الإثنين 03 يونيو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ثقافة

"إدارة الحج إلى مكة".. جديد دار ناشرون

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

صدرت عن الدار العربية للعلوم ناشرون ترجمة الأصل الإنجليزي لكتاب “IMPERIAL MECCA: Ottoman Arabia and the Indian Ocean Hajj”، وتأتي النسخة العربية تحت عنوان "إدارة الحج إلى مكة: موضوع تجاذب بين السلطنة العثمانية والاستعمار الأوروبي" وهو الكتاب الحائز على جائزة ألبرت حوراني للكتاب للعام 2021 من جمعية دراسات الشرق الأوسط لمؤلفه مايكل كريستوفر لو، ترجم الكتاب ربيع هندي.

بالاعتماد على مجموعة واسعة من المصادر الأرشيفية العثمانية والبريطانية، يلقي هذا الكتاب ضوءاً جديداً على تاريخ تلك الفترة التاريخية التي تجاذب فيها العثمانيون والمستعمرون التحدّيات بشأن إدارة الحج.

يبيّن هذا الكتاب الأزمات الدولية المتشابكة الناتجة عن تنقُّل المسلمين وتفشي وباء الكوليرا في القرن التاسع عشر والربع الأول من القرن العشرين، وما واكّب هذه المرحلة من الصراعات الإمبراطورية المؤقتة المتعلقة بالشرعية والإدارة الحكومية والأقاليم والتحديث في منطقة الحجاز، والتي شكّلت صورة مهمة من صور فريضة الحج عند المسلمين في مرحلة تاريخية تَجاذَبَ فيها العثمانيون والمستعمرون البريطانيون بشأن إدارة الحج والسيطرة عليه، وكلٌ له غايته ومصالحه تحت شعار العناية بالمجال الطبي في الحج وحماية حقوق المسلمين.

فمع ظهور السفن البخارية، أدى تكرار تفشي وباء الكوليرا إلى جعل رحلة الحج عبر المحيط الهندي إلى مكة المكرمة خطراً من أخطار السفر ووسيلة لنشر الأوبئة. لقد خشي المسؤولون الأوروبيون، وخاصة البريطانيون منهم في الهند أن تؤدي فترات الإقامة الطويلة في الجزيرة العربية إلى تعرض رعاياهم المسلمين لتأثيرات التطرف من خلال اختلاطهم بالمنشقين المناهضين للاستعمار والنشطاء الإسلاميين. ولهذا فإن سعي الإمبراطوريات الاستعمارية لتحديد شروط السفر إلى الحج لم تؤثر فقط على حياة الملايين من الحجاج، بل وضعت تحديات كبيرة على عاتق السلطنة العثمانية، القوة الإسلامية الوحيدة في ذلك الوقت.

يحلل مايكل كريستوفر لو الحج في ظل السلطنة العثمانية، ويشير إلى الحجاز باعتبارها منطقة تتجاوز السلطنة، مشيراً إلى أن مكة أعادت صياغة نظرة العثمانيين إليها بصفتها منطقة بعيدة عن المركز وغير مستقرة وتتمتع بوضع خاص، والتي كافحت إسطنبول لتحديثها والدفاع عنها في وجه الهجمة الاستعمارية بعد ظهور السفن البخارية. كما يوضح المؤلف في هذا الكتاب أن السفن لم تكن تحمل الحجاج، وجوازات السفر، والميكروبات فحسب، بل شبح التدخل الاستعماري القانوني. على مدى نصف قرن تقريباً من خمسينيات القرن التاسع عشر وحتى الحرب العالمية الأولى، أدّى خوف الهند البريطانية من الحج باعتباره ناقلاً للأفكار المناهضة للاستعمار الطريق تدريجياً إلى نوع من الحماية الإدارية والقانونية والطبية بشأن حجاج سفن المحيط الهندي.

مايكل كريستوفر لو أستاذ مساعد للتاريخ بجامعة ولاية أيوا، وهو متخصص أيضاً  في التاريخ العثماني والتاريخ الحديث للشرق الأوسط والمحيط الهندي. عمل بين العامين 2020 – 2021 كباحث أول في الدراسات الإنسانية للعالم العربي في جامعة نيويورك أبو ظبي.