كشف السفير محمد العرابي، وزير الخارجية الأسبق، ما ستؤول إليه الأوضاع بين روسيا وأوكرانيا بعد الحرب التي شنها الروس على كييف الخميس الماضي؛ خاصة بعد تهديد الرئيس فلاديمير بوتين بوضع أسلحة الردع النوي في الجاهزية القصوى.
وقال العرابي، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامية عزة مصطفى ببرنامج «صالة التحرير» المذاع عبر قناة «صدى البلد»، اليوم الأحد: حال انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة لمناقشة تطورات الأزمة الأوكرانية الروسية لن نشهد جديدًا «هي مجرد إعلان لمواقف الدول»، وهذا الأمر يعتبر مظاهرة سياسية.
وتابع أنه لم يكن يتوقع تطور المشهد الروسي الأوكراني بهذا الوضع، مضيفا: الحرب الروسية الأوكرانية مكلفة اقتصاديًا على الجميع، ويبدو أننا أمام تطورات سريعة على المستوى الدولي، وهذه التطورات توحي بأننا أمام نظام عالمي جديد يتشكل بين القوى العظمى.
وأوضح أن العالم أمام موقف خطير جدًا، مؤكدًا أنه بعد الخسائر والتطورات يلجأ الجميع للجلوس إلى طاولة المفاوضات لحل الأزمات، لافتًا إلى أنه من الممكن أن يتم عقد مفاوضات في بيلاروسيا «فيه وفد روسي بدأ يتم تشكيله وآخر أوكراني».
ولفت إلى أن دولة فنلندا، المتاخمة لروسيا، كان لها مواقف مشابهة لأوكرانيا لكنها التزمت سياسة توافقت معها ومع روسيا «فيه رعب نووي سواء عند الغرب أو روسيا»، مؤكدًا أن الردع النووي لم يوقف موسكو من التدخل عسكريًا في كييف.
ورجح أن الطرف الأقوى على الأرض سيفرض إرادته على طاولة المفاوضات و«سيستمر بوتين في تحقيق أهدافه؛ حتى لا يخسر ماء وجهه أمام شعبه»، مؤكدًا أن الروس لم يكونوا يتوقعون وجود هذه المقاومة من الجانب الأوكراني «والطرفين لديهم مقومات للتفاوض؛ لكن مقومات الروس أقوى».
واستطرد العرابي: لجوء روسيا للتفاوض في بيلاروسيا؛ حتى لا تخضع لضغوط غربية، ومن الممكن أن تُصبح أوكرانيا شيشان أخرى، ويتم تنصيب رئيس موالي لروسيا؛ وفي حال حدوث هذا الأمر فإنه سيكون خسارة للغرب.
وعن دعوة مصر لانعقاد جامعة الدول العربية بسبب الأزمة الأوكرانية، رأى العرابي أن هذا الأمر الهدف منه الإعداد لمناقشة هذه الأزمة لمحاولة وضع إطار عام تسير عليه الدول العربية؛ لأنها ستتأثر بأمور عدة، وسيكون كذلك هناك دورًا إيجابيًا من ناحية الغاز.