هناك مقولة منتشرة في العالم تصف شهر فبراير من كل عام بـ"فبراير الأسود"، فيعد هذا الشهر بالنسبة للكثير من سكان العالم نذير شؤم لدى الكثير من الناس نظرًا للمصادفة التي تحدث في هذا الشهر كل عام بوقوع الأحداث السيئة حول العالم في هذا الشهر والمرتبطة بوقوع شهداء وضحايا لهذا اعتبر منذ سنوات بفبراير الأسود.
واستطاع شهر فبراير هذا العام قبل نهايته بساعات أن يثبت تلك المقولة مجددًا حيث تشهد العالم حالة حرب بين روسيا وأوكرانيا تسببت في حالة رعب في العالم خوفًا من تدخل دول أخرى في تلك الحرب مما قد يتسبب في حدوث حرب عالمية ثالثة، ويعود اسم "فبراير الأسود" لأصول عالمية، حيث يخلد ذكرى تضحيات الأمريكيين الأفارقة لبلادهم وإنجازاتهم حيث أنهم شكلوا التاريخ الأمريكي.
بدأت فكرة وجود طريقة للاحتفال بإنجازات الأمريكيين من الأصول الأفريقية في عام 1915 من قبل المؤرخ كارترج وودسون وشخصيات أمريكية من أصل أفريقي بارزة في عصره، وأراد المؤرخ والآخرون في مجموعته تخليد وسيلة لتعزيز إنجازات الأمريكيين الأفارقة، حيث تُعرف هذه المجموعة الآن باسم رابطة دراسة تاريخ حياة الأمريكيين الأفارقة، واختارت المجموعة الأسبوع الثاني في فبراير عام 1926، تاريخا سنويا للاحتفال بفيديريك دوجلاس وأبراهام لينكون، المناضلين من أجل تحرير الأمريكيين من أصول أفريقية من التمييز والعنصرية.
في أواخر الستينيات، تطور الأسبوع إلى شهر كامل، ويرجع الفضل في ذلك إلى حد كبير لحركة الحقوق المدنية، كما أن الشهر شهد وصول حيرام رودس ريفيلز أول أمريكي من أصول أفريقية إلى مجلس الشيوخ الأمريكي سنة 1870.
وارتبط هذا الشهر فى الشام بأن فيه تنطلق الهبوب الشديد للرياح، كما يزخر التراث الشعبي بالكثير من الأمثلة والمقولات المتنوعة التي تشابهت واختلفت بين الدول حول شهر فبراير، والتي تصف تقلب هذا الشهر من السنة، حيث اعتبرته غير محدد الهوية بسبب تقلبه بين الصيف والشتاء، ويتم تشبيه الأشخاص متقلبي المزاج في الأمثال الشعبية بـ"شباط" وهو الإسم الآخر لشهر فبراير والذي تتقلب أيامه بين المشمسة والماطرة والدافئة والباردة.