الآلات الموسيقة لم تظهر منذ عشرات السنين أو حتى مئات السنين كما يعتقد البعض ولكنها وجدت في العصور القديمة منذ آلاف السنين وأقدم الآلات التي ظهرت هي “القيثارة السومرية” فهي اقدم آلة موسيقية وترية عرفها التاريخ حيث يعود عمرها إلى ما يقارب من 4600 عام، وتميزت تلك الآلة بجمال مظهرها، وحرفية زخرفتها.
كما تميزت بمقدمتها التي يزينها رأس ثور، فظهرت القيثارات السومرية على أكثر من شكل منها الذهبية والفضية، وتعود القيثارة السومرية لاوتار حضارة موغلة في القدم، حيث سحر الالحان وجمال الموسيقى التي استطاع الإنسان القيام بها منذ فجر التاريخ، ووجدت القيثارة السومرية في أور في جنوب بلاد الرافدين في مقبرة الملكة شبعاد، وترجع إلى زمن الملكة بو آبي شبعاد 2450 ق.م، وقد تم العثور عليها في عام 1929م، وهي متواجدة في متحف الآثار العراقي (قاعة السومريات) في بغداد، ويرجع الفضل في اكتشافها إلى المنقب ولي في القبر رقم 1237.
وتعد هذه الآلة المفتاح الأساس لصنع كل الآلات الوترية، وتتكون القيثارة السومرية من صندوق صوتي مصنوع من خشب الارز طوله من الأسفل 65 سم وأرتفاعه 33 سم وسمكه 8 سم، ولها ساقان خشبين ممتدان إلى الاعلى مغلفان بشرائط ذهبية ومطعمان بقطع مثلثة الشكل من أحجار مختلفة وملونة، بنهاية قمتيهما يستقبلان حامل الاوتار وهو أنبوب خشبي مدور نصفه الأمامي مكسو بالفضة طوله متر واحد و37 سم.
وتتضمن القيثارة أحد عشر وتراً مثبتة إلى الأعلى بمسامير ذات رؤوس ذهبية، وهي بالكامل مطعمة بالذهب والصدف، يزين مقدمتها رأس عجل ملتحٍ من الذهب، واختلفت الآراء في سبب اختيار وضع رأس الثور على مقدمة القيثارة، فقد افترض عالم الآثار الموسيقية شتاودر أن الثور كان مقدساً لدى شعب ما بين النهرين منذ القدم وكانوا يزينون حتى تيجان الملوك به لذا قاموا بوضعه على مقدمة القيثارة، والثور الذي وجد على مقدمتها كان في السابق رمزا للألوهية.