عرفت يسرى نصر الله فى القاهره أولا لأنه ينتمى إلى عائلة قبطية عريقة، وهى عائلة السيدة نينا عبدالنور، وكان يسرى واحدا من أهم مساعدى المخرج الكبير الراحل يوسف شاهين وتعلم فى مدرسته وتتلمذ على يديه وأصبح مخرجا سينمائيا يتميز بإخراج الأفلام ذات الموضوعات الحساسه فى مجتمع تغلب عليه شيء من السلفيه وشيء كثير من المحافظة.
أخرج يسرى نصر الله فيلم مرسيدس ثم فيلم المدينة، قبل أن يشرع فى اختراع سينما إذاعة لغة ثالثه تختلط فيها الموضوع الهادف والمكونات التى تجذب إليها الشريحة الشعبية الأعظم فى خريطة المجتمع المصرى، وقد عرفته بعد ذلك فى باريس عندما كنت أعد كتابى كوكتو مصرى، وحضر يسرى إلى مكتبى بالاهرام وطلب نسخة مصورة من مسودة الكتاب الذى لم يكن قد صدر بعد وذلك على أمل إخراج فيلم عن قصة هذا الشاعر والسينمائى الفرنسى الكبير جان كوكتو والشرق.
تغيرت الظروف ولم يتمكن يسرى من إخراج الفيلم ولكننا حافظنا على صداقتنا حتى جاء اليوم الذى قدمت له ابنى الذى دخل عالم السينما، وكان لقاء ممتعا فى باريس.
وكما قلنا إن يسرى ينتمى إلى مدرسة يوسف شاهين، وزارة النقد الاجتماعى الشجاع للعيوب فى المجتمع المصرى، وهكذا دخل يسرى نصر الله فى فتره ما بعد أحداث الربيع العربى فى عام 2011 ليخرج لنا سينما جريئة فى عرضها ونقدها للأوضاع السياسية والاجتماعية لبلاده، ولعل فيلم "احكى يا شهرزاد" خير دليل على ذلك.
عادت بى الذاكره إلى الخلف أبعد من مغامره كوكتو التى لم تتم مع يسرى نصر الله وذلك عندما وقعت على صورة لى بجريدة الأهرام إبدو تعود إلى عام 1998 عندما نظم الكاتب الكبير محمد سلماوى ندوة بالجريدة بمناسبة صدور كتابى "الوضع الفرنسى بمصر من الحلم إلى المشروع"، ورأيت أن من بين الحاضرين يسرى نصر الله والسيد ياسين ومنير عبدالنور وغيرهم.
يسرى إذن كان ولا يزال شغوفا بكل ما يمس تاريخ العلاقات بين مصر وفرنسا، وخاصة إذا جاء ذلك فى أبحاث الكتاب المصريين والعرب ذلك لأن فهم الحداثة عند يسرى نصر الله يمر عبر بوابة أقلام الغربة وكتابات المهجر.
ما زال فى جعبة الفرانكوفونى المصرى الكبير يسرى نصر الله الكثير للسينما فى بلاده وبلاد أخرى، فهو عالمى بكل معانى الكلمة.
