الجمعة 15 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة لايت

"نجاح".. قصة كفاح مع نجلها المريض بورم في المخ

تقشر جريد النخل بـ50 جنيهًا فى اليوم.. وتطالب «التضامن» بمعاش

نجاح
نجاح
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

لم تبال السيدة الأربعينية من برودة الجو القارس، فتفترش الأرض يوميا لأداء عملها من أجل قوت يومها، يداها تحمل تشققات وجراح جراء تقشيرها لجريد النخيل طوال اليوم، وعيناها الجميلتان لاتكف عن الدموع على حالة نجلها المريض.وتطلق الدعوات لشفائه.

فى منطقة ميت شماس بمحافظ الجيزة، تعيش نجاح رشاد محمد صاحبة الـ٤٢ عامًا، تعول أسرتها برفقة زوجها الذى يعمل «قفاص»، حيث يبدأ يومها من الثامنة صباحًا فى تقشير ورق الجريد منذ أكثر من عشرين عامًا على هذه الحالة، ولا تكل السيدة ولا تمل من مساندة زوجها طوال هذه السنوات.

من الصباح الباكر حتى غروب الشمس، تعمل نجاح مقابل ٥٠ جنيهًا تقتضيها من صاحب العمل، ورغم بخس المبلغ يكون العمل حسب المجهود الذى تبذله السيدة الأربعينية: «الـ٢٦ جريدة بـ٥ جنيهات، وحسب الإنتاج، يعنى ممكن فى يوم أعمل بـ٥٠ جنيهًا ويوم تانى ٣٠، وبعمل كل جريدة ربطة من الورق علشان نعده آخر اليوم وبيتباع للكرينة».

خمسة أولاد أنجبتهم «نجاح» تستيقظ يوميًا فى السابعة صباحًا تجهز لهم الإفطار ثم تنطلق إلى عملها، وترك نجلتها الكبيرة لترعى مصالح بيتها لحين عودتها، الظروف التى تعانى منها السيدة الأربعينية أجبرتها على عدم استكمال أولادها للتعليم، حيث تبقى اثنين منهم فى المدرسة حتى الآن.

ما يشعل لهيب الألم فى قلب الأم الأربعينية هو ولدها الذى يعانى من ورم فى المخ، حيث بلغ الـ٢٧ عامًا ولم يحصل على معاش من الدولة يوفر به دواءه: «قدمت له منذ ٣ سنوات وحتى الآن مجاش حاجة»، دموعها جعلتها تعجز عن وصف حالتها وكم المعاناة الذى تعيشه مع نجلها، لتكمل: «زوجى شغال قفاص ولما اتجوزته اشتغلت فى تقشير الجريد علشان أساعده على الحلوة والمرة».

وتكمل الأم: «بيصعب عليا بسرعة بس أنا راضية بقضاء ربنا، مش طالبة من ربنا غير أنه يجى له المعاش علشان مش عايزاه يحتاج لحد، وكل ما أروح للشئون أسأل يقولوا لسه، ومستنية على أمل من ربنا سبحانه وتعالى».

يد السيدة «نجاح» تعمل ولا تتوقف، ولكن عقلها يشرد أحيانًا ليتذكر الماضى، ويعود مسرعًا ليعيش فى الحاضر الأليم: «لما بكون شغاله بسرح بخيالى أكيد بس أكتر حاجة بفكر فيها أولادى نفسى يعيشوا زى الشباب ويتمتعوا بحياتهم».