أكد أحمد أبو الغيط أمين عام جامعة الدول العربية، أن الجامعة أولت اهتماماً خاصاً لموضوع الاستخدامات السلمية للطاقة الذرية، حيث أصدر القادة العرب عدداً من القرارات تدعو إلى تنمية هذه الاستخدامات، ووضع برنامج عربي مشترك في هذا المجال الحيوي.
وأضاف أبو الغيط خلال المؤتمر المنعقد لهيئة الطاقة الذرية للاستخدامات السلمية في أسوان، أن الطاقة عصب الاقتصاد العالمي ومصدر حيوي لتنمية الأمم ومنطقتنا العربية نموذج مهم في هذا الصدد، حيث يشكل الطلب على الكهرباء في الدول العربية حوالي ثلاثة أضعاف المعدل العالمي، وتعتمد دولنا اعتماداً شبه كامل على النفط والغاز لتلبية متطلباتها من ويقدر حجم الاستثمارات في المنطقة العربية خلال الفترة 2019-2023 بنحو تريليون دولار لتلبية احتياجات المنطقة، حيث ترتفع معدلات الطلب على الكهرباء بما يزيد عن 4% سنويا.
وتابع أن التكفل بهذا الطلب المتزايد على الطاقة والتأقلم مع تغيرات المناخ المنطقة مستقبلاً يستوجبان منا وضـع خطة مستقبلية تأخذ بعين الاعتبار هذه التحديات.
وأردف قائلا “في هذا الصـد ترتكز الرؤية العربية على محاور رئيسية أهمها تنويع مصادر الطاقة والاستفادة من ميزات المنطقة العربية وإمكانياتها الكامنة والعمل على الاستثمار في قطاع الطاقة حتى يظل رافدا رئيسيا للدخل الوطني، ولا يخفى أن تباطؤ الاستثمارات في هذا المجال على الصعيد العالمي خلال العقد الماضي كان له تأثير واضح في تفاقم أزمة الأسعار والطاقة في الوقت الحالي. وهنا، فمن المهم الإشــارة إلى أن التحول إلى مصادر الطاقة النظيفة والمتجددة لا يعني إغفال الاستثمارات في مجال الطاقة التقليدية، أي البترول والغاز.. إذ لابد أن يجري التحول على نحو تدريجي ودون خلق أزمات في أسواق الطاقة”.
وأوضح أبو الغيط أن تنويع مصادر الطاقة العربية يتضمن بشكل أساسي توليد الطاقة وتحلية المياه باستخدام الطاقة النووية ... وفي هذا السياق اتخذ المجلس الوزاري للكهرباء والمؤتمر العام للهيئة العربية للطاقة الذرية مجموعة من القرارات تؤكد على أهمية التنسيق بين الهيئات العربية المختصة وإقامة برامج وأنشطة دورية مشتركة ... كما نظما بالتعاون مع الجهات العربية والدولية المعنية في مجال الطاقة الذرية عدداً من الندوات والمؤتمرات في هذا الصدد ولدعم القدرات العربية للتخطيط في مجال تأسيس البنية التحتية وإنشاء المحطات النووية ... وغيرها من المجالات.
وأشار قائلا "تدركون جميعاً حجم العجز العربي في تغطية الطلب المتزايد على الكهرباء والمياه في الدول العربية ... وهي مشكلة لا يمكن حلها دون تعزيز استخدام مصادر الطاقة النظيفة وتنويع مصادر الطاقة لتشمل أيضاً الطاقة النووية للحد من الانبعاثات الضارة والتكيف مع تغيرات المناخ التي للأسف تعد منطقتنا العربية من أكثر المناطق عرضة لآثارها ... وهنا، فإن الطاقة النووية تمثل مجالاً واعداً، بل ربما كانت السبيل الأكثر ملاءمة لمواجهة مشكلات الاحتباس الحراري، واحتياجات النمو الاقتصـادي في .... وهو مزيج قد لا يتوفر في أي من مصادر الطاقة الأخرى. الوقت ذاته، ولذا يقع على عاتقنا كعرب تكثيف البحث في الاستخدامات السلمية للطاقة النووية ... وكذا في إقامة مشروعات ذات عائد مشترك على المنطقة كلها بالتركيز على الاستثمار في تمويل المجالات الحيوية لتوليد الطاقة وتحلية مياه البحر باعتبارهما موضوعين يرتبطان ببعض بشكل وثيق".