ألقت الأحداث الجارية في أوكرانيا بظلالها على رواد مواقع التواصل الاجتماعي، حيث انشغل العديد بسرد السيرة الذاتية لرئيس أوكرانيا الحالي فلاديمير زيلينسكي، وكيف نجح في الوصول إلى كرسي الرئاسة بعد أن كان ممثلًا كوميديًا، خاصة أنه لم يسبق له الانضمام إلى حزب سياسى ولم يشغل منصبا في العمل الحكومي في مشوار حياته، حيث كان ممثلًا فى إحدى المسلسلات الشهيرة «خادم الشعب»؛ المسلسل الذي تم عرضه في أوكرانيا للمرة الأولى عام 2015، ولعب فيه «زيلينسكي» شخصية مدرس تاريخ أصبح فيما بعد رئيسًا للبلاد، وتمت إذاعة الموسم الثالث قبل الجولة الأولى من الانتخابات.
وتناول المسلسل- في إطار كوميدي- الصراع الطويل الذي تخوضه أوكرانيا مع حكم الأقلية، وذلك منذ أن نالت البلاد استقلالها عن الاتحاد السوفيتي، وعلى عكس الواقع، ففي كثير من الأحيان ما تتحول الأحداث التاريخية إلى أفلام سينمائية أو دراما تليفزيونية، لكن في أوكرانيا تبدل الحال، وأصبح العمل الفني يتحول لحدث تاريخي، وبات الخط الفاصل بين الواقع والخيال غير موجود، حيث تحققت النبوءة الفنية من خلال جميع مشاهد مسلسل كوميدي الذي أدى فيه الرئيس الأوكراني الحالي، فلاديمير زيلينسكي، دور البطولة.
وبعد نجاح المسلسل وشهرة «فلاديمير» الكبيرة أعلن الممثل الكوميدى فلاديمير زيلينسكى أنه سيتنافس على منصب رئيس البلاد، خلال احتفالات رأس السنة العام 2018 عبر برنامج تليفزيوني، ومنذ ذلك الحين بدأت حملته الانتخابية، واستخدم «زيلينسكى» أساليب جديدة منها شبكات التواصل الاجتماعي على نطاق واسع، وتفاعل مباشرة مع المواطنين خلال البرامج التلفزيونية والحفلات وغيرها.
يشار إلى أن «فلاديمير» والذي أصبح الآن رئيسًا لأوكرانيا حصل على شهادة في القانون من جامعة كييف الوطنية للاقتصاد، رغم أنه لم يمارس العمل القانوني ومن خلال دراسته في الجامعة انضم إلى فرق المسرح بالجامعة ثم انتقل إلى العمل من خلال شركة وسائط متعددة ذات محتوي ترفيهي حتى وصل إلى رئاسة الشركة، وتزوج من زميلته في الجامعة وأنجب منها ولدا وبنتا، وبعد ذلك انتقل إلى العمل الفني، حيث أصبح بعد ذلك مؤلفًا ومخرجًا ومنتجا للمسلسل الكوميدي «خادم الشعب».
وعبر التاريخ هناك بعض النماذج الأخرى التي خاضت تجربة التمثيل أولًا ثم اعتلت بعدها كرسي الرئاسة في بلادها، منهم الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب الذي سبق وقدم بعض الأدوار الصغيرة في عدد كبير من الأفلام والمسلسلات برغم كونه رجل أعمال ناجحًا، لكنه بدافع اكتساب الشهرة والترويج لتجارته شارك في بعض الأفلام والمسلسلات مثل الفيلم الأمريكي الشهير، «Home alone» في عام 1992 وتنوعت مشاركات «ترامب» السينمائية في مشاهد قصيرة لا تتعدى في أغلبها بضع ثوان من ضمنها دوره في الفيلم الكوميدي «Ghosts Can’t Do It»، في عام 1989، وحصل من خلاله على جائزة التوتة الذهبية «رازي»،«التي تُمنح لأسوأ ممثل وأسوأ فيلم سينمائي» كأسوأ ممثل في هذا العمل الفني.
كما خاض الرئيس الأمريكي الأسبق «رونالد ريجان» تجربة التمثيل، حيث شارك في العديد من الأدوار الصغيرة في السينما الأمريكية قبل أن يحصل على فرصة الترشح إلى الانتخابات الرئاسية الأمريكية إذ نجح في الوصول إلى كرسي الرئاسة الأمريكية.
وفي دولة الفلبين تولي فيها الرئاسة الممثل الفلبيني «جوزيف استرادا» الذي اشتهر في أداء أدوار رئيسية في العديد من الأفلام والمسلسلات الفلبينية لمدة ثلاثين سنة، واستطاع من خلال شعبيته الفنية تحقيق انتصار خلال الانتخابات البلدية وبعدها نجح في أن يصبح رئيسا للبلاد، عام 1998.
أما رئيس جواتيمالا جيمي موراليس فقد كان ممثلا تليفزيونيا لمدة عشرين سنة، حيث شارك في العديد من الأفلام الكوميدية واستطاع بفضل شعبيته الفنية الكبيرة تحقيق فوز في الانتخابات الرئاسية التي أجريت في 2016.
