الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

التفسير التأمري لكورونا

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

نظريات المؤامرة ليست بأمر جديد وهي موجودة منذ الأزل وهدفها تقديم تفسيرات مبسطة للقضايا المعقدة وهي تخاطب القلوب أولا وليس العقول، ولكنها  اتخذت طابعا جديدا وخطيرا منذ انتشار مواقع التواصل الاجتماعي التي تسهل للناس التواصل مع أناس يؤمنون بنفس أفكارهم في مختلف أنحاء العالم مهما كانت غريبة أو منافية للعقل أو العلم أو الواقع. وفيما يتعلق بفيروس كورونا أصبحت هذه النظريات خاصة في بعض الشعوب التي تلجأ بشكل لا شعوري إلى التفسيرات المؤامراتية كمرض أخطر بكثير من فيروس كورونا. طبعا روج الرئيس  السابق دونالد ترامب لبعض هذه النظريات على تويتر وفي ظهوره الإعلامي مما ساعد في انتشارها بين مشجعيه من الشعب الأمريكي.وعشنا شهورا تسمع تفسيرات غريبة تصب كلها في نظرية المؤامرة فقيل انه تم تصميم فيروس كورونا بواسطة الصين لإضعاف الولايات المتحدة والسيطرة على العالم وقالوا العكس أنه تم تصميم فيروس كورونا بواسطة وكالة المخابرات المركزية لإضعاف الصين وأوروبا والسيطرة على الاقتصاد العالمي أو من تصميم إسرائيل  لإضعاف العرب والمسلمين وخاصة الفلسطينيين وقيل لا يوجد جائحة كورونا. كل ما نسمعه في الإعلام هو ضجيج وأخبار كاذبة .
بزعم أن جائحة كوفيد 19 ليست أسوأ من الإنفلونزا أو أنه ينتشر الفيروس عن طريق الأقمار الصناعية للإنترنت عالي السرعة أو 5G.
كوفيد 19 مؤامرة من جورج سوروس والليبراليين وقيل ان لقاح كورونا هو طريقة أخرى للحكومات للسيطرة على سكانها وسوف يسبب العديد من الآثار الجانبية بما في ذلك التوحد كما تحول الفيلم  الفرنسي الوثائقي "هولد آب"،إلى ظاهرة يتحدث عنها الجميع لمهاجمة تدابير إدارة أزمة جائحة كورونا ويكشف "أكاذيب" الحكومة حول الجائحة والمؤامرة العالمية التي تهدف لمراقبة الشعوب. وآخر  الأخبار المفبركة ونظريات المؤامرة تتمحور حول بيل غيتس، مؤسس مجموعة "مايكروسوفت"، والذي تتهمه نظريات المؤامرة بأنه "اخترع" فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19" بهدف "إفراغ الأرض من سكانها"   للقضاء على 15 في المائة من سكان العالم" بزرع شرائح إلكترونية في البشر".وفيما كان جزء كبير من هذه النظريات متداولًا قبل تفشي فيروس كورونا فإن الادعاءات التي تستهدف بيل غيتس كانت  تشترك في نقطة واحدة: اتهامه بالرغبة في الاستفادة من الوباء على نمط "أغنياء الحروب": من خلال السيطرة على العالم أو زيادة ثروته من خلال بيع التطعيمات.وللاسف فإن هذه النظريات يمكن أن تقلل من ثقة الناس في المنظمات الصحية وتخفض معدلات التطعيم، وهو أمر مثير للقلق".والغريب أن الدول الكبري هي اكثر من دفعت الثمن ومنذ مارس 2020، أنفقت الحكومات 16 تريليون دولار لتقديم الدعم المالي أثناء الجائحة وأشار الباحثون إلى أن 147 مليون شخص فقدوا وظائفهم حول العالم، مما تسبب في انخفاض مدفوعات  الرواتب  بنحو 2.1 تريليون دولار. ووصل عدد المصابين لاكثر من ٢٦٤ مليون واكثر من ٥،٣ ماتوا وعموما فلن يتمكن العالم من فهم حجم التغيير الذي ستتركه جائحة كورونا على تاريخ البشرية إلا بعد إحصاء العدد النهائي للضحايا وتحديد المدة التي تمكن فيها الوباء من وقف العجلة الاقتصادية العالمية.فكلما طالت مدة المعركة مع الوباء، وخصوصا في الدول الصناعية الكبرى، كان حجم التغيير والتداعيات أكبر. فقبل كوفيد 19 كانت نظرية الوباء القاتل أسيرة كتب التاريخ وأفلام هوليوود.