من جديد تكشف أوكرانيا عن صباح وليد بعد ليل قصير من تفرد الولايات المتحدة بعجلة قيادة العالم ،تذوق فيها الإنسان مرارة العربدة وهيستريا القوة المفرطة.
ليمد الدب الروسى مخالبه ليكشف لنا عن خصم له من البريق المزيف اكثر مما تحتمل قوته وقد اسدل الإنهاك ستائره علي نوافذها.
وهناك حيث الحرب مستعرة نعيش لحظة زمنية خاصة نشاهد التاريخ وهو يكتب صفحاته الأولى فى سجل نظام عالمى جديد وقد تجاوز مرحلة المخاض.
وبينما نعيش صراع ما قبل الاتفاق ،تلهث أطراف دولية لتستعرض ما لديها من قوة لفرض كلمتها، بينما تدرس أخرى بارتباك وتراقب أخرى بحظر.
والجميع منتظر ما ستسفرعنه الأحداث على مسرح أوكرانيا وقد بات صندوق رسائل يتبادلها الخصوم.
وعلى هامش الحرب هناك تقفز ثلاثة تساؤلات على طاولة المناقشة الموضوعية بعيدا صخب الإعلام وتحيزات السياسة.
التساؤل الأول يتعلق بالعقوبات وملف الطاقة
طوفان من التصريحات عن العقوبات القاسية الرادعة غيرالمسبوقة التى ستوقعها الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة وفرنسا والمانيا سواء بشكل مؤسسى أوانفرادى على روسيا وعلى كبار المسئولين فيها ردا على الاجتياح الروسى للأراضى الاوكرانية ،لكن بغض النظرعن الميكرفون الغربى الصاخب هناك الكثير من الشكوك حول جدوى تلك العقوبات وقابليتها للتنفيذ.
فعلى سبيل المثال ليس لدى الرئيس الروسى فلادمير بوتين ووزير خارجيته سيرجى لافروف المدرجان على قائمة العقوبات أي حسابات فى البنوك الغربية حتى يتم تجميدها وفقا للعقوبات المزعومة.
وكذلك فإن استبعاد روسيا المزمع من نظام سويفت المالى مسألة تعرض الاقتصاد الأوروبى لأضرار اقتصادية ولذلك لن يطبق بشكل كلى مع رفض المانى فرنسى إيطالى تجنبا لتلك الأضرار ولضمان استمرار تدفقات الغاز الروسى.
علاوة على ذلك فإن كلمة العزل من المفترض أنها لا تناسب ترمنولوجى عصرالعولمة وخاصة عندما تصدر عن عتاة الفكرالليبرالى مثل الدول الغربية.
على مستوى ملف الطاقة لم يقدم الرئيس الأمريكى جو بايدن أية اجابات عن مصالح الشركات الأوروبية التى انفقت خمسة مليارات دولار على مشروع نورد ستريم2 والذى تأجل تشغيله بسبب العقوبات ولم يتوقف وفقا لتأكيدات المستشار الألمانى، مع العلم أن المشروع لم يدخل قيد التشغيل أصلا.
أما التساؤل الأخطر، ما هى البدائل القابلة للتنفيذ للغاز الروسى الذى تنتوى أوروبا وعلى رأسها المانيا الاستغناء عنه وفقا لتصريحات المستشار الألمانى.
ويستحوز الغاز الروسى على حصة من 38%إلى 40% أو تزيد من إجمالى واردات الغاز إلى أوروبا يليه النرويج.وتحتاج أوروبا إلى تغيرات عميقة فى سياساتها النفطية إذا ما كانت جادة فى الاستغناء عن الغاز الروسى.
والمصادر الأخرى إن وجدت تحتاج لسنوات من إقامة البنى التحتية بتكلفة عالية وليس لدى كبارالدول الأوروبية الآن مصانع للتغييزلاستقبال الغاز المسال أو خطوط أنابيب للنقل.
مما يجعل عملية الاستغناء المزعومة مستحيلة على الأقل على المدى القصير.
وقال الرئيس الروسى فى مؤتمر صحفى جمعه بشولتز فى الكريملين ،نعطيكم 55 مليار متر مكعب من الغاز بأسعار تفضيلية وعلى المستهلك الألمانى إن كان مواطنا أو صاحب مصنع أن يفتح محفظته ويقررإن كان قادرا على أن يدفع خمس مرات اكثر مقابل ما يحصل عليه.
مما يطرح سؤالا عن امكانية استغناء المانيا عن الغاز الروسى فعليا.
فى الحقيقة أن الرئيس بوتين وضع أوروبا والولايات المتحدة فى موقف حرج للغاية للحد الذى تقاتل فيه تلك الدول الآن من أجل إيجاد أية مادة استهلاكية إعلامية تحفظ لها ماء وجهها أمام شعوبهم والعالم فى الوقت الذى يقفون فيه عاجزين تماما عن إعاقة الرئيس بوتين وإيقاف عمليته العسكرية فى أوكرانيا.
إن تلك العقوبات المزعومة هى اشبه بوعود انتخابية يتغنى بها مرشح رئاسى لاهث على السلطة فى العالم الثالث دون أن يكون لها حظ وفير من الواقع.
أما المضحك فى الأمرهو أن روسيا ذاتها تعد من كبار المستفيدين اقتصاديا من الحرب لارتفاع أسعارالطاقة المستمرتضفقها حتى الآن.
لكن علينا أن نتوقف عند فكرة ادراج الغاز الروسى ضمن العقوبات فهى إن كانت صعبة التنفيذ الآن إلا أنها تعبرعن رغبة جدية أوروبية أمريكية للفكاك من الأنياب الروسية.
فالولايات المتحدة لديها خطة ليست بجديدة هى تأمين واردات الطاقة لأوروبا بعيدا عن روسيا لتحقيق هدفين معا، تحرير القرارالأوروبى وإعاقة الاقتصاد الروسى ،تلك الخطة إن لم تجد طريقها إلى الواقع بعد ،إلا أنها تعبر ليس فقط عن المصالح الغربية بل تعد مؤشرا على على تغيرات عميقة فى النظام العالمى إن تمت.
والعكس صحيح أيضا ،حيث عدم قدرة أوروبا على ايجاد البديل وهذا هو المرجح ،قد تؤثرعلى مزيد من الارتباط بين روسيا وأوروبا ،ومن ثم تغيرات أكثر عمقا فى النظام العالمى.
التساؤل الثانى حول منظومة الأمن الأوروبى
بعد نجاح روسيا المتوقع فى فرض الأمرالواقع فى أوكرانيا حتى الآن على الأقل ،اعتقد أن تداعيات ذلك لن تكون فى اطار المسألة الأوكرانية وفقط بل ستشتمل على إعادة ترتيب للأوضاع الأمنية فى محيطها الجغرافى.
فقد اظهرالرئيس الروسى جدية وعزما لايلين على إعادة الأمورإلى الوضع الذى كانت عليه الأمور قبل مؤتمر بوخارست والذى عقد فى بداية إبريل 2008 بينما كانت روسيا لازالت تستعيد توازنها عقب انهيار الاتحاد السوفيتى ،وقد تضمن بيانه الختامى إبقاء الباب مفتوحا أمام الديمقراطيات الأوروبية ،وقد حضر هذا المؤتمر كل من الرئيس الأمريكى الأسبق جورج بوش الابن والرئيس الروسى بوتين والذى اعلن بوضوح فى كلمته رفض بلاده التام لانضمام أوكرانيا وجورجيا على وجه الخصوص إلى الحلف واعرب عن مخاوفه إزاء ما اسماه توسع الناتو شرقا بالقرب من حدوده بعد 17عاما من انهيار الشيوعية.
وانتهى المؤتمر إلى ارجاء قبول انضمام أوكرانيا وجورجيا إلى الحلف لعدم الجاهزية على حد تعبيرهم مع إقرارخطط الدفاع الصاروخية الأمريكية فى أوروبا
وقال ياب دى هوب شيفرالأمين العام لحلف الناووقتها "رحب حلف شمال الأطلسى بالطموحات الأوروبية الأطلسية لأوكرانيا وجورجيا وقد التزم قادة الحلف أن يصبح هذان البلدان عضوين فى الحلف يوما ما وسيواصل الحلف حوارا مكثقا مع كييف وتبليسى لمتابعة تطورالإصلاحات "
كان ذلك المؤتمر بعد سنوات قليلة من بدء ما عرف بالثورات الملونة ،الورود فى جورجيا 2003 تلتها البرتقالية فى أوكرانيا آواخر 2004اطاحتا بالموالين لموسكو وصعد الموالون للغرب.
ومنذ ذلك الحين ولم تنتهى مساعى الدولتين الدؤوبة لنيل عضوية الناتو.
لقد حاول الرئيس بوتين مرارا وتكرارا إيصال رسالة إلى الناتو بشأن رفضه وقلقه لتوسعاته شرقا وقدم ما اسماه ضمانات مطالبا بمناقشتها بجدية ولم يستجب أحد من الناتو،مما دفعه لاتخاذ تلك الخطوة التصعيدية فى اجتياح أوكرانيا وهى إن كانت خطوة غير شرعية بمقياس القانون الدولى،إلا أنها كانت حتمية من وجهة النظرالروسية للدفاع عن مصالح الأمن القومى الروسى.
إن تكلفة الغزو الروسى لأوكرانيا باهظة ولكنها هينة إذا ما قورنت بالنتائج المرجوة ومدى تحقيقها للأولويات الروسية،ولن يعود الجيش الروسى إلى ثكناته بدون تحقيق الأهداف المرسومة وإلا ستكون هزيمة نكراء لا محل لها على مكتب الرئيس الروسى الذى اعتاد ترويض المفترسين والفوز بلحومهم الطازجة.
وتستهدف روسيا من هذة العملية إغتيال القدرات العسكرية الأوكرانية وفرض أمرواقع يكون الأرضية التى تقف عليها المفاوضات الروسية الغربية لإعادة هيكلة منظومة الأمن فى شرق أوروبا ،والمكاسب التى ستحققها روسيا فى الميدان الأوكرانى تعد ضامنة لتحقيق المكاسب المبتغاة على صعيد جميع محاورها الاستراتيجية.
وحتى كتابة هذة السطور فيبدوأن هناك ملامحا بدأت تظهرفى الأفق ،حيث التعزيزات العسكرية فى الجوار الجغرافى لأوكرانيا والأعضاء فى حلف الناتو مثل رومانية وكأنها رسالة غربية إلى روسيا بعدم تجاوز ما اعتبروه خطا أحمرا مع امكانية التفريط فى أوكرانيا والتفاوض بشأنها وفقا للوضع الميدانى الراهن.
وإذا كان هذا صحيحا فأنه نصر عسكرى وسياسى لروسيا اعتقد أنه كاف لتتوقف روسيا عند مرحلته والبدء فى جنى الثمار.
إلى أى مدى ستجد الأهداف الروسية طريقها إلى الواقع وما الذى سيترتب على ذلك بشأن منظومة الأمن الأوروبى فى المنطقة هذا هو التساؤل الذى سيترتب عليه مؤشرات المرحلة القادمة من النظام العالمى الجديد.
التساؤل الثالث حول خريطة التحالفات الدولية والاقليمية
كشفت الأزمة الأوكرانية اليوم عن مؤشرات ودلائل عميقة عن اللحظة الزمنية التى يمربها النظام العالمى الآن وخريطة التحالفات الدولية.
وتأتى تلك اللحظة الزمنية لتعيدنا مجددا إلى الحرب الباردة ولكن فى ثوب جديد.
فمن حيث الجبهة الغربية ،اختلفت محددات القرار الأوروبى عن الأمريكى، فالأخيرة لم تعد فى احتياج للطاقة كما كانت فى السابق بعكس أوروبا التى تستورد حوالى 40% أو تزيد من احتيجاتها من الغاز من روسيا.
اضف إلى ذلك اختلاف الأولويات بين الطرفين ،حيث تعتبرالولايات المتحدة الصين هى العدو ومصدر التهديد الرئيسى فى حين لا ترى أوروبا الصين عدوا بل ترى روسيا كذلك.
علاوة على ما اعتبرته أوروبا قرارات أمريكية انفرادية تفتقد إلى التنسيق المفترض بين الحلفاء ،وعلى رأس تلك القرارات الانسحاب الأمريكى من أفغانستان وصفقة الغواصات الاسترالية والتى وصفتها فرنسا بطعنة فى الظهر.
كل تلك الأمور ادت إلى ميلاد هوة بين الطرفين الأوروبى والأمريكى وهى فى تزايد يوما بعد يوم، ثم جاءت الأزمة الأوكرانية الأخيرة لتسبب مزيدا من الشقوق فى الجدران التى بدأت فى التآكل حيث وجدت أوروبا نفسها وحيدة فى مواجهة روسيا.
وتكشف قرارات وتصريحات القادة الأوروبيين عن ما بدأ يتسرب إلى الذهنية الأوروبية بشأن شواغلهم الأمنية، فقد وصف الرئيس الفرنسى ايمانويل ماكرون حلف الناتو بالميت اكلينيكيا وطرح ما اسماه بالسياسة الدفاعية " الأوروبية" وإنشاء جيش أوروبى ،أما المستشارالألمانى فقد اعلن عن عزمه زيادة الانفاق العسكرى فى بلاده.
أما على الجانب الآخر،جانب روسيا والصين ،فقد اتخذت الصين موقفا متوازنا يراعى مصالح روسيا وأوروبا معا ،فى الوقت الذى رفضت فيه الصين العقوبات على روسيا وتوصيف العملية العسكرية الروسية بالغزو وطالبت الغرب بمناقشة جادة للشواغل الأمنية الروسية ،حرصت كذلك على موائمة الموقف الأوروبى فى نفس الشأن ،فليس من مصلحة الصين خسارة الصديق الأوروبى وهذا يحقق لها أهدافا حيوية ،فعلاوة على العلاقات الإقتصادية المتبادلة بينهما ،إلا أن الصين تدرك جيدا الذهنية الأوروبية المختلفة عن الذهنية الأمريكية فى عدم اعتبارالصين عدو وهى تريد أن تستثمرذلك فى تقليص جبهة الصراع مع الولايات المتحدة عبر تحييد أو إبعاد الطرف الأوروبى.
وإذا اخذنا فى الاعتبار العلاقات الودية الصينية الأوروبية من جانب والصينية الروسية من جانب آخر مع مشكلة عدم ثقة الأوروبيين فى الولايات المتحدة علاوة على عدم قدرة أوروبا على توفير بدائل للغاز الروسى، فنحن إزاء متغيرات عميقة قد تعيد تشكيل خريطة التحالفات الدولية أوعلى الأقل تؤثر فيها.
فى النهاية نحن أمام ثلاث تكتلات ،تكتل أمريكى بريطانى صلب ومنسجم وإن بدا عليه الشيخوخة يرفض صعود أقطاب منافسة تخل من الهيمنة الأمريكية على النظام العالمى ،فى مقابل تكتل روسى صينى أقل انسجاما إلا أنه صلب فى مواجهة الغرب يجمعهما المصالح والتهديدات المشتركة والدفع بنظام عالمى متعدد الأقطاب لا ينفرد فيه أحد على عجلة قيادة العالم.
وبين التكتلين نجد أوروبا حائرة تائهة تتحالف مع الولايات المتحدة ولا تثق فيها ،وتعادى روسيا ولا تستطيع الفكاك من أنيابها ،ولا تعادى الصين ،وتبحث لنفسها فى خضم بحرهائجة أمواجه على شط ترسو فيه مصالحها ومتطلبات أمنها القومى.
على المستوى الاقليمى ،ناك ثلاث قوى اقليمية تراقب الوضع وتنتظر ما ستئول إليه الأمور لصنع السياسات المناسبة وهى مصر وإيران وتركيا.
فمصر تنأى بنفسها عن الانخراط فى هذا الصراع وتسلك سلوكا متوازنا بين الطرفين ادراكا منها لاحتياجات المصلحة الوطنية فى الحفاظ على علاقات حميمة مع كليهما خاصا روسيا وفرنسا.
أما إيران فاعتقد أنها ستكون الرابح الأكبر من هذه الحرب ،فهى اصبحت على بعد خطوات من التوقيع الثانى على برنامجهها النووى ،ويسرها حالة الشيخوخة التى بدت بوضوح على السياسة الأمريكية ،كما يسرها المأذق الذى تعيشه أوروبا اللاهثة على الطاقة.
كما اعتقد أن اللحظة التى كانت تنتظرها إيران قد حانت لتنقض لالتهام مزيد من مساحة النفوذ الاقليمى وهى تتأهب كذئب جائع لاح له الراعى الأمريكى الكهل وقد ارخى ساعده فلم يعد يقوى على حمل السلاح للدفاع عن خرافه ،ففاحت رائحة لحم الخليج الشهى.
أما تركيا فهى كبندول ساعة وقد فقد توقيت توقفه، فالرئيس التركى رجب طيب اردوغان يعادى ويتحالف مع الطرفين معا ،الروسى والأمريكى ،وهو يجيد اللعب على وتر التناقضات الدولية ولم يعد كما كان رجل أمريكا ولم يصبح رجل روسيا.
وكلما سال لعاب الناتو لالتهام قطعة لحم جديدة من الجوار الروسى لتطويقها عسكريا ،كلما امتلأ اردوغان شبعا من أحلامه فى إعادة تشكيل جواره الجغرافى العربى والآسيوى.
فليس صحيحا ما يراه الكثيرون عن تراجع الأهمية الاستراتيجية لتركيا لدى الناتو بانهيارالاتحاد السوفيتى ،صحيح أن ذلك مثل زلزالا لركائز العلاقات التركية الغربية ،إلا أن تركيا لازالت تحتفظ بكثير من البريق لدى الناتو ،فهى جنوب البحر الأسود على بعد خطوات من ميناء سيفاستبول وهى الدولة التى يمرخلالها مضيقا الدردنيل والبسفورالرئة التى تتنفس بها روسيا جغرافيا.
تلك الجغرافيا المعقدة جعلت من تركيا طبقا شهيا يطمع فيه الطرفان معا الروسى والأمريكى.
وسيحرص اردوغان على أن تظل رائحته شهية للطرفين معا دون أن يمكنهما من تذوقه – إلى حين -ليزيد من أوراقه التفاوضية لتحقيق أهدافه.
وعلى ضوء تلك المعطيات ،ما هو شكل خريطة التحالفات الدولية والإقليمية ،وإلى أى محطة سيصل إليها قطارعدم ثقة الأوربيين فى الولايات المتحدة الذى انطلق ،وما هو مستقبل العلاقات الخليجية الأمريكية والخليجية الروسية ،هذه التساؤلات تتستر خلف الأبواب المؤصدة لكنها تصدر ضجيجا لن تصم عنه الآذان قريبا.
ختاما نعيش صباحا متعثرالإشراق ،حيث العالم لازال رضيعا يتغذى على الأحداث التكتيكية ،ولكنه ولد وهو الآن يتنفس ويترعرع فى أوكرانيا وهذا الصراع يقدم له الرعاية ليكبرويصبح شابا واضح القسمات.
وهذا ما تدركه تلك التكتلات فيسارع كل بدوره لتقديم عروضه المخيفة على مسرح أوكرانيا ليرسم بعضلاته القاسية معلما على وجه ذلك الرضيع المسجى بين أيدى الكبار، فاليوم هو ذاك المفعول به وغدا سيكون الشاب الفتى الذى يبطش بمن اكتفى بالمشاهدة.