بين سماء مدينة الأقصر الصافية، وشمسها الساطعة، ونيلها الرقراق، وحضارتها الضاربة فى أعماق التاريخ، جاءت فعاليات الدورة الرابعة عشرة من ملتقى الأقصر الدولى للتصوير، التى شارك فيها عدد كبير من الفنانين المصريين والدوليين والشباب الصاعد الذى ينتظره مستقبل واعد، فى دورة مميزة شهدت إقبالًا كبيرًا من طلبة كلية الفنون الجميلة بالأقصر.
ظهر جليا تأثر الفنانين المشاركين فى الدورة بمفردات الحياة فى أعظم المدن الأثرية والتراثية فى العالم، وعبروا عنه بوضوح فى أعمالهم التى جاءت انعكاسا لمدى عشقهم للحضارة المصرية القديمة.
وتنوعت المدارس والتقنيات الفنية التى استخدمها الفنانون المشاركون، كما اختلفت الظواهر والمعالم والموضوعات التى تمثل حصاد هذه الدورة التى شهدت تراجعا واضحا فى تأثير فيروس كورونا على أعمال الفنانين، فمنهم من تناول النجوم الفلكية التى تزين سماء مقابر قدماء المصريين، ولكن بشكل حداثى، ومنهم من جسد بعض الفلاحين وطريقة عملهم، ومنهم من استخدم البيت الأقصرى الكبير الذى يمثل تيمة الوطن، ومنهم من استعاد بعض المعبودات الفرعونية القديمة ووظفها بشكل جديد للتعبير عن أفكاره. واختتمت مساء الأحد الماضى، فعاليات الدورة الرابعة عشر من ملتقى الأقصر الدولى للتصوير، وبدأ حفل الختام باستعراض نتاج الدورة الرابعة عشرة من الملتقى، وأعمال الفنانين المشاركين، أعقبه مراسم حفل الختام، وألقت الفنانة ريهام قاسم كلمة شباب الفنانين المشاركين عبرت فيها عن امتنانها للملتقى، مؤكدة أنه فعالية فنية مهمة استطاعت من خلالها الاحتكاك بفنون وثقافات مختلفة. وفى كلمة محافظ الأقصر التى ألقاها نيابة عنه نائبة، أكد أن ملتقى الأقصر الدولى من أهم الفعاليات الثقافية والفنية التى تنظم على أرض محافظة الأقصر، مضيفا أن يوم ختام الملتقى يتزامن مع ختام فصل الشتاء وبدء فصل الخريف فى التقويم الفرعوني.
خالد العجيزي: أعمالي متأثرة بالمدرسة الكلاسيكية
قال الفنان خالد العجيزي أحد الفنانين وخريج كلية الفنون الجميلة بجامعة المنصورة، إنه يتبع للمدرسة الأكاديمية الكلاسيكية، لكنه يتناول الموضوع بشكل فنى أكثر ويدعمه بفكرة أكثر، ويلون عمله بتكنيك من المدرسة الانطباعية أكثر، ليقوم بالدمج بين المدرسة الكلاسيكية والانطباعية لكن بأسلوبه الخاص.
وأكد «العجيزي» فى تصريحات لـ«البوابة نيوز»، أن أعماله تتجه عمومًا للمصريين فى حياتهم الشعبية والاجتماعية، موضحًا أن الملتقى أفاده خاصةً بزيارته الأقصر التى تعد الزيارة الأولى له.
وأضاف العجيزى، أنه تأثر فى عمله بفلاح عامل ينظف فى مسجد«حسن فتحي» فأعجبه اللون الذى يرتديه العامل، ولذلك أعد لوحته عن تكنيك «المونو كروم»، وقام بعمل كل ما فى اللوحه والخلفية أيضا مونو كروم «أبيض وأسود»، متابعًا أن البطل فى اللوحة هو الجلباب الذى يرتديه الفلاح، وهذا دليل على استمرارية الثقافة عند سكان الأقصر.
وتابع: نحن الآن فى ٢٠٢١م وحتى الآن سكان الأقصر الرجال ينتقلون فى أرجاء المحافظة بالجلباب، ولذلك وثقت لوحتى هذه الثقافة، والقطط فى لوحتى اقتباس من فن المصرى القديم، وتعد الحارس للفلاح وقت عمله والوضعية الخاصة بها فى حالة الهجود للدفاع عن الفلاح، والعصفور فى اللوحة للتعبير عن الاستمرارية والطمأنينة فى حياة الفلاح».