تعد سوق الخواجات في قلب مدينة المنصورة فى محافظة الدقهلية، ذات طابع أثري هام حيث يرجع تاريخها إلي ما يقرب من ٨٠٠ عاما.
وتضم السوق محلات ومنازل أثرية وتقع خلف دار"ابن لقمان» التى أسر فيها لويس التاسع ملك فرنسا قائد الحملة الصليبية السابعة على مصر، كما يقع فى أول السوق مسجد الموافى الأثرى أو «الصالح الكبير» حيث بناه الملك نجم الدين الأيوبي والذي أنشئ فى عام ٥٨٣ هجريا، كما تضم المنطقة مسجد الصالح الصغير، مما يجعل منطقة سوق الخواجات فى المنصورة تحمل الطابع الأثرى.
ولقبت السوق بهذا الاسم نظرا لامتلاك الأجانب لمعظم المحلات التجارية فى السوق آن ذلك، وأطلق عليها حديثا «سوق الغلابة» نظرا لاقبال المواطنين عليه من جميع الفئات وخاصة محدودي الدخل من مختلف قرى ومحافظات مصر حيث تمتاز السوق ببيع التجار بالجملة، وتعد أسعارها الأرخص على الإطلاق، كما اشتهرت السوق بشراء جهاز العرائس وتتضمن الملابس المنزلية والبيجامات والترنج والعباءات المنزلية والعباءات السوداء للخروج .
وكما تتضمن محلات الأقمشة ومحلات الملابس والتى تحتوي على جميع الملابس الجينز والتاييرات والقمصان والفساتين وغيرها من الملابس كما تتضمن سوق الخواجات كل شىء فى جهاز العروس من الإبرة للصاروخ.
وأوضح الكاتب الدكتور"إيهاب الشربيني» أن شهرة سوق الخواجات بالمنصورة، ترجع لوجود التجار الأجانب ومن أشهر محلات الخواجات اللبنانيين فى السوق، محل خورى لتجارة القطن وإلياس كنج للأحذية ونجيب فركوح وعقارى للموبيليا.
وأضاف الشربينى أنه كان هناك تجار يهود بالسوق ومنهم يوسف خبير المانيفاتورة وهراري للخردوات وهناك ليفى ونجار وريزاك، وكذلك داوود روفا ونسيم أشكنازى وولده الياهو وذكى دهونا وديكوري وجميعهم يتاجرون فى الأقمشة والمنسوجات، وكانت تضم العديد من التجار اليونانيين ومنهم تاريخ بقالة ومحل إلياديس لصناعة وبيع الخل وماء الورد، وتابع أن المحل كان أمام جامع النجار تقريبا فكانت رائحة الخل المختلطة بماء الورد تملأ الشارع.
وكشف «الشربيني» أن من أشهر الصناعات التى كانت موجودة بالسوق حتى وقت قريب صناعة النحاس، ويجتمع مبيض النحاس وبائعى الأوانى النحاسية قبل انتشار أوانى الألمنيوم وتابع أن السوق كانت تضم لوكاندة لزوار السوق الذين يضطرون للمبيت فى المنصورة، ويحلو للتجار الالتقاء بهم مساءً.
واستطرد «الشربيني» أن السوق تجتذب الجميع أغنياء وفقراء؛ لأنك تضطر دوما لأن تشترى منه ما لن تجده خارجه، ومشيرا إلى أن السوق تعد نموذجا للأسواق الشعبية، فهى شبكة من الشوارع المتصلة ببعضها البعض. وتبدأ من الشارع الذى ينبثق من ميدان الطُمِّيهى واسمه الحالى شارع سوق «التجار الغربي» وتكمل السوق طريقها من الطُمِّيهى إلى نصفها الآخر فى شارع العباسى ممتداً فى أزقة ضيقة، ويحكى أن السوق فى الماضى كانت متصلة ببعضها ولكن إنشاء شارع العباسى ثم شارع بورسعيد جعلا السوق تنقسم إلى عدة شوارع، مشيرا إلى أن شبكة السوق أيضا تضم شوارع ابن لقمان الغربى والموافى والشابورى والصيادين وغيرها.
وفى نفس السياق أوضح السيد صابر من كبار تجار سوق الخواجات أن السوق تضم بعض المحلات الأثرية إلى جانب الملابس وأضاف أن الأسعار فى متناول الجميع حيث تبدأ من ٤٠ جنيه لأى قطعة ملابس.
والجدير بالذكر أن محلات سوق الخواجات بالمنصورة تتسابق علي عرض الموديلات المختلفة وبأسعار أرخص بكثير مقارنة بمحلات منطقة المشاية وحى الجامعة وحتى أرخض من منطقة الجلاء حيث يتراوح سعر البيجامة الشتوي ما بين ٨٥ و٩٥ جنيها بينما تصل فى المحلات الأخرى إلى ٣٠٠ جنيه.
وبينما يبلغ سعر العباية القطيفة بالسوق ٧٢ جنيها والدفاية الموهير ٤٥ جنيها.
ويبدأ سعر الملابس الاطفالى الشتوى من ١٥ جنيها وتباع العباية السوداء ١٢٥ وترنج ماركة رياضي من ١٠٠ إلى ١٥٠ جنيها، فيما يبدأ سعر اللانجيرى من ٧٥ جنيها ويصل إلى ١٥٠ للقطعة الواحدة.