الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

 مصريون عرفتهم فى باريس (٢٣).. إجلال وبرتو فرحي.. مصر التى في خاطري

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

عندما رحلت عن عالمنا الصحفية الفرنسية إجلال فرحى عام ٢٠١٩ وهى المولودة بالقاهرة عام ١٩٢٢ تذكرنا فجأة أن  إجلال هى سليلة عائلة زنانيرى المصرية العريقة وأنها زوجة الكاتب الصحفى اليهودى المصرى الكبير إبراهيم فرحى الذى نعرفه فى فرنسا تحت اسم برتو فرحى وهى أم كاترين فرحى التى عملت فى معاهد للعلوم السياسية وأدارت لسنوات طويلة قسم الترجمة بالسفارة الفرنسية فى القاهرة.

أسعدنى الحظ كثيرًا بأننى عرفت هؤلاء الثلاثة فى باريس وأود أن أبدأ بإجلال التى كانت مصرية حتى النخاع حتى إنها غنت لى عندما كنت  أقابلها مصادفة فى مقهى بوليماجو Polymaggo بضاحية نويى Neuilly وكانت قد تجاوزت الـ٩٥ عاما أغانى مصرية فلكلورية. كانت إجلال قد تركت إدارة نيو مورنينج  نادى الجاز الأشهر فى باريس الذى أسسته قبل سنوات طويلة إلى ابنتها كاترين وكانت إجلال تعشق استرجاع ذكرياتها فى القاهرة والإسكندرية وأصبحت بالنسبة لها الوسيلة والحجة لتعيش فى ذكرياتها المصرية فى لحظات حياتها الأخيرة.

قبل إنشاء نيو مورنينج كانت إجلال قد عملت فى مجلة إيماج المصرية المصورة ثم فى مجلة لوبوان الفرنسية وفى دار نشر سوى Seuil الباريسية الشهيرة حيث كانت تعمل بجوار الكاتب الصحفى الفرنسى الشهير جان لاكوتور.

وعندما تزوجت إجلال إبراهيم فرحى وهو من كبار الصحفيين والكتاب اليهود فى مصر وكان يعمل مستشارا صحفيا لشيخ الأزهر وكان هو الذى استقبل جان لاكوتور عندما جاء إلى القاهرة بعد ستة أشهر فقط من قيام حركة الجيش عام ١٩٥٢.

بعد حرب ١٩٦٧ غادرت أسرة فرحى مصر والأسى يعصر قلبها. وشاءت الأقدار أن يستقبلهم فى باريس جان لاكوتور وزوجته سيمون إلى حين ترتيب أوضاع حياتهم الجديدة.

وكان أول إصدارات برتو فرحى كتاب «مصر التى أحبها» بمقدمة لسيمون لاكوتور فى دار نشر Sun بينما نشرت إجلال كتابها «ترانزيت فى نيو مورنينج» Escale au New Morning

فى دار نشر جاليمار وبه جانب مثير وعاطفى عن ذكرياتها فى مصر.

كانت من أسعد لحظات حياتى تلك التى أقابل فيها برتو وإجلال عند جان وسيمون لاكوتور لأن التاريخ المصرى المعاصر يتجسد أمامى بشخصيته وأبطاله ولأن كل الحكايات كانت تدور بالفرنسية معه تطعيمها بتعبيرات مصرية وكلمات تبعث على الضحك وتبعث على عشق هذا الماضى الذى تختلط فيه السياسة بالأدب والأدب بالصحافة. ولدى لحسن الحظ صور رائع لبعض هذه اللقاءات.

وعند الإعداد لكتابى عن سيرة جان لاكوتور

«Jean Lacouture، par monts et par mots"

أعطانى برتو فرحى موعدا فى مقهى بوليماجو لكى يحكى لى قصته مع الضباط الأحرار فى مصر وكيف أنه كان الواسطة بين لاكوتور وبينهم وكيف أنه عمل لسنوات طويلة وهو اليهودى فى معية شيخ الأزهر مصطفى عبد الرازق. كانت مصر أرضا للتسامح وبابا من أبواب التنوير فى الشرق.

كل التحية لذكرى إجلال وبرتو فرحى وكل التمنيات بالتوفيق لكاترين فرحى.