من النجومية والمستقبل المشرق، إلى الظلام وغيبوبة لمدة سنوات.. جملة قصيرة تلخص معاناة عبدالحق نورى المغربى الأصل، والبالغ من العمر حاليا ٢٤ عاما، والذى سقط على أرضية الملعب فى الـ٨ من يوليو ٢٠١٧ أثناء مشاركته مع ناديه أياكس أمستردام الهولندى، فى مباراة ودية ضد فيردر بريمن الألمانى فى النمسا، ودخل على إثرها فى غيبوبة نتيجة «ضرر خطر ودائم» فى الدماغ، بحسب ما أفاد فى حينها النادى الذى فسخ عقد اللاعب فى مارس ٢٠٢٠.
فبين لحظة والأخرى كانت نهاية مستقبل لاعب كرة قدم شهد له الجميع بالمهارة، وتوقع له الجميع مستقبل مشرق، وعادت قصته عبدالحق نورى إلى الأضواء مجددًا حيث أسدل نادى أياكس أمستردام الهولندى الستار على قصة لاعبه السابق، بإعلان النادى عن صرف مبلغ مالى للاعب كتعويض لصاحب الأصول المغربية، الذى دخل فى غيبوبة لمدة ثلاثة أعوام، بسبب إصابة قوية تعرض لها أثناء مشاركته فى مباراة ودية مع الفريق الهولندى.
عبدالحق نورى صاحب الـ٢٤ عامًا، والذى كان من ناشئى أياكس أمستردام، وتدرج فى الفئات العمرية بالنادى الهولندى، حتى انضم لصفوف الفريق الأول، عام ٢٠١٦، فى موسم شهد تألقه بشكل واضح للجميع، ليخوض ١٥ مباراة بقميص أياكس، ولكن فى لحظة توقف عندها الزمن للاعب كانت البشائر تدل أنه سيكون نبغة عربية كبيرة، حيث سقوطه مغشيًا عليه فى مبارة ودية لفريقه أمام فيردر بريمن الألمانى، فى النمسا فى يوليو٢٠١٧، دخل على إثرها فى غيبوبة امتدت لعامين و٩ أشهر، بسبب تعرضه لسكتة دماغية تسببت فى أضرار فى الدماغ أنهت مشواره مع الملاعب.
وبعد عدة أشهر من الواقعة، كشف نادى أياكس امستردام الهولندى، أن الرعاية الطبية للاعب عبدالحق نورى فى أرضية الملعب لم تكن كافية، مقرين بالمسؤولية كاملة عن الأَضرار الصحية التى تسببت للاعب، ما جعل عائلة اللاعب ترفع دعوى أمام لجنة التحكيم التابعة للاتحاد الهولندى لكرة القدم.
وفى عام ٢٠٢٠، أعلن شقيق عبدالحق نورى، استفاقة اللاعب بعد أكثر من عامين على دخوله فى غيبوبة تامة، لكنه لا يزال طريح الفراش، وفى نفس العام، قرر نادى أياكس، فسخ تعاقده مع اللاعب المغربى، الأمر الذى وضعه فى وجه الانتقادات، إذ اعتبرت الجماهير أن هذا القرار بمثابة «تخليًا عن اللاعب».
فيما مرت عدة سنوات ليخرج النادى الهولندى معلنًا توصله لاتفاق مع أسرة اللاعب نورى، ودفعهم لتعويض ضخم بلغ الـ ٧ ملايين و٨٥٠ ألف يورو، بجانب تكفل النادى بمصاريف علاج ورعاية اللاعب، حيث قال «إيدوين فان دير سار»، المدير العام لنادى أياكس: «إنه من الجيد التوصل لاتفاق مع عائلة نورى، ندرك جميعا أن معاناة عبدالحق وأحبائه لم تنته بعد، ولا يزال الوضع محزنا للغاية وهذا ما نشعر به هنا فى أياكس أيضًا، وسيبقى الرابط قويا بين أياكس وعائلة نوري».
وأعلن «فان دير سار» أن النادى الهولندى قرر تجميد القميص رقم ٣٤ فى الفريق، ومنح أسرته حق التصرف فيه، حيث أنه لن يتم اللعب به مرة أخرى إلا إذا أرادت عائلة نورى ذلك، مؤكدًا: «سيتم وضع متعلقات عبد الحق فى غرفة خلع الملابس بمتجر النادى بجوار المدخل الرئيسى للملعب».
