قال أسامة زرعى، خبير اقتصادى، إن العالم يقابل الكثير من التوترات والتى أثرت بدورها على حركة الذهب باعتباره أقوى الملاذات الآمنة فى وقت التوترات السياسية، وعلى صعيد الوضع الاقتصادى ارتفعت الأسواق بنسبة 3% ثم تراجعت الأسواق بعد تصريحات الرئيس الأمريكى جو بايدن بأنه لن يشارك أى جندى أمريكى فى الحرب بين روسيا وأوكرانيا ولكن تم فرض بعض العقوبات، التى استهدفت البنوك الروسية وقدرة البلاد على القيام بأعمال تجارية بعملات أخرى بما في ذلك الدولار واليورو والجنيه والين والشركات المملوكة للدولة.
ولفت زرعى في تصريح لـ"البوابة نيوز" إلى أن عدم فصل روسيا عن نظام "سويفت للمدفوعات"، تسببت فى تراجع أسعار الذهب سريعًا بعد أن أصبح من الواضح أنه لن يكون هناك حافز للوصول إلى مستوى 2000 دولار وتسارعت عمليات بيع الذهب بعد الظهر بعد أن كشف الرئيس بايدن النقاب عن الجولة التالية من العقوبات والتي اعتقد الكثيرون أنها لم تكن شديدة بما يكفي نظرًا للروسية الليلة الماضية.
وأكد زرعى، أن الصراع في أوروبا الشرقية تسبب فى حالة من عدم اليقين الجيوسياسي، وأن أكبر تهديد للاقتصاد العالمي يظل ارتفاع أسعار المستهلكين كما أضاف الغزو الروسي لأوكرانيا مزيدًا من عدم اليقين إلى الصورة الاقتصادية العالمية وقد يؤدي ذلك إلى إبطاء مجلس الاحتياطي الفيدرالي من التضييق الشديد في أسعار الفائدة، لكنه لم يمنع رفع أسعار الفائدة تمامًا.
وأشار زرعى إلى أن تصريح "وين ثين" الرئيس العالمي لاستراتيجية العملة في "براون براذرز هاريمان"، الذى قال فيه إن غزو روسيا لأوكرانيا جعل السياسة النقدية أكثر تعقيدًا بعض الشيء لا نستبعد رفع سعر الفائدة الشهر المقبل لكن توقعات السوق لحركة بمقدار 50 نقطة أساس قد انخفضت إلى حوالي 20%.
وأضاف: تم تسعير ما بين 150-175 نقطة أساس من التشديد على مدى الـ12 شهرًا القادمة ولكنها تتجه نحو الانخفاض، وإذا نظرنا إلى أبعد من ذلك، فإن سوق المقايضات يعود إلى التسعير بمعدل فائدة نهائى للأموال الفيدرالية بنسبة 2.0% بعد قضاء بعض الوقت شمال هذا المستوى، ومن المفترض أن يقترب هذا في النهاية من 2.5% وربما أعلى، لكن الغزو الروسى جعل توقعات سياسة بنك الاحتياطي الفيدرالي أكثر غموضًا.
ويرى زرعى، أن الارتفاعات التى شهدتها سوق الذهب كانت محملة بالتخوف من أن تشتبك الولايات المتحدة مع القوات الروسية مما يجعل العالم أمام حرب عالمية ثالثة الولايات المتحدة وحلف الناتو من طرف والصين وروسيا من طرف آخر ولكن بتصريحات الجانب الأمريكى بأنهم لن يشتبكوا وبتصريحات روسيا بأنها ليست قادمة للغزو وإنما قادمة لوضع شروطها فقد الذهب مكاسبه وعاد لوضعه الطبيعى.
وتوقع زرعى، أنه بمجرد هدوء الأوضاع وقبول الجانب الأوكرانى الشروط الروسية ستهبط الأوقية الى مستويات 1870 ومن ثم الصعود الى مستويات 1907 ومن ثم الهبوط مرة أخرى.