تشكل مساحة المحيطات النسبة الأكبر على كوكب الأرض، وتتميز بعمقها الكبير ولكن بسبب المساحة الشاسعة للمحيطات والبحار لم يتمكن العلماء من اكتشاف كل تلك المساحات واكتشفت نسبة ضئيلة منهم؛ لذلك مازال هناك أسرار كبيرة لم تكتشف تحت البحار والمحيطات ولكن بالنسبة لما تم اكتشافه فتوصل العلماء لأعمق نقطة على كوكب الأرض وهي "خندق ماريانا".
مساحة المحيط الهادي والمحيط الاطلنطى مجتمعين يمثلان أكثر من نصف مساحة الكرة الأرضية حيث تبلغ مساحة المحيط الهادئ حوالي ١٦٥ مليون كيلومتر مربع وتبلغ مساحة المحيط الأطلنطي حوالي ١٠٦ مليون كيلومتر مربع ومساحة كوكب الأرض تبلغ حوالي ٥١٠ مليون كيلومتر مربع إذً فمساحة المحيطين فقط أكثر من نصف مساحة الكرة الأرضية، وهناك أضعاف تلك المساحة من المحيطات غير مكتشفة حتى الأن أي أكثر من 95% من محيطات الأرض غير مكتشفة حتى الآن.
أمام تلك المساحة الشاسعة للمحيطات فنحن أمام كمية كبيرة من الإثارة والغموض، فتلك المحيطات هي التي تحتوي على مثلث برامودا أحد أخطر البقاع على كوكب الأرض ويوجد ببحر الظلمات أو المحيط الأطلنطي، وكذلك بحر الشيطان أو بحر التنين أيضا أحد أكثر بقاع الأرض غموضا وتوجد تلك المنطقة بالمحيط الهادي، وها نحن أمام أعمق نقطة علي الكرة الأرضية.
وخندق ماريانا هو أعمق نقطة بحرية في العالم الموجودة غرب المحيط الهادي والتي تبلغ حوالي ١١ كيلومتر تحت سطح الماء وسميت تلك النقطة بخندق ماريانا بواسطة انجولا تكريما لملكة إسبانيا ابان الاستعمار الإسباني لأنجولا، وقدر العلماء الوصول لنهاية تلك النقطة بأننا نحتاج إلى وضع قمة إيفريست أعلى قمة على كوكب الأرض والتي يصل إرتفاعها إلي ٨٨٤٨ متر وفوقها ٣ أبراج أخرى كبرج خليفة أعلى برج في العالم للوصول إلى أعمق نقطة على كوكب الأرض.
يقع هذا الخندق في المحيط الهادئ بين اليابان والفلبين و يعد أدنى نقطة على كوكب الارض بالتحديد غرب المحيط الهادئ، شرق الفلبين على نحو 120 ميلا إلى الشرق من جزر ماريانا، ويعتبر جزءا من محمية ونصب تذكاري لحماية الحياة المائية، وهذه المحمية تغطي مساحة تبلغ 95 ميلا مربعا، ويعد خندق ماريانا واحدا من ٢٢ خندقا، تم اكتشافهم بواقع ١٨ خندقا في المحيط الهادئ وعدد ٣ خنادق في المحيط الأطلنطي وخندق واحد بالمحيط الهندي.
وتعرف باسم تشالنجر ديب ومنذ اكتشافها بدأت الرحلات الإستكشافية إليها لرسم خريطة للمنطقة وجمع العينات لكن لم يتمكن البشر من الوصول إلى قاع خندق ماريانا سوي في سنة 2012 وقد كان المخرج العالمي “جيمس كاميرون” أول رجل في التاريخ يصل إلى أعمق نقطة على كوكب الأرض حيث لم تصل معظم الرحلات إلى عمق تشالنجر ديب بسبب ضعف الإمكانات وصعوبة تحمل الضغط وكان أقصى عمق أقل من ١٠ كيلومترات ووصلت إليه الغاطسة البريطانية تشالنجر٢، بينما وصلت غواصة أمريكية إلى أعمق نقطة بالكرة الأرضية عبر مركبة تم التحكم فيها عن بعد وكان ذلك في ٢٠٠٩.
وديب سي تشالنجر هي غواصة جيمس كاميرون الخاصة وهي غواصة صغيرة ذات تكنولوجيا متقدمة بعد أن أنفق ملايين الدولارات علي تطويرها و يبلغ طولها ٨ أمتار استمرت رحلة هبوط الغواصة إلى أعمق نقطة بالكرة الأرضية حوالي ساعتين و ٣٦ دقيقة ، بينما رحلة صعود غواصة جيمس كاميرون ديب سي تشالنجر كانت أسرع و أسهل حيث استغرقت رحلة صعود الغواصة قرابة ال ٧٠ دقيقة فقط ، بينما ظل جيمس كاميرون بغواصته ديب سي تشالنجر في أعمق نقطة في خندق ماريانا والكرة الأرضية قرابة الست ساعات ظل خلالها يجمع الصور والبيانات في المنطقة الغامضة والأعمق على كوكب الأرض.