على بعد أكثر من ١٢ كيلو مترًا من قلب محافظة الفيوم، تقع قرية شكشوك إحدى قرى مركز أبشواى الواقعة على بحيرة قارون وهى قرية سياحية وأول قرية صديقة للطفل على مستوى الجمهورية التى أعلن عنها المجلس القومى للأمومة والطفولة العام الماضى باليوم العالمى للطفل، والتى تعد نموذجًا ناجحًا لإنتاج غاز البيوجاز ومن أولى القرى التى نفذت التجربة بنجاح واستخدمته بشكل آمن.
نجحت قرية شكشوك بتنفيذ أول ٤ وحدات لإنتاج البيوجاز المعروف بغاز البوتاجاز «الميثان» وإنتاج سماد عضوى من مخلفات المواشى، والتى كان يتم التخلص منها بالحرق أو إلقائها فى الشوارع أول أعلى أسطح المنازل لاستخدامه فى صناعة الخبز الريفى فى الفرن البلدى لدى منازل الفلاحين، و١٨ وحدة أخرى بقرية اللواج التابعة لقرية شكشوك لتصبح أول قرية بمحافظة الفيوم، وتضم ٢٢ وحدة بيوجاز وجار إنشاء المزيد بالقرية وتعميمها، ويلها قرية المظاطلى بمركز طاميه تتخلص من مخلفاتها بشكل آمن مع إداراته مرة أخرى واستثماره فى إنتاج غاز وسماد يوفر كثيرًا من النفقات على أصحاب هذه الوحدات فأصبح الفلاح يزرع وينتج الغاز.
التجربة بدأت منذ مطلع عام ٢٠٢١ من خلال عدد من المزارعين وأصحاب المواشى من فلاحى القرية والقرى المجاورة التابعة للقرية الأم، لتنفيذها بالقرب للاستفادة بشكل إيجابى من مخلفات المواشى، تبعها تنفيذ عدد كبير من ندوات التوعية.
يقول سيد قرنى علوانى ٧٠ عاما، إن التجربة بدأ تنفيذها منذ شهرين بتوفير مساحة أرض بجوار المنزل مساحتها نحو ٧ أمتار مربعة لإنشاء وحدة بيوجاز متكاملة من ثلاث مراحل، والتى بنيت على يد متخصصين من خارج الفيوم، ولم نتكلف سوى الأسمنت والطوب المخصص لمثل هذه العيون، لافتا إلى أنه يتم تخزين مخلفات المواشى بها وهى وحدة التغذية، حيث يتم وضع المخلفات بشكل دورى بطريقة آمنة وبعد مرور من ٢٠ إلى ٢٥ يوما مع المتابعة الدورية يصبح سماد سائل أيضا والذى يبلغ ثمن الجركن منه أكثر من مائتى جنيه وأصبح المصنع بأيدينا أفضل بكثير من الذى نقوم بشرائه من محال الأسمدة، وتم عمل ماسورة لإخراج الغاز فى صورته النهائية، والذى يعمل مثل أسطوانات البوتاجاز تمامًا، مع وجود مكان لإخراج المخلفات، بعد تحولها إلى سماد عضوى يكون فى بدايته سائلًا ثم يتحول بعد تعرضه للشمس إلى صلب يتم الاستفادة منه فى الزراعات.
واستكمل حديثه لـ«البوابة نيوز» قائلا: إن رئيس الوحدة المحلية لقرية شكشوك سعاد السيد منصور قامت بعقد ندوات يقوم بها أطباء ومهندسون متخصصون فى هذا المجال لتدريب الفلاحين بالقرية على إنتاج البيوجاز واستفادتهم من هذا المشروع، والذى استفاد منها بأن مخلفات عملية التخمير تتحول إلى سماد عضوى عالى الجودة فى تسميد التربة الزراعية، «مشروع البيوجاز، سهل فى تطبيقه، ومكوناته عبارة عن وحدتين وأخرى كحنفية لاستخراج الغاز، عن طريق أوضة للتخمير تحمل نحو طن ونصف من مخلفات الماشية وخلطها جيدا بالخلاطة فى أول عين ٥٠ كيلو روث بالإضافة إلى ٥٠ كيلو من مياه بول الماشية، وحوض تانى لخروج السماد المتحلل، وغرفة لتجميع الغاز وبعد ذلك نستخدم الغاز لمدة ٣ ساعات فى اليوم بالإضافة إلى إنتاج سماد عضوى مفيد وطبيعى للتربة الزراعية أصبحت استغنى عن شراء السماد تماما.
من جانبها، أكدت سعاد السيد منصور رئيس الوحدة المحلية لقرية شكشوك فى تصريحات خاصة لـ«البوابة «البداية جاءت عن طريق عقد ندوة لجميع رؤساء الوحدات المحلية فأعجبت بفكرة المشروع وتحديت نفسى كرئيس وحدة بتنفيذها فى القرية وخاصة أنها قرية ريفية وسياحية وتمتاز بطبيعة خاصة، وكان مشروع توليد طاقة البيوجاز لتحقيق التنمية الريفية المستدامة لفلاحى القرية يعمل على توفير الغاز الحيوى من خلال تدوير مخلفات «روث الماشية» لإنتاج غاز الميثان الآمن وقودًا نظيفًا إلى البوتاجاز فى منازل الفلاحين من خلال الطاقة النظيفة، إضافةً إلى إنتاج السماد العضوى الذى يحسن من جودة التربة الزراعية ويزيد الطاقة الإنتاجية للفدان،إلى أن قام ثلاثة فلاحين بتنفيذ المشروع وتطبيقه بينهم إنشاء وحدة بيوجاز بالقرية الريفية بأبو نعمة السياحية لإمداد مطابخ القرية بالوقود فهذه فكرة جديدة وغريبة على أهالى القرية، والتى أعجب بها الكثير ويتسابقون الآن أصحاب المطاعم والقرى السياحية الحكومية منها والخاصة بتنفيذها.
وأوضح محمود النجار، الموظف والفلاح الفصيح وصاحب قرية سياحية،بأنه نفذ التجربة بأشراف االوحدة المحلية لقرية شكشوك ولجنة من البيئة داخل قريته بالقرب من المطعم لكي يستفاد بها في أعمال الطهي وخصة نها قرية ريفية وذلك للأستفادة من مخلفات المواشى التى كان يتم التخلص منها بطرق تقليدية بدائية وبدون إستفادة منها، وهى عبارة عن نجاح عملية التخمرات اللاهوائية للمخلفات الحيوانية لإنتاج غاز البيوجاز، والسماد العضوى فى الوقت نفسه للتربة الزراعية، وساعدت فى إنتشارها بين الأسر الريفية في القرية حيث تعتمد عشرات الأسر بقرية شكشوك على غاز البيوجاز كوقود لطهى الطعام،مؤكدا "بأنه يجرة الآن بناء وحديتن كبداية لتوليد غاز بوتاجاز بكل آمن ودون أى مخاطر، مع الاستفادة من نفس المخلفات كسماد عضوى مفيد للتربة؛ وهو ما يوفر يرفع العبأ من شراء الأسمدة التى كنت أشتريها لأرضي الزراعية"
من جانبه، قال المحاسب مراد مسعود رئيس مجلس مدينة ومركز أبشواي، إن تكلفة وحدات توليد طاقة البيوجاز التى تجرى أنشائها بقرى المركز وتم البدء بأول تنفيذ لـ4 وحدات بقرية شكشوك، وأيضا 18 وحدة بقرية اللواج التابعة للقرية بأيادي نساء القرية ،والتي سيجرى إفتتاحها قريبا بحضور الدكتور أحمد الأنصاري محافظ الفيوم الذي يولى أهتماما كبير بهذا المشروع بالقرية،وإستفادة للفلاح للوحدة فقط وهو ما يعادل إسطواتين بوتاجاز شهريًا، إضافة إلى أستفادته من أسمدة عضوية وسائلة بما يعادل 1130 جنيها شهريًا ،على وتكلفت الوحدة الواحدة نحو 18 ألف جنيها ،فهي تعد تجربة جديدة ومفيدة ومفرة للطاقة والغاز المنزلي ،مؤكدا أعمل جاهدا إلى تعميمها فى قرى المركز، للاستفادة من المخلفات الزراعية التى كان يتم التخلص منها بطرق تقليدية، بل وإستثمارها فى إنتاج غاز يوفر على أصحاب هذه الوحدات من الفلاحين ويخفف من الضغط على إستهلاك أسطوانات البوتاجاز، كما يساهم فى إنتاج سماد عضوى مفيد للتربة كبديل أفضل للأسمدة الكيماوية الضارة بالتربة وذات أسعار باهظة ترهق الفلاح البسيط في جودة زراعته ومحاصيلة المختلفة.