كشفت قناة العربية خلال تقرير لها أنه منذ اليوم الأول الذي فاجأ فيه رئيس الوزراء عبدالله حمدوك الشعب السوداني، بالتوقيع على الاتفاق الإطاري مع الفريق عبد الفتاح البرهان، في 21 نوفمبر الماضي، رأى المتابعون سيناريو محتمل ومضمر في الوقت نفسه، لما أقدم عليه حمدوك، عبر تلك المفاجأة، بعد أكثر من ثلاثة أسابيع من الاستعصاء الصلب.
ووفقا لتقارير سودانية، تتحدث الأوساط السياسية في الخرطوم عن قرب صدور اتفاق أو ميثاق سياسي جديد بين قوى سياسية منها أطراف من قوى الحرية والتغيير والجبهة الثورية، يجري الإعداد له، وربما يرى النور في الأيام المقبلة، وسيكون ذلك الاتفاق أو الميثاق بمثابة مفصل وحاكم على اتفاق 21 نوفمبر الماضي، ويستند في مرجعيته إلى الوثيقة الدستورية.
وترى التقارير أن قوة الشارع السوداني فيما هي تجدد ضغوطها الثورية المكثفة عبر مسيرات لجان المقاومة والقوى الثورية من أجل تصحيح مسار الثورة، لا بد أن تتم تُرجم في وقائع سياسية مقبلة. فحتى لو أصرّت بعض قوى الحرية والتغيير على الاختلاف مع حمدوك بعد ظهور بنود الاتفاق الجديد، نرى أنه من الأجدى لبعض قوى الحرية والتغيير المختلفة مع حمدوك أن تكف عن المثاليات السياسية، وأن تتحول إلى معارضة رشيدة تكون بمثابة إضافة مهمة للمساهمة في صون المرحلة الانتقالية عبر النقد البناء من موقع المعارضة.
وباتت القوى السياسية تعي ان خطوة حمدوك بالاتفاق الأخير مع البرهان كانت حركة ذكية ولها أبعاد استراتيجية كبيرة، وبالتالي يعود تصالح الحمدوك مع القوى الثورية بالتدريج، أي بشكل عام يبدو أن الانقلاب لم يكن خسارة للمدنيين بل يمكن مستقبلا أن يكون لصالحهم.