مطلع القرن العشرين، أحدث التسويق الشبكي طفرة كبيرة في مجال المبيعات ودفعت الشركات في مختلف دول العالم لزيادة استثماراتها وتخطي أزمات اقتصادية ضخمة.
والتسويق الشبكي هو نوع من تسويق المنتجات أو الخدمات مبني على التسويق التواصلي حيث يقوم المستهلك بدعوة مستهلكين آخرين لشراء المنتج (سلعة) في مقابل عمولة، ويحصل أيضا المستهلك الأول على نسبة من العمولة في حالة قيام العملاء ببيع المنتج لآخرين، بحيث يصبح المستهلك على قمة هرم ويصبح لديه شبكة من الزبائن المشتركين بأسفله، أو عدد من العملاء قام بالشراء عن طريقهم، فالمنتج الذي تسوقهُ هذهِ الشركات مجرد ستار وذريعة للحصول على العمولات والأرباح.
وأصبح هذا النهج التسويقي سائدا في كافة مؤسسات الإنتاج من وقتها نظرا للأرباح الضخمة التي يحققها بأقل تكلفة.
لكن خلال الساعات الماضية، ظهر أول تطبيق للنصب الشبكي، بعد أن كشفت وزارة الداخلية تفاصيل التسجيل المفبرك الذي روج له الإخواني الهارب عبد الله الشريف وأتباعه من طيور الظلام واستهدف مؤسسات الدولة والمشروعات القومية.
القصة تبدأ من نصاب محترف يدعى "حنفي عبد الرازق"، سبق اتهامه في 22 قضية متنوعة ما بين نصب واحتيال وتنقيب عن آثار، ادعى عمله مستشارا برئاسة الجمهورية تحت مسمى "اللواء فاروق القاضي"، وزعم قدرته على إسناد المشروعات القومية إلى الشركات بــ"جرة قلم".
ولأن الطيور على أشكالها تقع، تلاقت الدروب بين النصاب المحترف المدعوم بالسوابق والنصابة المبتدئة ميرفت محمد علي المتسلحة بليسانس الحقوق، وأخذا الاثنين ينصبان الأفخاخ لبعضهما في تجسيد حقيقي لكوميديا سوداء ومشاهد من عملية نصب طفيلية.
ولكي تكتمل منظومة النصب الشبكي، كان لزاما أن تلعب الخبرة دورا مهما في الغلبة في عالم الاحتيال، حرص المتهم الأول "حنفي" على تسجيل مكالماته مع المتهمة "ميرفت محمد علي" لاستغلالها في الإيقاع بضحايا جدد.
ولكي تكتمل منظومة النصب الشبكي، كان من المهم دخول عناصر وسيطة، وهنا كان دور "وائل عبد الرحمن"، الذي غلبته مهنة السمسرة التي تعشق الربح السريع، فلم يضيع الوقت حتى وجد لتجارتهم "المكالمات" مشتري، الإخواني الهارب عبد الله الشريف.
ولأن الضباع تأكل "الجيف" هرول الإخواني على مقايضة المكالمة بـ 10 آلاف جنيه، وما أن حصل عليها فباع وعوده ولم يقم بمنحه المبلغ المتفق عليه.