الإثنين 25 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

تقارير وتحقيقات

"الحبة القاتلة".. الموت بجنيه.. حالات انتحار متعددة في القرى بـ"فوسفيد الألومنيوم".. تحرك برلماني لوضع ضوابط لاستخدامها.. أستاذ الكيمياء بجامعة السويس: الزيت يسعف المصاب

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

“حبه الغلة” أصبحت متهم رئيسي في أغلب حالات الانتحار التي تحدث في الريف، خاصة وأنها تعتبر رخيصة ومتاحة وذات مفعول سريع يصعب من عملية إنقاذ متناولها.

ويتم إنتاج حبة الغلة من أجل حماية المحاصيل الزراعية من التسوس، في أوقات تخزينها نظرا لمفعولها شديد السرعة والخطورة، حيث يتم استيرادها من الهند والصين، واسمها العلمى “فوسفيد الألومنيوم"، وتباع فى محال المبيدات الزراعية والصيدليات البيطرية، تحت أكثر من عشرة مسميات تجارية بأسماء مختلفة، وتعتبر من مبيدات التدخين أى التى يخرج منها دخان أو غاز، يتخلل أجواء المكان المغلق كصوامع القمح والغلال، فيقضى على الحشرات التى قد تتواجد فى الشقوق.

ومع شيوع استخدام “حبة الغلة” أصبحت موجودة تقريبا فى كل بيت ريفى، ورغم سميتها إلا أن استخدامها بهذه الطريقة لايضر بصحة الإنسان، لأنها مجرد غازات تتبخر بعد فترة دون أن تترك أثرا، لكن الخطورة تكمن فى التعامل معها دون وعى أو اتخاذ احتياطات، وتسجل وزارة الزراعة المصرية حبة الغلة كمبيد حشري، يدخل مصر بشكل رسمي، ولا توجد أية محاذير لتداوله، وتدوّن عليها عبارة "عالية السمية".

وحظرت عشرات الدول استخدامها، بعد تسببها في زيادة نسبة وفيات الأطفال، وتسجلها وزارة الزراعة حبة الغلة كمبيد حشري، وتدخل مصر بشكل رسمي، ولا توجد أي محاذير على تداولها، وتدوِّن عليها عبارة "عالية السمية".

وسجلت المحاضر والبلاغات الرسمية ما يقرب من 23 حالة وفاة في شهرين فقط، واستقبلت وحدة السموم في مستشفى الطوارىء بالمنصورة، عامي 2018 و2019نحو 400 حالة من المبيدات أغلبها تسمم بحبه الغلة، كما استقبلت الوحدة نفسها في عام 2020 نحو 118 حالة، اي 518 حالة في 3 سنوات فقط.

وكانت حالة “بسنت خالد” والتي انتحرت بتناول "حبه الغلة" قبل أسابيع قليلة، عقب ابتزازها بصور مفبركة، أعادت تسليط الضوء علي حبه الغلة، والحد من انتشارها، لتعود مساعي نواب البرلمان الي الحد من تداولها، وتقدم عضو البرلمان عاطف مغاوري أمس الأول بطلب إحاطة الي المستشار حنفي الجبالي رئيس مجلس النواب، حذر فيه من استخدام المواد الحافظة للغلال دون ضوابط، وعدم التحكم في تداولها للغرض الذي وجدت من أجله، بعد انتشار حوادث الانتحار عن طريق تداول تلك المواد المدمرة لحياة الإنسان.

وأكد رئيس لجنة المبيدات بوزارة الزراعة محمد عبد المجيد، في تصريحات صحفية سابقة،  أنه لا يتم إصدار موافقة فنية لاستيراد هذه المبيدات إلا بعد تقديم الشركة المستوردة تعاقدًا مع الشركات المتخصصة في أعمال التبخير أو الصوامع أو مطاحن الغلال، وثانيًا تشديد الرقابة على أسواق بيع وتدوال المبيدات بالتنسيق مع الجهات المعنية "شرطة المسطحات المائية".

ولفت إلى مصادرة أية كميات موجودة ومخالفة من عبوات مبيدات فوسفيد الألومنيوم والماغنسيوم في محلات الاتجار بالمبيدات، على أن يتم اتخاذ إجراء غلق للمحلات بموجب محضر رسمي بالواقعة.

وأشار رئيس لجنة المبيدات إلى حرمان الشركات المخالفة من الاستيراد مرة أخرى حال ضبط الحبة في السوق أو في مخازنها دون تعاقد، مضيفًا أن الأحد المقبل سوف يتم الإعلان عن هذه القرارات بشكل نهائي.

ويقول الدكتور حسن كامل، أستاذ كيمياء بجامعة السويس: “بمجرد ابتلاع حبه الغلة ونزولها معدة المنتحر ينطلق غاز الفوسفين السام، ويؤدي إلي هبوط في القلب ويوقف التنفس، في غضون دقائق قليلة”.

وأضاف في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز" أنه في بعض الحالات يحاول الأهل أن ينقذوا المنتحر عن طريق شربة الملح، وهو ما يساعد الحبة على التفاعل الأسرع، ويجب إسعاف المنتحر بحبه الغلة بشرب زيت، ويفضل زيت البرافين أو جوز الهند ويمنع نهائيا من تناول المياه أو السوائل حتي يتم إنقاذه.

ويوضح كامل، أنه لا يوجد علاج مباشر للتسمم من حبه الغلة ولكن هناك تدخلات طبية في محاولات الإنقاذ المنتحر، والحبة التي تستخدم في مكافحة الحشرات في القمح والسوس في الأخشاب، وتوضع في صوامع التخزين، وتم تقيد بيعها وشرائها من تجار المبيدات لكن هناك سوق سوداء لكل المواد الممنوعة ويتم تداولها بسهولة ويسر لذلك تصل الي أيدي المنتحرين، خصوصا في الريف لأنها موجودة بكثرة نظرا للاستخدام المزراعين لها.