الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ثقافة

هنري ميلر.. صاحب شعار "امرح دائما وتألق"

الروائي الأمريكي
الروائي الأمريكي هنري ميلر
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

"إن كانت لديك وظيفة ناجحة، ربما كتلك التي كانت لديّ، فمن المرجّح أن السنين المقبلة لن تكون أجمل سنين حياتك، إلا إن كنت قد تعلّمت أن تشرب من ماء البحر.. النجاح من وجهة نظر دنيوية"، هكذا ذكر الكاتب الأمريكي الأشهر هنري ميلر في مقالته الشهيرة "ماذا يحدث حين نبلغ الثمانين"، الذي تحل ذكرى ميلاده اليوم الأحد.

 حاول "ميلر" الحديث عن عبثية الحياة في هذا المقال وآماله وطموحه الذي طالما راوده، تكلم أكثر باعتباره مسناً ينقل وجهة نظره في دنيا عاث فيها تجولاً، وهو روائى ورسام أمريكي، عرف عنه عدم رضاه عن الاتجاه الأدبى العام فى الأدب الأمريكي، ونسب له بدء تطوير نوع جديد من الرواية والتى هى عبارة عن خليط من القصة والسيرة الذاتية والنقد الاجتماعى والنظرة الفلسفية والتصوف، يجمع ميلر بين نقيضين فهو يمتلك القدرة على التعبير الواقعى ثم لا تعدم وجود أفكار خيالية فى أدبه، الذي يتزامن اليوم ذكرى ميلاده لعام لعام 1891م.
كان ميلر مهووساً بحمى الكتابة فكتب يقول "أشعر بالجنون إذا ما مر يوم دون كتابة، أبداً.. أبداً.. لا أستطيع اللحاق بالزمن الضائع"،لذلك نجح في تحويل حياته إلى مادة فنية،كان شعار ميلر "امرح دائما وتألق".
يجمع ميلر بين نقيضين، فهو يمتلك القدرة على التعبير الواقعى، ثم لا تعدم وجود أفكار خيالية فى أدبه، ويعد أكثر أعمال الكاتب تميزا "مدار السرطان"، و"مدار الجدي" ، و"الربيع الأسود".
من أشهر أعمال ميلر "مدار السرطان" وهي رواية وصفت بأنها سيئة السمعة لمحتواها الجنسي الصريح، وكما أنها مسؤولة عن حرية التعبير التي تعتبر أمرا مفروغا منه في الأدب، حقق بها ميلر ما نادي به دائما وهو أن يقدم الحياة كما عرفها دون تشذيب أو زخرفة، وأن يترك نفسه على سجيتها لكي تنطلق وتعبر عن ذاتها، والرواية هي خيال اكثر منها حقيقة، وهذا لا ينقض من قيمتها، بل لهذا السبب أوضحت الرواية أعلى قيمة.
و"كتاب الربيع" لميلر أيضا له ضجة عالية بسبب حرق بعض الروس له احتفالاً بفرحتهم لاستقبال الربيع وتوديعهم للشتاء، وهو الكتاب الثاني في الترتيب الزمني من بين مؤلفات ميلر.
اما "ربيع أسود" لميلر يعد وسط أعماله فهو ليس رواية بالمعنى التقليدي للكلمة، وليس سردا تقليديا لجوانب من سيرته الشخصية، بل فصول متفرقة يستعرض فيها ميلر قدرته الكتابية، ويكشف فيه قدرته على تحويل السيرة الذاتية إلى فصول شعرية غاضبة وساخرة،ويري النقاد، كان الفرح لديه باريسيا بامتياز، تدخله سوداوية نيويوركية متى استعاد حياته فى الحى الرابع عشر، حيث رأى "شمس السفلس العظيمة تغرب"، واجداً فيها مستقبل حى البرونكس والعالم الحديث، ومؤكداً أن لا نجوم جديدة فى الأفق، بل كوارث، والربيع الذى يريده ميلر أسود مسكوناً بتشرده ونومه فى المراحيض، سيقوده إلى إنهاء تلك الرواية بفصل عظيم عنوانه "مهووس المدينة العظمى".
كما كتب ميلر أيضا مقالات في النقد والتحليل الأدبي، أخذ ميلر عطلة لمدة ثلاثة أسابيع، وكتب فيها أولى رواياته: «أجنحة مقطوعة»، ولكنها لم تنشر، ولم يبق منها سوى بضعة قصاصات، لكنه أعاد استخدام بضعة أجزاء منها في أعماله اللاحقة مثل "مدار الجدي"، وصفت رواية" أجنحة مقطوعة" حياة أثنى ساعياً يعملون لدى ويسترن يونيون، ووصفها ميلر بنفسه قائلاً إنها رواية طويلة وسيئة للغاية على الأرجح.
أكد ميلر في حديثه ان البشر لا يتغيرون بشدة كما نعتقد وأكد على ذلك بقوله "شيء واحد أراه يتضح أمامي يومًا بعد يوم: شخصيات الناس الأصلية لا تتغير مع الأيام النجاح يطور شخصياتهم، نعم لكنه يبرز أخطاءهم وعيوبهم أيضاً.