رحلت صباح اليوم الأحد، المستشارة تهاني الجبالي، نائب رئيس المحكمة الدستورية العليا السابق، بعدما تمكن فيروس كورونا من هزيمتها، ولم تستطع الانتصار عليه كما انتصرت في العديد من المعارك التي قادتها. بين الميلاد والرحيل تركت الجبالي في رحلة الـ٧١ عامًا التي عاشتها خلفها إرثًا كبيرًا، حيث سجل التاريخ تعيينها كأول قاضية مصرية، كما سجل أيضا عزلها من منصبها على يد جماعة الإخوان الإرهابية، التي حاولت بشتى الطرق أن تبعدها عن المشهد لتنفرد بالرأى، ولكن كانت الجبالي على قدر المسئولية، ولم تترك ساحة المعركة. خاضت الجبالي معارك شرسة ضد جماعة الإخوان الإرهابية، خلال فترة حكمها، وبعد استبعادها من منصبها بالمحكمة الدستورية، أسست التحالف الجمهوري للقوى الاجتماعية عام ٢٠١٤، وخاض التحالف الانتخابات البرلمانية عام ٢٠١٥، وقادت العديد من المعارك السياسية التي دعمت فيها الوطن.
كانت لها مواقف لا تنسى، وتصريحات عالقة في الأذهان حتى الآن، فعقب تولي المعزول محمد مرسي رئاسة مصر، صرحت أنه الرجل الإخواني الذي ليست له خبرات في إدارة الدولة ومؤسسة الرئاسة، وطالبته بالانفصال التام عن جماعة الإخوان، وعدم السعي لـ"أخونة الدولة"، وفي عام ٢٠١٢ هاجمته بشدة عقب الإعلان الدستوري في ٢٠١٢، معلنة أنه فقد شرعيته كرئيس للجمهورية، وأن الإعلان الدستوري انقلاب على كل مكتسبات «ثورة ٢٥ يناير»؛ لأنه يمثل خطرًا على مدنية الدولة.
وكل هذه المواقف القوية وضعتها هي ومنصبها في حالة حرجة، فبسبب الكراهية الشديدة التي كانت تكنها الجماعة الإرهابية، للقاضية تهاني الجبالي، دفعتها لتترك منصبها، حيث تم استبعادها من منصب نائب رئيس المحكمة الدستورية في حكم الرئيس المعزول محمد مرسي من خلال نص دستوري قلص عدد قضاة المحكمة الدستورية من ١٩ إلى ١١ عضوًا، ونص انتقالي يقضي بعودة كل المستبعدين فور إقرار الدستور إلى مناصبهم السابقة على العمل بالدستورية. ومن أبرز تصريحاتها «القاضي الدستوري لا يجوز أن يصمت حين تهدد أركان الدولة أو تهدد حقوق وحريات المواطنين، وبالتالي عليه أن يتحدث»، وهو ما دعاها إلى الوقوف في وجه الجماعة التي حاولت النيل منها وإبعادها عن المشهد بعد التصدي لهم.
ساهمت بالرأي عبر وسائل الإعلام والصحافة في كل ما يتصل بمسار المرحلة الانتقالية وطالبت مبكرا بأن يوضع الدستور قبل بناء المؤسسات سواء التشريعية أو التنفيذية، كما طالبت بفترة انتقالية توضع فيها بنية أساسية تمكن الثوار من الحريات العامة وتهيئة البيئة الحاضنة للديمقراطية وانتقدت إجراء انتخابات مبكرة في ظل اختلال الموازين بين القوى الاجتماعية وعدم فتح مسام الوطن بالحريات العامة.
رأيها فى الرئيس السيسى
ترى المستشارة تهاني الجبالي أن الرئيس عبدالفتاح السيسي أنقذ مصر من مخطط لإسقاطها، ويواجه التحديات والأزمات التي مرت بالدولة بعد ٣٠ يونيو، حيث عجزت النخبة عن التعبير عن موقفها اتجاه ما يحدث من أحداث جسيمة في المنطقة العربية.
وفي آخر تصريح لها قبل إصابتها بفيروس كورونا، أشادت المستشارة تهاني الجبالي، النائب الأسبق لرئيس المحكمة الدستورية العليا، بالمبادرة التي طرحها الرئيس عبد الفتاح السيسي حول الاهتمام بضرورة الوعي، وقالت تهاني الجبالي إن مبادرة الرئيس تساعد على الفهم الوطني والديني من خلال الامتثال بالقيم الأصيلة، مضيفة أن أي شعب لا يتذكر هويته الوطنية لا يستطيع قراءة المستقبل.
عبدالرحيم علي ينعى المستشارة
ونعى الكاتب الصحفي الدكتور عبدالرحيم علي، رئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير "البوابة"، المستشارة تهاني الجبالي، نائب رئيس المحكمة الدستورية العليا سابقا، التي وافتها المنية صباح أمس الأحد. وثمن «على» ما قدمته الراحلة للوطن، داعيًا المولى عز وجل أن يتغمدها بواسع رحمته، وأن يلهم أهلها بالصبر والسلوان.
«الشيوخ»: أثبتت قوة وصلابة شخصية المرأة المصرية
ونعى المستشار عبدالوهاب عبدالرازق، رئيس مجلس الشيوخ، المستشارة تهاني الجبالي، مؤكدًا أن مصر فقدت شخصية قضائية وسياسية كبيرة لها الكثير من المواقف الوطنية التي لا تُنسى.
وأشار «عبدالرازق» إلى أن المستشارة تهاني الجبالي أثبتت خلال حياتها العملية قوة وصلابة شخصية المرأة المصرية، وبما أهلها لأن تكون أول قاضية مصرية في عصرنا الحديث، وتدرجت لأعلى منصب قضائي تحتله المرأة في مصر، داعيًا الله عز وجل أن يتغمد الفقيدة الراحلة بواسع رحمته، وأن يدخلها فسيح جناته، وأن يلهم ذويها ومحبيها الصبر والسلوان.
«القومى للمرأة»: تركت تاريخا حافلا ومشرفا من النضال
ونعى المجلس القومي للمرأة، برئاسة الدكتورة مايا مرسي وجميع عضواته وأعضائه، المستشارة تهاني الجبالي. وعبرت الدكتورة مايا مرسي، عن بالغ حزنها لوفاة القاضية الجليلة تهاني الجبالي، قائلة: «فقدت مصر اليوم رمزًا عظيمًا من رموز القضاء المصري، وأول قاضية مصرية، وصاحبة أعلى منصب قضائي وصلت إليه المرأة المصرية هي العظيمة المناضلة القاضية تهاني الجبالي التي رحلت عن عالمنا تاركة تاريخ حافل ومشرف من النضال، دفاعا عن الوطن وعن قضايا المرأة العربية والمصرية، ولن ينسى التاريخ مواقفها ونضالها ضد الإرهاب».
رهنت حياتها للدفاع عن الوطن والأمة
وكتب النائب مصطفى بكري، عضو مجلس النواب، عبر حسابه الشخصي على «تويتر»: «رحلت المستشارة تهاني الجبالي، الأخت والصديقة، القاضية والمناضلة.. رحلت الإنسانة التي رهنت حياتها للدفاع عن الوطن والأمة». وقال «بكرى»: «عرفتها منذ أربعين عامًا مقاتلة بكل معنى الكلمة، واجهت الإرهاب بكل حسم، لا يزال المصريون يتذكرون مواقفها في زمن حكم جماعة الإخوان، عندما رفضت محاولة تلاعبهم بالدستور، ورفض مرسي أداء القسم أمام الجمعية العمومية للمحكمة الدستورية، وكانت يومها نائبا لرئيس المحكمة، فأجبرته على أداء القسم أمام المحكمة، وكانت سندا وصوتا قويا إلي جانب زملائها».
ناعوت: «ماعت» العصر الحديث
ونعت الكاتبة والشاعرة فاطمة ناعوت، المستشارة تهاني الجبالي، عبر صفحتها الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" قائلة: "وداعًا ماعت مصر المستشارة الجليلة تهاني الجبالي.. أيام الإخوان المريرة كنتُ أبكي كل يوم على اختطاف مصر، ولم أكن أجد عزائي إلا حينما أهاتف المستشارة تهاني الجبالي فتجيبني بصوت واثق: «لا اطمئني.. مصر لا تضيع.. ده درس صغير عشان نفوق.. الإخوان مصيرهم إلى زوال ومصر باقية»، فيدخل الاطمئنان قلبي.
محمد صبحى: امرأة وطنية عشقت مصر
ونعى الفنان الكبير محمد صبحي، المستشارة تهاني الجبالي، عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» قائلًا: «إنا لله وإنا إليه راجعون..رحلت المستشارة الجليلة تهاني الجبالي.. أول قاضية مصرية في العصر الحديث.. امرأة وطنية عشقت مصر.. كانت إنسانة رائعة وصديقة غالية.. دعواتي أن يغفر الله لها، ويدخلها فسيح جناته، وللأسرة الصبر والسلوان».
وزارة الثقافة: أهم حارسات القانون
ونعت الدكتورة إيناس عبدالدايم، وزيرة الثقافة، المستشارة تهاني الجبالي، نائب رئيس المحكمة الدستورية العليا سابقًا ومقرر لجنة مواجهة التطرف والإرهاب بالمجلس الأعلى للثقافة، وعضو لجنة القانون به سابقًا. وقالت وزيرة الثقافة: إنها دافعت بقوة عن الكثير من الحقوق الدستورية للمواطن المصري، موجهةً العزاء لأسرتها وأصدقائها، واصفةً الراحلة بأنها إحدى أهم حارسات القانون، داعية الله أن يتغمد الفقيدة برحمته.
سعد الزنط: كانت جبلًا من الصبر
ونعى الدكتور سعد الزنط، مدير مركز الدراسات الاستراتيجية وأخلاقيات الاتصال، المستشارة تهاني الجبالي، قائلًا: «عرفتها أخت وزوجة صديق رائع، وصديقة ورفيقة مرحلة صعبة في تاريخنا كانت فيها أسد الحق؛ للأسف لم تنل ما تستحقه رغم أنها لم تكن تنتظر شيئا؛ كثيرًا وطويلًا ما كنا نجدل سويًا ضفيرة الوطن بحروفٍ محبة ومخلصة وواعية».
«تنسيقية شباب الأحزاب»: خلدت اسمها فى تاريخ نضال المرأة
وتقدمت تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين وكافة أعضائها، بخالص العزاء والمواساة لأسرة ومحبي المستشارة تهاني الجبالي، النائب الأسبق لرئيس المحكمة الدستورية، والتي وافتها المنية صباح أمس. وأكدت تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، أن المستشارة تهاني الجبالي تعتبر إحدى رائدات العمل العام في العقدين الأخيرين، وتميزت بالمواقف الوطنية الواضحة والمشرفة، واستطاعت أن تخلد اسمها في تاريخ نضال المرأة المصرية.
«القومى لحقوق الإنسان»: خدمت الوطن بكل أمانة
ونعى المجلس القومي لحقوق الإنسان برئاسة السفيرة مشيرة خطاب، وأعضاء المجلس، ببالغ الحزن والأسي وفاة المستشارة تهاني الجبالي نائب رئيس المحكمة الدستورية العليا سابقًا، الذي وافتها المنية صباح أمس الأحد، بعد رحلة عطاء في العمل القضائي والسياسي خدمت خلالها الفقيدة الوطن بكل أمانة وإخلاص، حيث أنها أول امرأة مصرية تتولى مهنة القضاء في العصر الحديث.
«كورونا» تكتب السطر الأخير فى حياة المستشارة
رحلت المستشارة تهانى الجبالي، نائب رئيس المحكمة الدستورية العليا سابقا، أمس، متأثرة بإصابتها بفيروس بكورونا، وتعد أول مصرية تتولى منصب في القضاء المصرى، ولها مسيرة مهنية تفتخر بها جميع سيدات مصر والوطن العربى، وكانت أيقونة ضد الإرهاب.
ولدت تهاني الجبالي لأسرة من محافظة الغربية، وحصلت على المركز الخامس على مستوى مصر فى شهادة الثانوية العامة، ثم دخلت كلية الحقوق جامعة المنصورة، وتخرجت فيها عام ١٩٧٣، ثم حصلت على دراستها العليا فى الشريعة الإسلامية والقانون الدستورى.
بعد تخرجها، عملت بالمحاماة لمدة ٣٠ عاما وهى محامية لدى محمكة النقض والمحاكم العليا حتى قرار تعينها كقاضية.
تم انتخابها كأول عضوه فى المكتب الدائم لاتحاد المحامين العرب لتصبح بذلك أول سيدة مصرية وعربية تنتخب في هذا المستوى بالاتحاد منذ تأسيسه فى عام ١٩٤٤.
وبعدها تولت لجنة المرأة فى الاتحاد نفسه لتمثل المرأة العربية وأيضا رئاسة لجنة «مناهضة العنصرية والصهيونية» بالاتحاد، بالإضافة إلى عملها كمحاضرة أساسية فى مركز التدريب وتكنولوجيا المعلومات التابع لاتحاد المحامين العرب، وأيضا عضوا بمجلس أمناء المركز العربى لاستقلال القضاء والمحاماة.
عملت خبيرا قانونيا فى منظمة الأمم المتحدة ومحكما تجاريا دوليا ومحاضرا فى المعهد العربى لحقوق الإنسان فى تونس وعضو اللجنة التشريعية والسياسية بالمجلس القومى للمرأة. تم انتخابها دورتين على التوالى عضوا بمجلس نقابة المحامين كأول محامية منذ إنشاء النقابة وعملت مستشارة قانونية للعديد من المؤسسات الاقتصادية الكبرى.
كما تم انتخابها دورتين على التوالى عضوا بمجلس نقابة المحامين المصرية كأول محامية منذ إنشاء النقابة عام ١٩١٢، وعملت مستشارة قانونية للعديد من المؤسسات الاقتصادية الكبرى وبتدريس القانون فى بعض الجامعات وهي عضو لجنة القانون بالمجلس الأعلى بالثقافة وعضو الهيئة الاستشارية لمكتبة الإسكندرية وريس مؤسسة لقاء القاهرة الثقافى.
فى ٢٢ يناير ٢٠٠٣ صدر قرار جمهوري بتعينها نائب رئيس المحكمة الدستورية، ضمن هيئة المستشارين بالمحكمة الدستورية العليا كأول قاضية مصرية، حتى عام ٢٠٠٧، حيث عينت في ذلك العام ٣٢ قاضية بالقضاء العالى، مما بقى القاضية تهانى صاحبة لأعلى منصب قضائي تحتله امرأة فى مصر.
رأست لجنة النهوض بالمراة العربية باتحاد المحامين العرب وشاركت في العديد من المؤتمرات والندوات على المستوى المحلى والعربى والدولى دفاعا عن حقوق المرأة، وشاركت كخبير فى لجنة حالة المراة بالأمم المتحدة والجامعة العربية، كما نشطت الجبالى في الدفاع عن حقوق المرأة المصرية.
ولها العديد من الكتب والأبحاث المنشورة حول حقوق المرأة، منها: حقوق المرأة الإنسانية، أحكام مضية في تاريخ القضاء، الحقوق الدستورية للمرأة فى الدساتير العربية والإسلامية، دراسة مقارنة فى دساتير مصر، تركيا، المغرب، إيران، بحث في حقيقة مقاصد الشريعة الإسلامية فى قضايا المراة بحث في الحقوق السياسية للمرأة، وأبحاث فى تاريخ الحركة النسائية المصرية والعربية، ودراسة مقدية للبنيان التشريع العربى وحقوق المرأة». تم استبعادها من منصب نائب رئيس المحكمة الدستورية في حكم الرئيس المعزول محمد مرسي من خلال نص دستوري قلص عدد قضاة المحكمة الدستورية من ١٩ إلى ١١ عضوًا، ونص انتقالى يقضى بعودة كل المستبعدين فور إقرار الدستور إلى مناصبهم السابقة على العمل بالدستورية.
دعت لتأسيس حركة التحالف الجمهورى فى ٩ يونيو ٢٠١٣ قبيل ثورة ٣٠ يونيو لمواجهة ما أطلقت عليه الفاشية الدينية التي تحكم مصر وساندت الخطوات الداعمة لاستكمال خارطة الطريق التي تم الإعلان عنها فى ٣ يوليو ٢٠١٣. وشاركت الحركة فى انتخابات برلمان ٢٠١٥.
وفى أخر تصريح لها قبل إصابتها بفيروس كورونا، أشادت المستشارة تهانى الجبالى، النائب الأسبق لرئيس المحكمة الدستورية العليا، بالمبادرة التى طرحها الرئيس عبد الفتاح السيسى حول الاهتمام بضرورة الوعى، وقالت تهاني الجبالى، إن مبادرة الرئيس، تساعد على الفهم الوطني والدينى من خلال الامتثال بالقيم الأصيلة، مضيفة أن أى شعب لا يتذكر هويته الوطنية لا يستطيع قراءة المستقبل.
حصلت على المركز الأول بين السيدات الأكثر تأثيرًا فى مصر لعام ٢٠١٤، كما حصلت منفردة على نفس المكانة فى ٢٠١٥.
