الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ثقافة

في ذكرى ميلاده الـ110.. نجيب محفوظ "من الجمالية إلى العالمية"

نجيب محفوظ
نجيب محفوظ
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تحل اليوم السبت، ذكرى ميلاد الـ110 للروائي العالمي "نجيب محفوظ"، ويعد الأديب العربي الوحيد الذي حاز على جائزة نوبل للأدب عام 1989م. 
ودخل محفوظ عالم الكتابة عام 1932، حين ترجم كتاب “مصر القديمة” للكاتب البريطاني جيمس بيكي، ولكنه توجه إلى كتابة الرواية التاريخية في نهاية الثلاثينيات وأصدر في السنوات التالية ثلاث روايات استلهم فيها جوانب من مصر الفرعونية هي «عبث الأقدار» و«رادوبيس» و«كفاح طيبة".

بدأ محفوظ خطه الروائي الواقعي الذي حافظ عليه في معظم مسيرته الأدبية برواية "القاهرة الجديدة"، ثم "خان الخليلي"، "وزقاق المدق"، وجرب محفوظ الواقعية النفسية في رواية "السراب"، ثم عاد الي الواقعية الاجتماعية مع "بداية ونهاية، وثلاثية القاهرة"، وبعد ذلك اتجه محفوظ إلى الرمزية في رواياته "الشحاذ، وأولاد حارتنا"، التي سببت ردود أفعال قوية، وكانت سببا في التحريض على محاولة اغتيال. 

اتجه محفوظ في مرحلة متقدمه من مشواره الأدبي إلي مفاهيم جديدة كالكتابة على حدود الفنتازيا كما في رواياته" الحرافيش، وليالي الف ليلة، وكتابة البوح الصوفي"، والأحلام كما في" أصداء السيرة الذاتية، وأحلام فترة النقاهة"، واللذان اتسما بالتكثيف الشعري، وتفجير اللغة والعالم. 
وتعتبر مؤلفات محفوظ بمثابة مرآة للحياة الاجتماعية والسياسية في مصر، ومن ناحية أخرى يمكن اعتبارها تدوينا معاصرا لهم في الوجود الإنساني. 
توقف محفوظ عن الكتابة بعد الثلاثية، ودخل في حالة صمت أدبي، وانتقل من الواقعية الاجتماعية إلى الواقعية الرمزية.

التقى "محفوظ" المخرج صلاح أبو سيف، والذي عرض عليه الاشتغال بكتابة السيناريو وعلمه ذلك، وقدم أول سيناريو له لفيلم "مغامرات عنتر وعبلة"، والذي تأخر إصداره حتى عام 1948، ثم فيلم المنتقم، والذي صدر قبله، وكان المخرج صلاح أبو سيف أحيانا يشاركه في الكتابة، واستمر محفوظ في كتابة السيناريوهات حتى عام 1959، حين كلفه وزير الثقافة ثروت عكاشة للعمل في منصب مدير عام الرقابة على المصنفات الفنية.
وتجلت موهبة محفوظ في ثلاثيته الشهيرة «بين القصرين، وقصر الشوق، والسكرية»، التي انتهى من كتابتها عام 1952، ولم يتسن له نشرها قبل عام 1956، نظرا لضخامة حجمها، كما يعد أشهر روائي عربي، حيث امتدت رحلته مع الكتابة أكثر من 70 عاما.
ونال محفوظ على العديد من الجوائز والأوسمة مثل: «جائزة قوت القلوب الدمرداشية عن رادوبيس عام 1943، جائزة وزارة المعارف عن كفاح طيبة عام 1944، جائزة مجمع اللغة العربية عن خان الخليلي عام 1946، جائزة الدولة في الأدب عن بين القصرين عام 1957، ووسام الاستحقاق من الطبقة الأولى عام 1962، وجائزة الدولة التقديرية في الآداب عام 1968.
تعد من اشهر مقولات  محفوظ: "لا شيء يستحق الحزن، دع الحزن للحمقى"، "الدين موضوع، والله موضوع آخر"، "أجمل ما في الحياة قلب تحكي له ما تشاء"، "إن الداء الحقيقي هو الخوف من الحياة لا الموت"، "إن الحياة لا تحترم إلا من يستهين بها"، "قد نضيق بالحب إذا وُجد، ولكن شد ما نفتقده إذا ذهب" "أدب الناس بالحب، ومن لم يؤدبه الحب يؤدبه المزيد من الحب"، " الحب لا يتخير مناسبة، فهو صالح لكل مناسبة"، "من العبث أن تناقش عاشقا في عشقه". 
طعن نجيب محفوظ في عنقه على يد متطرف في عام 1994 في محاولة لاغتياله ونجا من هذه المحاولة ولكن أعصابه على الطرف الأيمن العلوي من الرقبة قد تضررت بشدة إثر هذه الطعنة.
كان لهذا تأثير سلبي على عمله حيث إنه لم يكن قادرًا على الكتابة سوى لبضع دقائق يوميا، وفي أواخر أيامه، سقط نجيب محفوظ في الشارع مغشيًا عليه، وأصيب بجرح غائر في رأسه تطلب جراحة فورية، وظل في وحدة العناية المركزة نتيجة إصابته بهبوط مفاجئ في ضغط الدم وفشل كلوي، حتى توفي نجيب محفوظ في 30 أغسطس عام 2006 م في القاهرة، وكان عمره يناهز 94 عاما.