الإثنين 06 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

العالم

المدينة الجائعة.. «ميكيلى» ضحية حرب آبى أحمد ضد تيجراى

رئيس الوزراء الإثيوبي
رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

مازال رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، يفرض حصارا على مدينة ميكيلي عاصمة إقليم تيجراي، الواقع شمال البلاد، والذي تعرض لحملة عسكرية قبل ١٥ شهرا، قادها آبي أحمد وشارك فيها الجيشين الإثيوبي والإريتري إلى جانب ميليشيات الأمهرة، بغية إبادة تيجراي في إثيوبيا.

وفي هذا السياق، حاول الباحث الإثيوبي مولوجيتا جبريهوت في مؤسسة السلام العالمي والدكتور في جامعة تافتس الأمريكية، وصف الحالة التي باتت عليها المدينة بعد شهور قليلة من عودتها تحت حصار آبي أحمد، ونشرت مقالة الدكتور مولوجيتا جبريهوت المعنونة بـ"ميكيلي: مدينة تحت الحصار"، بالموقع الإليكتروني لمؤسسة السلام العالمي في الأسبوع الأول من فبراير الجاري، و"جبريهوت" كان وسيطا في اتفاقية السلام بإقليم دارفور السودان والتي تمخض عنها اتفاقية أبوجا عام ٢٠٠٦.

وأكد جبريهوت أنه لا توجد في تيجراي خدمات اتصالات وإنترنت، ولا خدمات وأعمال مصرفية وما يتصل بها، ولا كهرباء، ولا رحلات طيران تجارية داخل وخارج تيجراي، ولا توجد اتصالات أرضية خارج تيجراي حيث تحيط بها قوى معادية بزاوية ٣٦٠ درجة.

وأشار الدكتور في جامعة تافتس الأمريكية إلى تصريحات الجنرال في الجيش الإثيوبي أبيباو تاديسي في يوليو من العام الماضي ٢٠٢١، عقب هروب الجيش الإثيوبي منها، مجيبا عن سؤال بشأن الانسحاب قائلًا: "لقد دمرنا كل مؤسسات الدولة، ودمرنا كل البنى التحتية الاجتماعية والاقتصادية، ومن خلال هذه الأعمال حققنا أهدافنا" في اعتراف علني بأن الجيش الإثيوبي وحلفاءه قد دمروا تيجراي.

وأضاف: "عندما تصل إلى ميكيلي هذا ما ستراه، مدينة جائعة، حيث تشير البيانات إلى أن الوضع الغذائي في منطقة تيجراي يزداد سوءا بشكل مطرد، وفي الوقت الحالي يحتاج أكثر من ١.٦ مليون طفل دون سن الخامسة والنساء المرضعات والحوامل إلى تدخل مساعدات غذائية حيث ارتفع معدل سوء التغذية بين هذه الفئات إلى ٦٠٪، وهناك عبر تيجراي و٥٤٪ من نقاط المياه لاتعمل، مما يؤثر على وصول المياه إلى ٣.٥ مليون شخص، ونتيجة لهذه الكارثة الإنسانية من المتوقع أن يصل تصنيف المجاعة إلى أعلى مستوى في الأشهر القليلة المقبلة".

ولفت الباحث الإثيوبي إلى أن هناك مئات الآلاف من النازحين في الملاجئ ويعيشون في مجمعات مدرسية وتحولت قاعات اجتماعات بمدينة كيبيل إلى مخيمات مؤقتة، ويعتمد معظمهم على دعم سكان المدينة، حيث يتلقون القليل من الدعم من الإدارة المؤقتة القائمة من ديسمبر حتى يونيو، الماضي ومنذ يوليو، تحولت أولوية سكان المدينة نحو دعم جبهة تحرير شعب تيجراي، التي تركت النازحين بدون دعم غذائي، ويعمل الرجال والنساء الذين لديهم عائلات كعمال نظافة وعمال باليومية وأي وظيفة أخرى قد يجدونها، ويعيش معظمهم على وجبة واحدة فقط في اليوم عن طريق بيع الأشياء الثمينة التي لديهم". 

وتابع "كانت فاكهة التين التي تم توفيرها بكميات كبيرة من القرى المحيطة بمثابة المصدر الرئيسي للغذاء لشهري يوليو وأغسطس، ثم تم استبدال موسم التين بفاكهة الجوافة اعتبارا من نهاية شهر أغسطس، تم بيع ثمرة واحدة من التين والجوافة مقابل ٣ بير و٥ بير "العملة الإثيوبية" على التوالي مقابل سعرها المعتاد وهو ١-٢ بير للقطعة الواحدة، وأصبحت مخازن جميع المنظمات الإنسانية فارغة نتيجة الحصار الكامل لميكيلي من أي مساعدة خارجية لهذا السبب فإن المدينة مليئة بالجوعى الذين يمكنك رؤيتهم بوضوح أثناء السير في الشوارع".

ونوه الدكتور في جامعة تافتس الأمريكية، إلى أن الحالة العامة للأطفال في المنطقة حرجة، وتشير البيانات من مكتب الصحة الإقليمي إلى أن سوء التغذية الحاد لدى الأطفال دون سن الخامسة قد بلغ ٢٩.١٪، منهم ٧.١٪ تم تشخيصهم بسوء التغذية الحاد وفي مستشفي أيدار، قال رئيس قسم الأطفال إنه فحص ٨٧٩ طفلا في يناير ٢٠٢١، و٢٧٤٩ في مايو، و١٤٨١ في أغسطس، وبلغت نسبة الأطفال الذين تم تشخيص إصابتهم بسوء التغذية ٨.٩٪ لشهر يناير، ١١.٤٪ لشهر مايو؛ و٢٠.٢٦٪ لشهر أغسطس، ومن بين ٣٠٠ طفل تم تشخيص إصابتهم بسوء التغذية، وكان ٢٦٠ منهم يعانون من سوء التغذية الحاد المتوسط  وتم تشخيص البقية على أنهم وصلوا إلى مرحلة سوء التغذية الحاد.

وقال إن الحكومة الفيدرالية تأكدت من قطع الخط الكهربائي الذي يربط تيجراي بالشبكة الوطنية ولم يكن هناك كهرباء في المدينة خلال الأسابيع الستة الأولى بعد تولي جبهة تيجراي زمام الأمور، وقام مهندسو تيجراي بعد ذلك بتحويل الطاقة المولدة من سد تيكيزي إلى تيجراي وبدأ ميكيلي في الحصول على الضوء اعتبارا من الأسبوع الثالث من شهر يوليو، ولكن توقف ذلك مرة أخرى لمدة أربعة أسابيع أخرى حيث كان السد يفيض بسبب الأمطار الغزيرة وتوقف عن التوليد حتى يمكن أن تنخفض المياه". وأضاف: خلال تلك الأيام، حتى الأشخاص الذين لديهم مولدات كانوا بالكاد يستخدمونها لأن تكلفة البنزين (عند توفرها) تجاوزت ٦٠٠ بر لكل لتر مقابل سعره الرسمي البالغ ٢٥ برا للتر في حين أن الديزل يجلب الآن ٣٥٠ برا للتر الواحد عند توفره، وكانت المدينة خلال تلك الأيام مظلمة في المساء ولم يكن لميكيلي حياة ليلية، وتكاد توجد سيارات في شوارع ميكيلي بسبب عدم توفر الوقود في محطات الوقود، وما يمكن شراؤه في الشوارع يتم تهريبه وتكاليفه تفوق ما يستطيع معظم الناس تحمله، ويتم تخصيص الوقود القليل المتبقي في المدينة لعدد قليل من سيارات الأجرة التي تعمل وقد جعل هذا وقت انتظار سيارة الأجرة طويلا ومكلفا عند العثور عليها، نتيجة لذلك يمشي معظم الناس في ميكيلي".

تشير البيانات إلى أن الوضع الغذائى فى منطقة تيجراى يزداد سوءا بشكل مطرد، وفى الوقت الحالى يحتاج أكثر من ١.٦ مليون طفل دون سن الخامسة والنساء المرضعات والحوامل إلى مساعدات غذائية.