الخميس 24 أبريل 2025
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

قريتنا.. نموذج لـ «الجمهورية الجديدة»

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

منذ مطلع عام ٢٠١١ مرورًا بأحداث يناير، وما شهدته البلاد من انفلات أمني جراء تلك الأحداث وقرية الإسماعيلية انتبهت، وأدركت على الفور أنه لا طريق ولا مفر لتلاشي أعمال البلطجة والسطو الذي كان يحدث في بعض القرى الملاصقة لها إلا التكاتف والتعاون لصد تلك الأعمال المنافية للحفاظ على ممتلكات أبنائها الشرفاء.
أُنشأت لجنة أُطلق عليها لجنة "الصلح وفض المنازعات"، برئاسة العمدة إبراهيم غنوم ويعاونه رفيق دربه وكفاحه الشيخ سعيد غنوم، وكانت تضم جميع أطراف القرية حيث كان لكل عائلة ممثل لها يتحدث باسم أبنائها، وكان الهدف منها تقويم ما يصدر من أخطاء أو خلافات بين أبناء القرية، وكان بشهادة الجميع من كبار عائلات القري المجاورة ورجال الأمن في محيط الدائرة الأمنية المحيطة، لم يصل أي نزاع من الإسماعيلية إلي مركز الشرطة، فأصبح ذلك من تخفيف الأعباء على الأجهزة ومساندتها لمواجهة الإرهاب والأعمال المنافية التي كادت أن تطيح بهذا الوطن. 
إضافةً على ذلك تشكلت لجان شعبية قامت على حراسة القرية طيلة تلك الفترة بالتناوب بين أبناء القرية، ونتج عنه عدم قدرة الخارجين عن القانون من المساس بأمنها وممتلكاتها، ومن ثم أدرك العمدة إبراهيم غنوم، أهمية الوعي ونبذ التعصبات القبلية ودشن حملات تنويرية وتثقيفية وتوعوية بيَّن خلالها أن الأسرة تبدأ من الشخص وكذلك القرية تبدأ من الأسرة وأخيرًا الدولة تبدأ من القرية، مؤكدًا، علي أن القرية ما هي إلا نموذج صغير للدولة وأساسها. 
من هذا المنطلق بدأت القرية تساير الدولة وتمشي علي خطاها حتى حظيت بمكانة لم يحظها الكثير من القري، كما تمنى الكثير من غير أبنائها أن يكون واحدًا منها لما وجدوه فيها من أشياء محرومة منها قراهم، خرجت القرية عن بكرة أبيها للمشاركة في ثورة ٣٠ يونيو في مشهد تقشعر له الأبدان، ولبت نداء الدولة للإستفتاء علي الدستور الذي أقرته لجنة الخمسين، ثم عادت للخروج في الانتخابات الرئاسية في عام ٢٠١٤ وشاركت في برلمان ٢٠١٥ وكذلك في آخر انتخابات رئاسية، وأخيرًا برلمان ٢٠٢١.

وامتثالًا لخطة الدولة التنموية للإصلاح الاقتصادي في البنية التحتية وجميع المجالات، بدأت القرية بعمل طرق بديلة داخلية وخارجية للاستيعاب النمو السكاني وتلاشي الزحام، وفي اهتمامها بالشباب كعصب الأمة  أُنشأ مركز شباب لأول مرة في تاريخها وكانت أرضه منحة من العمدة إبراهيم غنوم لأبناءه من شباب القرية، أما عن مسايرة الدولة في خطتها للرقمنة والدعم الإلكتروني أُنشأ مكتب بريد متكامل علي أعلي المستويات، ومن ثم يخفف أعباء كبار السن في صرف معاشاتهم بدلًا من انتقالهم لمكان آخر، ولم يتوقف العمل عند ذلك النقطة بل جارِ إضافة كل ما هو جديد وفيه نفع لرفعة هذا الوطن.
وكأن الله كتب علي هذه القرية أن تنال شرف الجهاد في سبيله عز وجل، قدمت شابًا من خيرة شبابها ليسقي بدمائه ثرى الكنانة، ويقدم روحه الطاهرة فداء للوطنية والكرامة، وهو للشهيد للمقاتل البطل وليد حبشي محمد.