الثلاثاء 07 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ترجمة عربية لرواية"رحلة إلى الشمال" الحائزة على جائزة ماودون

غلاف الرواية
غلاف الرواية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

صدرت حديثًا عن بيت الحكمة للثقافة الترجمة العربية لرواية "رحلة إلى الشمال"، الحائزة على جائزة ماودون في الأدب، للأديب الصيني الشهير شيو تسي تشن، من ترجمة وتقديم الدكتور يحيى مختار. 
حصلت هذه الرواية على جائزة ماودون للأدب، أرفع الجوائز الأدبية في الصين في دورتها العاشرة عام 2018، وهي العمل الخامس الذي يترجم إلى العربية للأديب الصيني الشهير شيو تسي تشن، حيث سبق وأن نُشرت له بالعربية ثلاثية بكين: "بكين بكين"، و"يا بكين"، و"لقاء في بكين"، وقصة قصيرة بعنوان "أمير المغرب". وتقع الرواية في 637 صفحة من القطع المتوسط.
الرواية ملحمة سردية نصف تاريخية نصف واقعية، تدور أحداثها على مدار أكثر من قرن كامل، يجول فيها الكاتب بين أروقة التاريخ ومضمار الحاضر، متنقلا بين الأزمنة بطريقة مبتكرة وفريدة، ليحكي لنا من منظور تاريخي قصة أجيال جمعتهم صدفة في الماضي المضطرب، ثم عادت الصدفة لتجمع أحفاد هذه الأجيال في واقع اليوم المستقر، بترتيب متقن وحبكة مذهلة. هي قصة بحث عن الشغف، وعن الأخوة، وعن الصداقة، وعن الحب، وعن المصير والهوية، وعن الحياة. قراءة هذه الرواية، تشبه الجلوس على قارب يتأرجح بين الماضي والحاضر، هذا التأرجح يجعل القارئ يستشعر العلاقة الغامضة بين التاريخ والواقع، وتمنحه تجربة قرائية فريدة.
تحكي الرواية بشكل أساسي قصة رحلة شاب إيطالي في الصين، كان قد أبحر مع عدد من مرافقيه الصينيين على طول قناة بكين-هانغتشو الكبرى من بدايتها في الجنوب إلى نهايتها في الشمال بحثا عن شقيقه المفقود في الصين، وتمتد تفاصيل الرواية لتحكي عن أحفاد شقيق هذا الشاب الإيطالي وأحفاد مرافقيه الذين جمعتهم الصدفة بعد أكثر من مائة عام، لنجد أنفسنا أمام سبع قصص مختلقة ومترابطة في الوقت نفسه.
يقول يحيى مختار في تقديمه لرواية "رحلة إلى الشمال" الصادرة عن بيت الحكمة للثقافة: تحتوي الرواية على عدد لا يحصى من الأحداث التي وقعت على مدار أكثر من 100 عام، هذه المشاهد والأحداث ليست شهودًا تاريخية فحسب، بل هي أيضًا بذور زرعها المؤلف عن قصد، وتناثرت في كل مكان في نهاية هذه الرحلة نحو الشمال، لتصبح رموزًا تربط الماضي والحاضر والمستقبل. فالأجيال اللاحقة تتبعت التاريخ من خلال الآثار والذكريات الخاصة بأسلافهم. بعض هذه الذكريات واضحة جدًا، وبعضها غامض، وبعضها سري. ولأن الخيال هنا يجب أن يستند إلى حقائق تاريخية، تبدأ الرواية بتقرير واقعي لأحد البعثات الأثرية خاص بأحد الاكتشافات الأثرية بجوار القناة، وتنتهي بكشف ماهية الأسرار التاريخية التي تضمنتها رسالة داخل هذا التقرير الأثري، وهو ما يبرز الجانب الواقعي لهذه الرواية. وبدا واضحا الجهد الهائل الذي بذله الكاتب لتوثيق العديد من الأحداث والتفاصيل والأمور التاريخية والواقعية الخاصة بالحقبة الزمنية التي دارت فيها أحداث الرواية.