خطوات بدأها ليصل للقارة العجوز، قدم من جنوب مصر، يحمل على كاهله حلم الحصول على شهادة الطب، لم يكن يعلم أن سعيه للوصول لأحلامه سيصطدم بجحيم الحرب فى أوكرانيا.. كان الأمر فى البداية فرحة تعم الأسرة.. يستعد الشاب الذى لم يتجاوز عامه العشرين للعودة بعد سنوات حاملا شهادة الطب من بلاد ما وراء البحار.
يبحث خالد نادى صاحب الثلاثة والعشرين ربيعاً عن النجاة من ويلات الحرب، بعدما ظل سنوات يبحث عن الحصول على شهادة الطب.. قبل أيام بدأت الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعى تنذر بالحرب.. بينما كذب المسئولون الأمر "إنها مجرد شائعات على مواقع التواصل.. اطمئنوا الأمر أكثر أمانا" وبالفعل مرت الأيام مخالفة لحديث مواقع التواصل الاجتماعى بشن حرب روسية على أوكرانيا.
فى منتصف الليل صفارات الإنذار تصيح.. الأرض تهتز.. يبدو أنها بدايات ليوم القيامة.. يظن المصريون فى أوكرانيا أنه حدث انفجار بالخطأ.. سرعة النت تتراجع.. الجميع يجهل ماذا يحدث داخل بلاد الأوكران.. الشرطة تعلن عليكم اللجوء للمخازن أو محطات المترو.. الروس بدأوا قصف أراضينا.. بين الرحيل من أم الدنيا، والسلام والأمان والصدمة بنيران الحرب كانت بداية حديث الشاب الجنوبى « خالد».
الحظر يمنعنا من التحرك طوال اليوم.. منافذ البيع شبه خالية.. عليك الالتزام بالمنزل.. والصلاة والدعاء فقط.. ثم تودع أهلك بعدما وصلت إلينا أخبار أن الجيش الروسى ينوى مهاجمة العمارات السكنية.
كان الموت على بعد أمتار.. أو أقل.. الموت يحاوطنا.. أرسلت لأهلى أنا وأصدقائى دعواتكم لنا نحن نفشل فى الهروب من جحيم القيصر.. القصف يحاوطنا كالهواء.
تحركت السفارة المصرية على الفور بالتنسيق مع السلطات البولندية والرومانية، لتسهيل عبور الطلاب المصريين، وبدأت التواصل معنا على الفور، وأبلغتنا بالتحرك طبقاً لتعليماتها التى تصدرها لنا حفاظاً على أرواحنا وحتى نعبر بأمان.
كانت أصعب المواقف التى واجهتنا هو الفشل فى الهروب أينما تولى وجهك فهناك قصف للمدافع الروسية.
عبرنا بعد أيام الحدود الفاصلة بين أوكرانيا ورومانيا، بدعم كامل من سفارتنا فى أوكرانيا ووصلنا العاصمة الرومانية بوخارست بعدما وفرت لنا السفارة إقامة هناك، واستقبلنا السفير المصرى فى رومانيا.
ويختتم خالد حديثه: "رغم أن الأمر كان به الكثير من الصعوبات، والموت حاوطنا إلا أن جهود دولتنا جعلتنا نفتخر بكوننا مصريين، فلم يكن الأمر من وصول الجهات المصرية لنا سوى مسافة السكة".