مع الضوء الأول للشمس معلنة عن نهار جديد، خرج الرجل الأربعيني قاصدا محل عمله داخل إحدي المقاهي كمقدم مشروبات، بعدما ودع أسرته علي أمل العودة بعد انتهاء ساعات العمل، لكنه لم يدر أن السيناريو المعد سلفا لن يتحقق، إذ نشبت مشادة كلامية بينه وبين عامل بنطاق محل عمله، لقي مصرعه قتيلا على إثرها في مشهد مأساوي أضحي حديث أهالي منطقة حلوان.
كواليس الجريمة المأساوية، كما سردها «رمضان» أحد سكان المنطقة التي شهدت الجريمة، راح ضحيتها شخص قضي حياته بحثًا عن لقمة العيش لتوفير طلبات أسرته، فكان يخرج صباح كل يوم ثم يعود لهم في المساء محملا ببشاير الخير ما بين طعام وجنيهات.
وأضاف: «صباح يوم الواقعة وصل المجني عليه (سامح فريد)، صاحب الـ٤٢ سنة، نحو المقهى شغال قهوجي يقدم مشاريب، لممارسة عمله اليومي المعتاد، وجرت الأمور طبيعية حتي منتصف اليوم، وحينها مررت عليه وألقيت عليه السلام وطلب مني الجلوس معه لكني أخبرته أني ذاهب إلى أحد أقاربي لزيارته».
وأوضح: «بعد وقت قليل عرفت أنه نشبت مشادة كلامية بين المجني وعليه وشخص عمرو عبدالمحسن، مقيم هنا بدائرة القسم، وتطور الأمر لتشابك بالأيدي، مما أسفر عن إصابة الأول بجرح قطعي في اليد، وكسر بالجمجمة، جراء اصطدام رأسه بحجر، وتم نقله لمستشفى قصر العيني لتلقي العلاج، إلا أنه فارق الحياة متأثرًا بإصابته البالغة، بسبب خلافات بينهما علي المشاريب، مستطردًا: المتهم مثير للمشكلات دائمًا، توج سجل جرائمه بقتل شاب لا يسعي سوي لأكل العيش».
وتابع: «خلال دقائق تحولت الأجواء داخل المنطقة هنا، حضر رجال المباحث، بقيادة المقدم إبراهيم سليم رئيس مباحث قسم شرطة حلوان، لمعاينة مسرح الجريمة، وتم تفريغ كاميرات المراقبة من قبل رجال النيابة، والتحفظ عليها».
ومع حلول المساء نجح رجال المباحث في ضبط المتهم، والذي اعترف بارتكاب الجريمة، وفي صباح اليوم التالي حضر وسط حراسة أمنية مشددة لتمثيل الجريمة، وأجري معاينة تصويرية لكيفية وقوعها، وأمرت النيابة بحسبه ٤ أيام على ذمة التحقيقات.