الإثنين 23 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة لايت

في العيد القومي للدقهلية.. خبراء يكشفون أصول المحافظة وسبب تسميتها

الاثاري سيف العراقي
الاثاري سيف العراقي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تحتفل محافظة الدقهلية بعيدها القومي في 8 شهر فبراير من كل عام حيث يوافق ذكرى انتصار أهل المنصورة، وعدد من أهالي مدن وقرى المحافظة على الحملة الفرنسية عام 1250، في معارك متفرقة، واسفرت عن أسر ملك فرنسا لويس التاسع في دار ابن لقمان. قبل اطلاق سراحه بعد دفع مبلغ مالي كبير كفدية، وتم جلاء الحملة الفرنسية بعدها عن الدقهلية ودمياط ،
ويرجع أن اسم محافظة الدقهلية موجود قبل ميلاد مدينة المنصورة بسنوات طويل.. فقد كانت هناك قرية تسمي دقهلة  تفصل بين دمياط ومنطقة الدقهلية  وتم تسمية الإقليم باسم الدقهلية وكانت عاصمته مدينة اشمون طناح ولكن  في عام 1517 تم نقل العاصمة إلى المنصورة وظل اسم الإقليم هو الدقهلية.

وأكد الدكتور رضا سيدأحمد، عميد كلية الآداب جامعة المنصورة الأسبق وأستاذ بقسم التاريخ، أن  محافظة الدقهلية  تعد من المحافظات المهمة بالدلتا، وتاريخها، يمتد الي العصر الفرعوني.
وتابع “سيد أحمد “ لـ”البوابة نيوز”،  أن المحافظة تعد من المحافظات الهامة بمنطقة   الدلتا  تضم أكثر من 54 موقع  ثري  هام جدا " يرجع تاريخهم  الي العصر الفرعوني ، ومنها تل بله وتل الربع وتل بله وتل البقلية وتل المقدام  وتل البلا مون، وكما تضم دار ابن  لقمان وتابع ان المحافظة كما تضم  العديد من الآثار التي  ترجع الي العصر القبطي  و وتضم  آثار الأسلامية .

وأضاف  "سيد أحمد" أن المحافظة كانت حدودها  تضم  ثلاث أقاليم من أقاليم مصر القديمة وتابع أن محافظة  الدقهلية كانت تضم  عاصمة  مصر في عصر الأسرة الـ 29  في تل مدنيس وأشار إلي  أن تل منديس  يقع بالقرب من تمي الأمديد وتل الربع  وأكد  أن المحافظة  كانت تضم فرع النيل المنديسي والذي كان يعد من فروع النيل السبع.

و من جانيه أوضح الأثري "سيف العراقي" باحث  في الآثار المصرية ومن أبناء محافظة الدقهلية ،  أن المنصورة حكمت مصر منذ اكثر من 24 قرنا" من موقع منديس.

وأوضح العراقي،  أنها أطلق عليها "الدقهلية" منذ فترة الستينيات في القرن العشرين الميلادي، مشيرا إلى  أن إقليم "الدقهلية قد يكون  بأسمه الحالي في أواخرعهد الخليفة الفاطمي "المستنصر بالله" عام "487هجريا -1094ميلاديا".
وتابع أن الدقهلية سميت  بهذا الاسم نسبة الي قاعدته "دقهلة"، وأطلق عليها المرتاحية" او "الدقهلية في اواخر عهد "المماليك " وكانت عاصمتها "أشمون الرمان".
واوضح العراقي، انه خلال "العصر العثماني" قد تغيرالوضع الي "ولاية الدقهلية"، وتم نقل العاصمة من "اشمون الرمان "الي "المنصورة" عام1562، وفي عام "1833ميلادي"، عرفت بمديرية الدقهلية".
وأضاف انه منذ عام"1960ميلادي، اصبحت تعرف بأسم محافظة "الدقهلية" حتي  الوقت الحالي.

وقال العراقي ان تاريخ "الدقهلية" موغل القدم منذ فجر التاريخ ،وحتي العصرالاسلامي، ومؤثر في تاريخ البشرية، وساهم بشكل كبير جفي وضع لبنات وميلاد حضارة  "المصريين القدماء" في شتي العلوم والمجالات، 
وتابع "العراقي" ان "المنصورة" حكمت مصر منذ ما يقرب منذ اكثر 24 قرنا" بمايعادل 2400 عاما"من خلال موقع "منديس"، و يعرف حاليا بأسم "تل الربع " ،وتابع انه يقع علي مسافة ما يقرب من "25كيلومترا" جنوب شرق مدينة المنصورة، 
واضاف" أن ملوك الاسرة الفرعونية "29" اتخذوا من تلك المدينة  عاصمة ومقرا لحكم تلك الأسرة عام 380- 399 قبل الميلاد، ومن اهم ملوك تلك الاسرة  نفرتيس الأول  ولازال التابوت الذي دفنبه هذا الملك والغطاء الخارجي  بموضعه حتي الان.

 واوضح" العراقي" ان مدينة "منديس"  بدأت في الاختفاء خلال  عصر " البطالمة"، ثم عادت لتعلو من شأنها تدريجيا ،وتابع انها اصبحت من ذالك الوقت هي المدينة التجارية والصناعية بشرق الدلتا، ومخزن الغلال لروما، حيث تميزت بصناعات مميزة وفريدة عن غيرها من المدن المعاصرة، كصناعة "البرفام" والعطور وزيوت الزينة، والملكة الشهيرة " كليوباترا "كان  يعد لها "البرفام الخاص" من "تمويس "، نظرا لقوة وثبات ورائحة العطور قديما علي مستوي العالم، وتابع ان  "انطونيو" عشق  كليوباترا بسبب رائحتها المميزة.
وكما اوضح الدكتور "إيهاب الشربيني "، كاتب ومؤلف أن  سبب تسمية  مدينة المنصورة  بهذا الاسم يرجع الي  مجىء جنود الحملة الصليبية الخامسة إلى مصر،  ثم احتلهم دمياط التي هرب أهلها منها فزعين ،  وتابع" الشربيني" أن سلطان مصرالملك الكامل"  ناصر الدين محمد "  هرب  بقواته لصد هذا العدوان،الذي إذا مر من دروب الدلتا ووصل إلى القاهرة  لإحتلالها ،وتابع ان  السلطان الكامل كان في عجلة من أمره فالصليبيون قادمون  فلا توجد على ضفاف النيل مدن مجهزة لتقف في وجوهم
واشار الي أن الملك الكامل إحتار كثيرا أين يقيم قاعدته العسكرية في منطقة الدلتا،
 واضاف" الشربيني " ان حيرة الملك الكامل إزدادت وهو يعسكر بقواته في أرض زراعية تبعد عن دمياط بمسيرة يوم ونصف بالخيول ،وتابع أن الملك الكامل سطان مصرسار  بحصانه داخل  وسط الأراضي الزراعية في بقعة شديدة الهدوء.
وأضاف انه أثناء سير الملك الكامل وبفطنة المحارب، نظر حوله وتنبه لأن الأراضي محاطة بعدد وافر من القنوات المائية ومنها  نهر النيل و البحر الصغير، وهنا ترعة وهناك أخرى،
 وتابع ان الملك إكتشف شبكة مائية كبيرة في منطقة صغيرة، ومشيرا الي بهذه المنطقة عوائق طبيعية رائعة تعوضنا عن غياب الجبال.
وأوضح" الشربيني" ان الملك التفت إلى رجاله ليسألهم  أن فرد أحدهم، نحن في أرض يسميها أهلها جزيرة الورد  فقال الكامل إذا لنبني مدينتنا هنا.
وتابع ان  البناؤن  قد تدفقوا  من كل قرية قريبة، ومعهم عساكر الملك الكامل يعملون بكل همة ليلا نهارا لبناء قصر صغير للملك حوله مساكن للجنود ومسجد وحمامات وسور في الجهة التي ليس بها عوائق،
وكشف "الشربيني "أنه في هذا ا الوقت  لم يكن قد أطلق اسماً على تلك المدينة الصغيرة، كان يحث جنوده ويقول سينصرنا الله وستكون مدينتنا على الصليبيين منصورة، وهكذا اشتهرت المدينة باسم المدينة المنصورة،
وأشار  الي أنه  " إثناء تحصن الجميع والإستعداد للخطر القادم، كان الصليبيون قد أنهكتهم المعارك ، وفوجئوا بفيضان النيل، فعجزوا عن مواصلة المسير بالبحر الصغير، فقد أوقفتهم مياه الفيضان من ناحية وعساكر المصريين من الناحية الأخرى،و تابع  أن الصليبين لم يجدوا مفراً من التفاوض مع الملك الكامل، فوصلوا معه إلى اتفاق بالرحيل غير المشروط عن مصر،وبنشوة" المنتصر "الذي خلص بلاده من خطر محدق، جلس الملك الكامل وأخوته وقواده يحتفلون في ليلة من اسعد ليالي العمر، وأثناء الحفل والجواري تغنين وتنشدن الأشعار، 
واضاف: دخل عليه أحد قواد العسكر الذي أبلى بلاءً طيباً، فسأله الملك الكامل عن اسمه فرد قائلا اسمي الفارس وهنا ابتسم الملك الكامل وشرد قليلاً كمن جاءه وحياً ثم قال  وهذه المدينة سيظل اسمها المنصورة.
اختيار عيد الدقهلية:
وأوضح الشربيني أن  الملك الكامل ورجاله قد غادروا  مدينة المنصورة  والتي كانت  صغيرة المساحة  تابع انها ظلت مهجورة لمدة ثلاثون عاماً قبل أن تصبح على موعد جديد مع الحملة الصليبية السابعة وذلك عام 1249، وأشاروا الي انه  خلال الحملة وقعت معركة المنصورة في يوم 8 فبراير 1250 حيث حاول تلقائد أرتوا شقيق لويس التاسع دخول المنصورة وإحتلالها وكان معه أفضل الفرسان في أوروبا ، ولكنه لقي هزيمة قاسية على يد الأهالي والجنود المصريين  حيث تعاونوا ضده ومات آرتوا ومعظم من معه ،
و اضاف "الشربيني"  أنه تم أسر الملك لويس التاسع نفسه بعدها بحوالي شهرين، وحبسه في دار ابن لقمان بالمنصورة ،
وأوضح  أن أهمية هذه المعركة ترجع مع بداية الألفية الثالثة  ، ومشير ا الي  انه لذلك تم إعتبار يوم 8 فبراير هو العيد القومي للدقهلية حيث كان يحتفل في الماضي بيوم 7 مايو كعيد قومي للدقهلية واكد  الشربيني ان هذا التاريخ كان خاطئاً لأنه تاريخ الإفراج عن لويس من المنصورة مقابل فدية ضخمة ولكن الدكتور "شلبي الجعيدي "الأستاذ بكلية آداب المنصورة نبه إلى هذا الخطأ وتم تعديل العيد القومي في عهد فخر الدين خالد محافظ الدقهلية  الأسبق .

rالدكتور رضا سيد أحمد عميد كلية آداب المنصورة الأسبق
rالدكتور رضا سيد أحمد عميد كلية آداب المنصورة الأسبق
received_1883988101809508
received_1883988101809508