رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

وداعا ديموند توتو الرمز للاهوت المقاومة ضد الظلم والعنصرية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

ديزموند توتو: (7 أكتوبر 1931 - 26 ديسمبر 2021)
رمز لاهوت التحرير الأسود في الكفاح ضد العنصرية وإسرائيل.
تعرفت علي توتو من خلال كتاب الاب وليم سيدهم اليسوعي "لاهوت التحرير الافريقي.. اللاهوت الأسود" 
وحظيت بمقابلته حينما كنت احد المراقبين لأول انتخابات بعد الغاء العنصرية 1994، أعلنت انتهاء نظام الفصل العنصري. وقد أجريت الانتخابات تحت إشراف اللجنة الانتخابية المستقلة
وشاهدت الملايين في طوابير على مدى فترة التصويت التي استمرت ثلاثة ايام.
وفاز المؤتمر الوطني الأفريقي( الاتحاد كوساتو العمل والحزب الشيوعي في جنوب أفريقيا في لائحته، بأقل بقليل من أغلبية الثلثين). وبموجب الدستور المؤقت، شكل المؤتمر الوطني الأفريقي حكومة الوحدة الوطنية مع الحزب الوطني وحزب انكاثا للحرية، وطرفان آخران فازا بأكثر من عشرين مقعدا في الجمعية الوطنية، وفي مقرة بالكنيسة كان اللقاء مع توتو: وقال لي انة اقترح علي صديقة نلسن مانديلا ان يكون تاريخ 27 أبريل عيد رسمي تحت أسم «يوم الحرية".


وأضاف: "إن هذا النصر يحسب للشعب ولقيادة صديقه الكبير ورفيقه في الكفاح نيلسون مانديلا.


بعد أن أسفرت الانتخابات العامة في عام 1994 عن تشكيل حكومة وحدة وطنية برئاسة مانديلا، اختار الأخير توتو لرئاسة لجنة الحقيقة والمصالحة للتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان السابقة التي ارتكبتها كل من الجماعات المؤيدة والمناهضة للفصل العنصري. منذ سقوط نظام الفصل.


حدثتة عن قضايا المظلومين فبادر بالحديث عن فلسطين وقال:

كما ناهضت نظام الفصل العنصري انحازللفلسطينيين في صراعهم ضد اسرائيل، كما عارضت الحرب الحرب الامريكية الغربية  ضد العراق.


ديزموند توتو:


أول السود الذي انتخب  في جنوب أفريقيا الأنجليكانية كبير أساقفة كيب تاون،  ورئيس للكنيسة مقاطعة جنوب أفريقيا (الآن الكنيسة الأنجليكانية من جنوب أفريقيا). حصل على جائزة نوبل للسلام في 1984، وجائزة ألبرت شويزير الإنسانية، جائزة الحرية في 1986وفي 2007 حصل على جائزة غاندي للسلام.


أغضب الإسرائيليين عندما شبّه - أثناء زيارة - الأفارقة السود في جنوب أفريقيا بالفلسطينيين الذين يقطنون الضفة الغربية وقطاع غزة، وقال توتو إنه لا يستطيع أن يستوعب كيف يمكن لشعب عانى الأمرين كاليهود أن يفرض هذا الكم من المعاناة على الشعب الفلسطيني.


نهل توتو من تراث الكوسيين والموتسوانيين معا عند ولادته لعائلة فقيرة في كليركسدورب، الإمبراطورية البريطانية في جنوب إفريقيا. عند بلوغه سن الرشد، تدرب كمدرس وتزوج من نوماليزو ليا توتو، والتي أنجب منها العديد من الأطفال. في عام 1960، تم تعيينه ككاهن أنجليكاني وفي عام 1962 انتقل إلى المملكة المتحدة لدراسة علم اللاهوت في كلية الملك في لندن. في عام 1966، عاد إلى جنوب إفريقيا، وقام بالتدريس في المعهد اللاهوتي الفيدرالي ثم في جامعة بوتسوانا وليسوتو وسوازيلاند. في عام 1972، أصبح مدير صندوق التعليم اللاهوتي لأفريقيا، وهو مركز مقره في لندن ولكنه يتطلب القيام بجولات متكررة في القارة الأفريقية. في جنوب إفريقيا عام 1975، عمل أولًا عميدًا لكاتدرائية القديسة ماري في جوهانسبرغ ومن ثم كأسقف ليسوتو، حيث لعب دورًا نشطًا في معارضة نظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا للفصل العنصري وحكم الأقلية البيضاء.


من عام 1978 إلى عام 1985 شغل منصب الأمين العام لمجلس كنائس جنوب إفريقيا، حيث ظهر كواحد من أبرز المناهضين للفصل العنصري في جنوب إفريقيا.

في عام 1985، أصبح أسقف جوهانسبرغ، وفي عام 1986 أصبح رئيس أساقفة كيب تاون، وهو المنصب الأعلى في التسلسل الهرمي الأنغليكاني بجنوب إفريقيا. وأكد أثناء شغله لهذا المنصب على نموذج يؤسس للتوافق في القيادة وأشرف على تقديم الكهنة من النساء.


في عام 1986 أيضًا، أصبح رئيسًا لمؤتمر الكنائس في كل أنحاء أفريقيا، مما أدى إلى مزيد من الجولات في القارة. بعد أن أطلق الرئيس فريدريك ويليم دي كليرك سراح نيلسون مانديلا من السجن في عام 1990 وقاد الاثنان مفاوضات لإنهاء نظام الفصل العنصري واعتماد ديمقراطية متعددة الأعراق، عمل توتو كوسيط بين الفصائل السوداء المتنافسة.

 

استقطب توتو الرأي بصعوده إلى الشهرة في سبعينيات القرن العشرين. 


وعقب فترة قضاها يعمل في المجلس الكنسي العالمي في بريطانيا، أصبح توتو أول رئيس أسود للكنيسة الانجليكانية في جوهانسبرغ في عام 1975.


وواصل توتو، بعدما أصبح زعيما للكنيسة الانجليكانية في جنوب أفريقيا، تصديه الفعال لنظام الفصل العنصري. ففي مارس 1988، قال "نرفض أن نُعامل كممسحة أرجل تمسح 
الحكومة أحذيتها عليها".

بعد شهور ستة، خاطر ديزموند توتو بدخول السجن بمطالبته بمقاطعة الانتخابات المحلية، كما تعرض لتسمم بغاز مسيل للدموع في اغسطس 1989، عندما تصدت الشرطة لمجموعة خارجة من كنيسة في بلدة للسود قرب كيب تاون، وفي الشهر التالي، ألقي عليه القبض بعد رفضه ترك مظاهرة محظورة

وحصلت دعواته لفرض عقوبات على جنوب أفريقيا، بعد أن أصبح رئيسا للأساقفة، على دعم وتأييد من شتى أرجاء العالم.

عام 1990، حاول التوسط لحل خلافات بين حزب المؤتمر الوطني الأفريقي وحركة انكاثا التي كان يتزعمها شيخ الزولو غاتشا بوثيليزي.

لم يخش ديزموند توتو من البوح بآرائه أبدا. ففي أبريل 1989، أثناء زيارة لمدينة برمينغهام في إنجلترا، انتقد ما وصفه بـ"بريطانيا ذات الأمتين"، وقال إن السجون البريطانية تعج بالنزلاء السود.

وفي نوفمبر 1995، طلب مانديلا، وقد أصبح آنذاك رئيس جنوب أفريقيا، من توتو أن يرأس لجنة للحقيقة والمصالحة مهمتها البحث عن أدلة عن وقوع جرائم إبان حقبة الفصل العنصري، وإصدار توصيات بشأن ما إذا كان يجب العفو عن أولئك الذين يعترفون بضلوعهم بتلك الجرائم.
ولكنه كان دائم التأثر بآلام ضحايا العنف، وشوهد أكثر من مرة وهو يبكي أثناء جلسات اللجنة.
ولم تسلم كنيسته الانجليكانية من انتقاداته، وخصوصا لعدم اهتمامها بالتغلب والقيام بالحرب ضد الفقرفي العالم وقال: 
إن "الرب يبكي".

وعاد إلى موضوع الفقر في زيارة قام بها لأيرلندا في عام 2010، عندما حث الدول الغربية على التفكير جديا بتأثيرات خفض المساعدات الخارجية في أعقاب الأزمة الاقتصادية التي كانت تعصف بالعالم آنذاك.
وفي أبريل 2013، أُعلن أن توتو قد فاز بجائزة تمبلتون المرموقة، وهي جائزة هدفها تكريم الأحياء "الذين ساهموا بشكل كبير في تأكيد الأبعاد الروحية للحياة".
لعب توتو دورا مهما في سياسة المصالحة التي أسس لها مانديلا.
لاهوت التحرير الأسود:
برحيل الاب توتو نتذكر لاهوت التحرير، اللاهوت الذي تزداد يومًا بعد يوم أهميته، ليس للمسيحية والمسيحيين فقط بل لشعوب العالم جرّاء تنامي الاحتلالات واستباحة الأمم والكيانات عمليًا واقتصاديًا وفكريًا. ولعل تحرير الفكر والإرادة محور اللاهوت المطلوب. وربما كانت النقطة الفاصلة بين لاهوت التحرير ولاهوت المقاومة غير مرئية لأن اللاهوتين واحد في المؤدّى والمطلب. كيف نستطيع توصيف اللاهوت التحريري في بلادنا ومنطقتنا التي ترزح تحت احتلالات للأرض وما تحتها واستباحة ما فوقها؟
وتذكرت كلام توتو عن فلسطين وكتاب الاب وليم سيدهم اليسوعي لاهوت التحرير الفلسطيني الذي اثبت فية الاب وليم لاهوتيا ان اسرائيل ليست ارض الميعاد وهي اسطورة انتهت بعد وعد سيدنا ابراهيم واحياها وعد بلفور، ولكن المقاومة للكيان الصهيوني هو الحل.
وداعا ديموند توتو الرمز لللاهوت المقاومة ضد الظلم والعنصرية.