة أخرى.
قوائم انتظار الهيئة
وأكد "شكرى" على أن الهيئة المصرية للكتاب لم يعد بها قوائم الانتظار ولكن يمكن القول بأن يوجد سلاسل بها قائمة الانتظار منها الإبداعات والشعر، وهناك سلاسل لا يوجد بها، حيث تمتلك الهيئة العامة لقصور الثقافة منفذ آخر ما يسمى بالنشر الإقليمي، ويتم حل ذلك بتشكيل أكثر من لجنة لقراءة الكتب وتصفيتها إلى ما يصلح للنشر، وفي الترجمة قوائم الانتظار قليلة جدًا والفلسفة والفن التشكيلي والنقد السينمائي.
الجائحة وأثرها على قطاع النشر
وأشار "شكري" إلى أن جائحة كورونا لم تأثر على قطاع النشر بالهيئة العامة لقصور الثقافة، ولكنها أثرت بشكل ملحوظ على دور النشر الخاصة، حيث أن الهيئة لا تستهدف ربح على عكس دار النشر الخاصة.
ولفت إلى أن الهيئة قد أصدرت 40 كتابا من كتب الهوية الثقافية والتي شهدت إقبالًا جماهيري كبير، وقد بدأت السلسلة من فجر الضمير مرورًا بكتب تكوين مصر وبأصول المسألة المصرية، وعلى مدى سنوات ماضية كانت الهوية تواجه تراجع كبير، ومنذ عشر سنوات كانت تواجه الحضارة الفرعونية تقسيم وهدم وتكفير لها، وتعد كتب الهوية أكثر الكتب مبيعًا.
بيرم التونسي شاعر المجلس البلدي
اما عن الاحتفاء بميلاد الشاعر بيرم التونسي قال:«عرف بيرم التونسي بشاعر المجلس البلدي، حيث تحول من شعر الفصحى إلى العامية، الأمر الذي جعل أمير الشعراء أحمد شوقي يقول أخشى على العربية من بيرم لمواهبته في الكتابة، ففي بداية القرن العشرين كان أغلب الشعب المصري لا يجيد القراءة والكتابة، ولهذا لاقت أشعار بيرم رواجًا كبيرًا، وتعد موهبة بيرم متفردة لما مر به المآسي، بالإضافة إلى أن بيرم عاش ليكتب وليست لجائزة حيث انه تناول كافة المجالات في الكتابة في المسرح والإذاعة والمقامات والاشعار السياسية، وأثر بيرم التونسي في الوجدان العربي لاسيما المصري.