تتوالى المطالبات العربية والدولية بأهمية الحد من تصرفات مليشيا جماعة الحوثي اليمنية، وضرورة وضعها على قوائم الإرهاب العالمي، خاصة بعد استخدام المدنيين دروعًا بشرية وشن هجمات عابرة للحدود على مواقع مدنية وحيوية.
ونقلا عن وكالة الأنباء اليمنية "سبأ" فإن وزير الخارجية اليمني أحمد عوض بن مبارك، أكد في اتصال هاتفي مع المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لليمن هانس غروندبرغ، أن "التصعيد الحوثي الأخير سواء بالاستهداف اليومي للمدنيين في الأحياء السكنية في المدن اليمنية مستخدمًا الصواريخ الباليستية والطيران المستهدف أو باستهداف دول المنطقة وتهديد الملاحة الدولية يشكل تهديدا خطيرا للأمن والسلام الإقليميين والدوليين خدمة للأجندة الإيرانية".
إرهاب الحوثي وصمت المجتمع الدولي
وقال المحلل اليمني الدكتور مطهر الريدة، خبير العلاقات العامة بجامعة الأزهر: إن المشكلة في اليمن لن تنتهي إلا بتسمية الأشياء بمسمياتها الحقيقية للمجتمع الدولي والعربي، فالمشكلة في اليمن ليست أزمة سياسية بين قوى حزبية، وليست أزمة انتخابات ومن الذي يحكم، إنما المشكلة تكمن في استيلاء جماعة إرهابية على كل مؤسسات الدولة بقوة السلاح الذي استولت عليه من معسكرات الدولة ووجهته إلى صدور المدنيين والأبرياء من المواطنين وإرهابهم وقتلهم.
وأضاف "الريدة" في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز"، أن مليشيا الحوثي أرهبت المواطنين بالقتل، وبتفجيرها للمؤسسات والبيوت والمدارس والمساجد، واستهدافها المدنيين ومعسكرات اللاجئين في الحديدة ومأرب وغيرها، واختطفت الدولة بكل مؤسساتها في العاصمة صنعاء، وبعد كل هذا الإرهاب وكل هذه الجرائم صمت المجتمع الدولي عنها، ما أدى إلى تعاظم خطرها وقوتها فتجاوز إرهابها إلى دول الجوار كالمملكة العربية السعودية والإمارات الشقيقتين، واستهداف البنى التحتية والأعيان المدنية فيهما.
ولفت الباحث اليمني إلى أن تعامل المجتمع الدولي مع مليشيا الحوثي بوصفها مكونًا سياسيًا خطأ فادحًا، فلم يدرك المجتمع الدولي أن هذه جماعة إرهابية، وليسوا حزبا سياسيا أو مكونا سياسيا يمكن القبول به أو الجلوس معه على طاولة المفاوضات للوصول إلى حل للأزمة اليمنية، بحسب وصف الأمم المتحدة للقضية اليمنية، لذا يتحمل المجتمع الدولي المسئولية الكاملة عن تجاهله للقضية اليمنية منذ سبع سنوات مع معرفته الحقيقية بنوايا مليشيا الحوثي الإرهابية.
ولا يستبعد "الريدة" أن يتجاوز إرهاب "الحوثي" لدولة الإمارات فقط، بل من الممكن يمتد إلى دول عربية أخرى من أجل المساومة، خاصة وأن اليمن له دور ملاحي مهم في البحر الأحمر ومضيق باب المندب. لذا يجب تصنيف هذه الجماعة منظمة إرهابية والعمل على إنهاء خطرها من داخل اليمن، كي تكف أيديها وترفعه عن الوطن والمواطن، لتنعم البلاد بالخير والاستقرار الذي ينسحب على المنطقة بالكامل.
أصوات أوربية تنادي بحظر "الحوثي"
ودعا برلمانيون أوروبيون إلى وضع مليشيا الحوثي على قوائم الإرهاب العالمي، وذكر تقرير لصحيفة "الشرق الأوسط"، الخميس الماضي أن مصادر يمنية رسمية نقلت عن مستشار البرلمان الأوروبي، فاليرو بالزونا، أنه شدد خلال الندوة التي جاءت بعنوان «استخدام الحوثي المدنيين دروعًا بشرية» على ضرورة إثارة قضية هجوم ميليشيات الحوثي على المدنيين، وصلتهم بـ«حزب الله» من حيث التدريب والاستراتيجية، وضرورة وضعهم على قائمة المنظمات الإرهابية.
وتابع التقرير، أن مصادره نقلت أيضا عن نائبة رئيس البرلمان الأوروبي بينا بيسرنو، تأكيدها ضرورة دعم الاتحاد الأوروبي لمنظمات المجتمع المدني والشعب اليمني في حربهم ضد الإرهاب، إلى جانب إشارتها إلى اضطهاد الحوثيين للنساء والفتيات، وكذلك الأطفال، وعملية التلقين العقائدي.
كما عبَّرت النائبة بيسرنو عن إدانتها للهجوم الإرهابي على مطار أبوظبي، والهجمات التي تتعرض لها المملكة العربية السعودية والشعب اليمني من قبل الحوثيين، مؤكدة دعم الاتحاد الأوروبي للتحالف الداعم للشرعية في اليمن، وأهمية الحفاظ على السلام والتعايش والاستقرار في المنطقة.