استقبل البابا فرنسيس بابا الفاتيكان، ظهر اليوم السبت، وفدا برئاسة البروفيسور ماورو بارسي من جمعية "مشروع أغاتا سميرالدا" الناشطة من أجل احترام حياة وكرامة الأطفال في العالم .
وأعرب البابا فرنسيس بابا الفاتيكان ، عن سعادته لمرافقة رئيس أساقفة فلورنسا الكاردينال جوزيبي بيتوري للوفد، وذلك لما للجمعية من رباط قوي بأبرشية فلورنسا، رباط تعاون مباشر، قال الأب الأقدس.
ونشرت الصفحة الرسمية للفاتيكان منذ قليل ، بان البابا فرنسيس ذكر بعد ذلك بأنه وخلال تعليمه الأسبوعي المتمحور حول القديس يوسف قد تحدث عن التبني، حيث أشاد بالأزواج الذين يفتحون قلوبهم وبيوتهم لاستقبال طفل أو طفلة بدون عائلة، كما وشجع هؤلاء الأزواج. وتابع البابا فرنسيس قائلا لأعضاء وفد الجمعية إن هذه الحساسية ذاتها وهذا الانفتاح، هذه الأبوة والأمومة هي أساس عملهم. وقال إن مَن يختار التبني عن بُعد ينطلق من رغبة في مد اليد إلى طفل لجعله يشعر بكونه محبوبا وكي لا ينقصه ما هو ضروري ولينمو بشكل جيد. وأضاف قداسته أن المساعدة بهذا الشكل تعني منح مستقبل.
ثم شكر قداسة البابا أعضاء الوفد على تعاونهم من أجل أن ينشروا في العالم حنان الله وأبوته التي هي العطية الكبيرة التي وهبنا إياها يسوع. فيسوع، واصل البابا فرنسيس، لم يحدثنا عن الآب فقط بل لقد حملنا إلى داخل علاقته هو بالآب، ولهذا صار جسدا ووُلد من مريم، لهذا عاش حياتنا البشرية، تألم ومات وقام. فَعل كل هذا كي نتمكن جميعا من أن نصبح أبناء الآب الذي في السموات. وذكّر البابا هنا بكلمات بولس الرسول في رسالته إلى أهل غلاطية: "فنحظى بِالتبني" ( غلاطية ٤، ٥). و أننا قد تم تبنينا من قِبل الله عبر يسوع.
وتابع البابا فرنسيس : كانت الحاجة الكبيرة إلى الأبوة والحنان ، مشيرا إلى أن الحنان كلمة تُحذَف في حالات كثيرة من قاموس الحياة اليومية. وقال إن الثورة الحقيقية في العالم يصنعها مَن يعمل يوما تلو الآخر بدون ضجيج كي لا يتعرض الصغار والفقراء إلى الازدراء والإقصاء والهجر، بل ليتمكنوا من النهوض والعيش على أساس كرامتهم كأبناء الله. وأكد البابا أن التبني عن بعد المُعَد والمتابَع والمرافَق بشكل جيد يقوم بهذا تحديدا، هو بذرة صغيرة لملكوت الله، تنمو وتثمر بقدر ما تُزرع بمحبة.
وأستطرد البابا فرنسيس حديثه مشيرا إلى أنه قد قرأ أن حالات التبني عن بعد الحالية للجمعية تبلغ حوالي ٧ آلاف، وهو نشاط يشارك فيه الكثير من الأشخاص الداعمين للجمعية ما بين علمانيين وراهبات وكهنة يعملون في ضواحي العالم. وواصل حديثه إلى ضيوفه قائلا إنه يشكر الرب معهم، كما وأعرب عن تقديره لإرجاعهم كل هذا إلى العناية الإلهية. وأضاف: نعم، نحن فقط معاونون للعناية الإلهية، ويملؤنا هذا بالفرح والامتنان. ثم ختم حديثه إلى أعضاء وفد جمعية "مشروع أغاتا سميرالدا" الذين استقبلهم ظهر اليوم، بتوجيه الشكر لهم على هذا اللقاء. ثم شجعهم على السير قدما بنعمة الله مؤكدا مرافقته لهم ومباركته للحاضرين جميعا، وأيضا لكل مَن يقاسمونهم عملهم ويدعمون هذا العمل، كما ويمنح البركة لجميع الأطفال والطفلات، الفتية والفتيات الذين يرافقهم أعضاء الجمعية من خلال التبني. وختم البابا فرنسيس متضرعا كي تحميهم العذراء دائما وسأل ضيوفه ألا ينسوا أن يُصلوا من أجله.
الجدير بالذكر جمعية "مشروع أغاتا سميرالدا" قد تأسست رسميا سنة ١٩٩٦ في فلورنسا بمبادرة من البروفيسور ماورو بارسي والكاردينال لوكاس موريرا نيفيس. وقد انطلقت هذه المبادرة عمليا عقب تآخٍ باسم الأطفال بين مدينتَي فلورنسا الإيطالية وسلفادور دي باهيا البرازيلية سنة ١٩٩١ حيث تم تبني أول طفل عن بعد.