قال الدكتور القس سامح موريس راعي الكنيسة الإنجيلية بقصر الدوبارة ، عن علاقته بالراحل القس مكاري يونان كاهن الكنيسة المرقسية الكبري، والذي وافته المنية يوم الثلاثاء الماضي ، إن الأب مكاري دعاني وصرنا فعلاً أصدقاء بمعني الكلمة مع فارق السن ، وربنا ربط قلوبنا بحب حقيقي ملئ بالاحترام والتقدير تجاه بعضنا البعض ، وفي نفس الوقت أرواحنا ارتبطت بحلم الوحدة والنهضة ، وأمضينا وقت طويل مع بعض في شركة عميقة من القلب في صلاة وسفر وخدمة وشركة محبة ، علاقة حقيقية ليست مجرد سماع .
وأضاف "موريس" في تصريح خاص لـ" البوابة نيوز" ظهر اليوم الجمعة ، بشأن حفل الوداع التي أقامته الكنيسة الإنجيلية تجاه كاهن راحل ارثوذكسي قائلاً : حفل وداع لأب أرثوذكسي في كنيسة إنجيلية يمكن "غريب شوية" لكننا عندما رحل الأب متي المسكين أنا وقفت وتحدثت عنه ، ايضاً عندما رحل الأنبا ابيفانيوس تحدثت عنه ،وعندما رحل قداسة البابا شنودة الثالث تحدثت عنه ايضا ، ولكن هذه المرة نحن لا نكتفي بالحديث عن الراحل الاب مكاري يونان لكن نحتفي بحياته ونودعه ونكرمه بسبب العلاقة الخاصة التي ربطتني به ، ولتأثير هذا الرجل في وحدة الكنيسة ليست وحدة العقيدة ولكن وحدة الحب والايمان ، وحدتنا مع القس مكاري يونان هي وحدة الحب والايمان والاشواق لمجد المسيح بغض النظر عن طائفة الكنيسة .
وتابع موريس : يمكن هذه سابقة، ولكن أنا اتمني من الكنائس الكاثوليكية وكل من يقدر خدمة هذا الرجل أن يقيم احتفال ، لاحقية هذا الرجل وتأثيره مدي السنين .
وكشف موريس بانه خلال السنوات الماضية لم يأت شخص أثر تأثيراً مباشراً في حياة الملايين بقدر الأب مكاري يونان .
واستطرد الدكتور سامح موريس بشأن علاقته بالبابا تواضروس الثاني قائلاً: لا ادعي بانني لي علاقة شخصية بقداسته ، ولكن طلبت ان التقي به بعد تجليسه بابا للكنيسة ولم يحالفني الحظ الا مرة واحدة في لقاء بالبحيرة ودار حديث مقتضب بيني وبينه ، اكن له كل احترام وحب وتقديرهائل ، اري قلبه المنفتح واري رغبته العميقة للوحدة ولعبور الحواجز ، واري ايضا مقاومة التيار الاخر لاشواق قلب البابا .
واختتم الدكتور القس سامح موريس راعي الكنيسة الإنجيلية بقصر الدوبارة ، بتوجيه رسالة إلي قادة الكنائس بشأن الوحدة قائلا : افتكر لقاء اليوم والمشوار الذي سلكه الأب مكاري يونان درس ، فلم يكن في احتياج لاصطحابي معه في هذه الرحله ، لان شعبيته وخدمته لا تحتاج سامح موريس علي الاطلاق ، وهذا شرف لي وليس له ، وهذا الأمر سبب مشاكل له والهجوم عليه ، لكن إيمانه بالوحدة وإيمانه بأن هذا الأمر الذي يريده السيد المسيح ، جعله يسلك هذا المشوار ، عرفنا نصلي مع بعض ونخدم مع بعضنا ، في بغداد ولبنان ، وشاهدنا في الأردن حفل مهيب لم يحدث خلاله تجمع مسيحي من قبل بحضور المطارنة والأساقفة ، ممكن نحب بعضنا البعض ، ومن الممكن أن نستطيع الصلاة والتعبد مع بعض ، ونخدم مع بعضنا البعض ويبقي كل شخص في طائفته وطقسه وفي عقيدته ، هذه القصة تجعلنا وتؤكد لنا أن هذا ممكن فلماذا لا نفعله ، ومن أجل السيد المسيح ابقي في عقيدتك وابقي في طقسك ومذهبك لكن مد جسور الحب والوحدة مع الآخر لأجل مجد المسيح .