فى مصر كعبة العرب وموطن الأزهر الشريف واتحاد مجامع اللغة العربية، يخطئ بعض المسئولين فى اللغة العربية نطقا وتشكيلا، وهناك من يثنى حين يجب الجمع والعكس وتبدو مخارج الألفاظ وكأن بعضهم لم يقرأ القرآن فى حياته الذى كرم الله به تلك الأمة، ومنهم من يضيف ألف الاثنين للضمير هم وبكم، وتبدو الحروف الثقيلة متلعثمة فى القاف والضاد والصاد رغم أن الحل بسيط فى تشكيل النص والتدريب عليه قبل الإلقاء.
وبدت لغة الضاد غريبة فى موطنها حينما رحنا نعلم أولادنا كل لغات الدول وأهملنا العربية فى المدارس الدولية، وليس هناك نفاق أكثر من مطالبة البعض بزيادة مواد الإسلام فى المناهج ثم يتوسلون لتسجيل أولادهم بالمدارس الأجنبية، فالعروبة ليست بأب أو أم وإنما العروبة هى اللسان. والنقاء اللغوى تحرص عليه جميع الشعوب والثقافات، وأكثرها الثقافة واللغة الألمانيتان، حيث نجد أن كل لفظ أجنبى شاع فى لغات العالم له مقابل ألمانى أصيل. وهكذا فعل العرب القدماء عندما ترجموا المنطق اليوناني، ما دفع الناس للحديث بالعامية وترك الفصحي، وما سبب السخرية من المأذون والفقيه وأستاذ اللغة العربية عندما يتحدثون بالفصحى كما صورتهم بعض الأفلام المصرية، وتزامن ذلك مع انتشار الأسماء الأجنبية للجيل الجديد لدرجة دفعت أحد النواب لإعداد مشروع قانون يطالب بألا يكون اسم المولود أجنبيا ويعاقب المخالف بغرامة لا تقل عن 200 جنيه، ولا تزيد على 2000 جنيه، ولكن النائب سحبه رغم أن هناك دولا فعلتها.
ففى المملكة العربية السعودية تم حظر قائمة تضم 50 اسما منها، «أليس وليندا وإلين » فى عام 2014، لأنها تناقض الثقافة المحلية.كما يرفض قانون الدنمارك الخاص بالأسماء الشخصية بعض الأسماء مثل بلوتو ومونكي، أما فى نيوزيلندا فلا يمكن للآباء والأمهات تسمية أطفالهم بأسماء من قبيل فيش أو شيبس وغيرهما.
ويستخدم الشباب العربى فى محادثتهم عبر الإنترنت مصطلحات تهدد مصير اللغة العربية! تحولت إلى رموز وأرقام مثل الحاء، 7، الهمزة، 2، والعين،3، الخ. حدث ذلك عندما استبدلنا بأبلة فضيلة، أبلة فاهيتا، وفتى الشاشة رشدى أباظة، بمحمد رمضان، وبموسيقى عبد الحليم نويرة وعمر خيرت، دوشة اوكا واورتيجا. وكلمة الجزمة الشوز، وبالدُش الشاور وآلو بالسلام عليكم. وبونسوار يا هانم عبارة «هاتى بوسة يابت» وعندما أصبحت نهضة مصر مجرد تمثال امام حديقة الحيوان والحقوق كلية. وفِى مصر كلمة (يا ذكى) تعنى (ياغبى) وكلمة (بدرى) تعنى (متأخر) وكلمة (صدّقتك) تعنى (كذاب) وكلمة (حبيبك جه) كلمه مصرية تأتى تلقائيا عند قدوم شخص تكرهه.
وتحمل شوارع أكثر المدن العربية عراقة، أسماء المحال الأجنبية، مثل كوافير أو كاربت، مع أن التسميات العربية متاحة وسهلة (حلاق أو مصفف الشعر، وسجاد)، لكن صاحب المحل يظن أنه بالاسم الأجنبى (الفرنسى أو الإنجليزي) يستقطب زبائن ويزداد دخله على حساب اللغة الوطنية. أما أسماء البضائع والماركات الأجنبية فأكثر مما يمكن. وكذلك أسماء الفنادق، فكلها أجنبية، أما الوجبات السريعة فمعظمها بالإنجليزية، وكذلك أسماء مواقع التواصل الاجتماعي، مثل فيسبوك وتويتر وواتساب وانستجرام. ومعظم أسماء الأدوية أيضًا باللغة الأجنبية مثل فيتامين وأنتى بيوتك، وقد حاولت سوريا تعريب الطب، كما حاولت إسرائيل إيجاد مقابل عبرى لكل ألفاظ الحداثة الغربية، بينما في مصر لايدرس طلاب المدارس الاجنبية اللغة العربية وبالتالي لايعرفونها نطقا وكتابة، ولو عاد سيبويه وتجول في أي مدينة عربية لطلب العودة لقبره فهناك مدن عربية لاتنطق العربية لأن الأوردية والفرنسية تكاد تكون هي اللغة الرسمية.
آراء حرة
اللغة العربية الغريبة في بلاد العرب
تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق