الإثنين 23 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة القبطية

البابا ثيودروس الثاني يرسل رسالة إلى الكنيسة في جميع البلدان بالعالم الأفريقي يحذرهم من خطر فئة خاطفة

البابا ثيودروس الثاني
البابا ثيودروس الثاني بابا وبطريرك الإسكندرية وسائر أفريقيا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

قال  البابا ثيودروس الثاني، بابا وبطريرك الإسكندرية وسائر افريقيا للروم الأرثوذكس،  للأسف، في الآونة الأخيرة لاحظت وأجد أن البعض الآخر "زائف"، "ذِئَابٌ خَاطِفَةٌ لاَ تُشْفِقُ عَلَى الرَّعِيَّةِ" (أع 29:20)، دون مباركة أو إذن من البابا البطريرك، اقترب منك بعض الحظائر الروحية لأفريقيا وزرع بذور الانقسام. التي رَوُوها بالاتهامات ضد بطريركيتنا وبأموال قذرة والأعشاب التي نموها وحصدوها والتي هددت بإغراق العمل الإنجيلي المتواضع الذي تقوم به بطريركية بطريركيتنا الرسولية المستمر منذ سنوات عديدة.

وأضاف البابا ثيودروس الثاني، خلال الرسالة التي أرسلها اليوم الجمعة،  إلى الإكليروس وأبناء الكرسي الإسكندري والكهنة والشمامسة والقراء والرهبان والراهبات  في جميع البلدان بالعالم الأفريقي، بانني أومن أنكم تعلمون جيدًا أن الكنيسة نظمها رسل الرب القديسون وتلاميذهم، الذين عوضًا عنهم رساموا أساقفة ونظموا الكنائس المحلية ووضعوا حدودًا جغرافية واضحة، والتي أكدتها المجامع المسكونية المقدسة والعديد من المجامع المحلية مع العديد من الكنائس الأرثوذكسية المحلية الأخرى.

وتابع البابا ثيودروس الثاني: في الأول نظم للعالم المسيحي في خمس بطريركيات، تسمى الرئاسات الخمس، وهي بحسب ترتيبها: بطريركية روما،  القسطنطينية، الإسكندرية، بطريركية أنطاكية،  بطريركية أورشليم، وكذلك الكنيسة المستقلة في قبرص.

وأستطرد البابا ثيودروس الثاني بان في المسيحية الغربية، تحتفظ بطريركية روما بالأولوية (المركز الأول)، بينما في الكنيسة الشرقية، ستتمتع بطريركية القسطنطينية (روما الجديدة) بمكانة متساوية وستتمتع بالأولوية بين الإمارات الأخرى. سيؤدي انشقاق 1054 إلى إبعاد الكنيسة الغربية (الكنيسة الكاثوليكية الرومانية)، وفي الشرق الأرثوذكسي ستظل البطريركية المسكونية تتمتع بالأولوية وتتمتع بامتيازات خاصة في الكنيسة.

وكشف البابا ثيودروس الثاني، بأن  هذا المكانة الخاصة والفريدة من نوعها للبطريركية المسكونية تؤمنها الشرائع المقدسة وتقليد الكنيسة وممارستها. لقد اهتمت البطريركية المسكونية دائمًا بحل المثل والإعلان بالتعاون مع البطريركيات القديمة الأخرى (الإسكندرية وأنطاكية والقدس).

وتابع البابا ثيودروس الثاني: كان هذا هو الوضع في الأيام الخوالي (الإمبراطوريات البيزنطية والعثمانية). أي أن الحركة المسكونية الأرثوذكسية كانت مقسمة إلى هؤلاء البطريركيات الأربعة (وكنيسة قبرص) واعتبرت حدودهم الجغرافية منفصلة وواضحة ولا لبس فيها. إذا ظهرت مشاكل في أي وقت، فقد تم حلها من خلال السينودس التي عقدها البطريرك المسكوني وحضرها البطاركة الثلاثة الآخرون.

وأشارالبابا ثيودروس الثاني، بانه  في الأزمنة الحديثة، أرادت بعض الشعوب التي حصلت على دولها أن تحصل على كنائسها المستقلة، وبالفعل قطعت البطريركية المسكونية الأراضي التي تنتمي إليها وأنشأت كنائس مستقلة جديدة. إحداها هي الكنيسة الروسية (بطريركية موسكو) التي أصبحت مستقلة فقط عام 1589.

وتابع البابا ثيودروس الثاني : وهكذا بدأت الكنيسة الروسية، التي أرادت زيادة قوتها ومكانتها في العالم الأرثوذكسي، باستخدام قوتها العلمانية وعنفها في بعض الأحيان، في الدوس و"استعباد" المسيحيين الأرثوذكس وغير الأرثوذكس المجاورين. في بلد أوكرانيا، أبرشية لطالما كانت تابعة للبطريركية المسكونية.

وأفادالبابا ثيودروس الثاني بانه  مع تفكك الاتحاد السوفيتي، الذي تنتمي إليه كل من روسيا وأوكرانيا في عام 1991، أراد الأوكرانيون، وهم شعب مختلف عن الروس، الحصول على استقلالهم وهو الشيء الذي اختلفت معه الكنيسة الروسية جذريًا. بعد مغامرات عديدة، سأل إخواننا الأوكرانيون الأرثوذكس البطريركية المسكونية، وهي الوحيدة المسؤولة، وفي عام 2019 حصلوا على كنيستهم المستقلة، أي الكنيسة الذاتية (Autocephaly).

وتابع البابا ثيودروس الثاني : كما وافقت بطريركيتنا على هذا العمل الذي قامت به البطريركية المسكونية، لأنه يتوافق مع القواعد المقدسة وتقاليد كنيستنا. لسوء الحظ، رداً على ذلك انتهكت كنيسة روسيا تقليد المجامع المسكونية، التي احترمها جميع بطاركة روسيا حتى اليوم، وسارعت إلى تأسيس الكنيسة (إكسارخية)، وتعمل على "سرقة" الكهنة والمسيحيين من بطريركتنا بطرق غير مقبولة.. إن هذا العمل معادٍ تمامًا لبطريركيتنا لأنه يتعارض مع العديد من القوانين الأخرى التي تمنع كنيسة من انتهاك حدود أخرى.

واختتم  البابا ثيودروس الثاني بابا وبطريرك الإسكندرية وسائر أفريقيا للروم الأروذكس بهذه الكلمات ، بطريرككم وأبيكم، أبنائي الأحباء، أمام الله والكنيسة أحثكم على أن تظلوا أوفياء لبطريركتنا التي تحدثت إليكم عن إنجيل المسيح وأعطاكم المعمودية المقدسة. لتغلقوا أذنيككم ولتغمضوا عينيكم عن الوعود والمبادلات القذرة- (في "الثلاثين قطعة فضية من يهوذا")- لأناس لم يعرفوا وجودهم حتى الأمس لأن الخطر الروحي كبير علينا. كما يقول الرب: "لأَنَّهُ مَاذَا يَنْتَفِعُ الإِنْسَانُ لَوْ رَبحَ الْعَالَمَ كُلَّهُ وَخَسِرَ نَفْسَهُ، أَوْ مَاذَا يُعْطِي الإِنْسَانُ فِدَاءً عَنْ نَفْسِهِ" (متى 26:16).