الخط العربي بكل أنواعه، واحد من أهم الفنون التي تطورت مع الزمن، وأصبح فنًا إبداعيًا يتباري فيه الخطاطون من العالم، وكل خطاط يضيف له سمة ولمسة خاصة.
واليوم يحتفل العالم باليوم العالمي للغة العربية، أم الخطوط في العالم، والتي تفردت عن باقي اللغات بالتنوع فيه بأشكال إخراجها لتقدم فنا تطور مع العصر، ولم يتوقف عند بداياته الأولى في العصر الإسلامي الأول بأنه وسيلة فنية للإبداع بدلا من الأصنام في عصر ما قبل الإسلام، ليصبح الخط العربي في عصرنا الحالي فنا من أهم الفنون التشكيلية.
وتحت الطبع حاليا واحد من أهم الكتب المصورة حول الخط العربي، للفنان عبد اللطيف كلوب، والذي يضم ١٦٦ لوحة متنوعة، وهي جزء من نتاج سنوات من الإبداع في تشكيل خطوط اللغة العربية.
وعن هذا يقول الفنان التشكيلي أنيس محمد الزغبي: عبداللطيف محمد حسين كلوب، فنان مصري معاصر بدأت هوايته الفنية منذ عام ١٩٦٦ باستخدام قش القمح الجاف في عمل بعض اللوحات وكان هذا التناول شائعا في ذلك الوقت.
ويعتبر لفظ الجلالة "الله" بالخط الكوفي القاسم المشترك في لوحاته الأولى في ٦ أوضاع هندسية فراغية مختلفة وتداخلات مجسمة وشفافيات وغيرها، تميزت بالاتزان.
عبداللطيف حسين جلس على سجادة التسبيح وكأنه يدعو إلى استلهام أفكار جديدة بأساليب وإبداعات جديدة في الخط الكوفي الهندسي المسطح ليصل إلى مبتغاه في هذه المرحلة.
وقدم أساليب جديدة في الخط الكوفي الهندسي، يعمل ٣ إزاحات تحت الأصل بـ ٤ درجات لون، وتداخل ٣ مساحات بـ ٣ درجات أزرق أنتج ٣ درجات أزرق أخرى مثنى مثنى فأنتج درجة لون ٧، وتداخل مساحات أصفر وأزرق وأحمر أنتج البرتقالي والأخضر والبني والزيتي، وتنفيذ الكتابة "الخط الكوفي الهندسي" كأنه بوحدات أرابيسك.
وأضاف الفنان عبداللطيف كلوب إضافة أخرى للخط الكوفي الهندسي بتحويل الزوايا القائمة إلى ربع دائرة وهذا سبق وإضافة جديدة وإبداع.
وكل هذا يأتي من خلال دأب الفنان على العمل والاهتمام بحتمية التطوير والابتكار.
عبداللطيف حسين اختار طريقا شاقا في تناوله لهذا المجال والكتابة بطبقات الكرتون "ناصبيان" مما جعل أعماله ذات طابع فريد غير متداول تميز به وبرع فيه ما لم يبرع به أحد قبله وبذلك يعتبر رائدا في هذا المجال الصعب الذي يحتاج إلى الكثير من الوقت والمجهود فاللوحة الواحدة تستغرق أكثر من المائة ساعة والمئتين ولكن متعة الفنان في إبداع هذا النوع والتطور والتطوير فيه يطغى على الإحساس بالتعب.
ويمكن القول إن عبداللطيف حسين فنان صوفي قصر فنه على التسابيح والذكر لمن وهب له الحياة وأعطاه القدرة على العطاء وأنار بصره وبصيرته ليتفرد ويتميز عن الجميع ويسبح في عالم خاص به وإنها نفحات وعطاءات يمن بها الله على من يشاء من عباده، ويرى نفسه مصمما محترفا وبموهبة وبخطوط في إيقاعات حسية تربطها الوحدة التكوينية والانسجام اللوني وبأسلوبه الذي تميز وانفرد به وهو طبقات الكرتون التي وصل بها إلى العدد ٧ أو ٦.
ويقول الزعبي: عبداللطيف فنان متمكن متفرد في أسلوبه مرهف الحس لديه القدرة على خلق التناغم الإيقاعي بين تركيبات الحروف في بناء هندسي متكامل ينم عن استلهام وعبقرية في توظيفها لخلق الشكل الجمالي للوحته بتوافقات محسوبة للفراغات البينية بين الحروف فيجد الناظر إليها راحة وارتياح بصري يسر الناظر إليها.