قولي لقلبِكِ: لا تَخفْ
مهما جَرى محبوبتي لن نختلفْ
قولي الذي تَبغينَ قولي
وافعلي ما شئتِ
زِيدي في الدلالِ وفي الترَفْ
قلتُ اطمئني واطمئني
قولي لقلبِكِ : لا تَخفْ
واللهِ قلبي في هوانا قد حَلَفْ
باللهِ ألا يُغضبَكْ
لا سقفَ للمسموحِ به
مهما يكنْ
فلقد غفرْنا في الهوى الآتي لكم
ولقد غفرنا في الهوى ما قد سلفْ
ضَحِكَتْ وقالتْ :
ياحبيبي للأسفْ ...
قاطعتُها :
كم قلتُ لا تتأسفي؟
فأنا أحبُّكِ هكذا
حتى خطاياكِ
شرفْ
ولتعلمي
بعضُ العيونِ مساجدٌ فيها قلوبٌ تَعتكِفْ
والبعضُ مَحضُ حِجارةٍ
تَقسو ويُرهقُها صلفْ
قالت: حنينُكَ جَنةٌ
في الحبِّ وارفةُ الظلالِ عشقْتُها
وعلى شواطئِ دفئِها
قلبي عَزفْ
قل لي لماذا
كلما في البعدِ جاءَتْ سِيرتُك
مهما يكونُ خلافُنا
واللهِ قلبي يَرتجفْ؟
أنا طفلةٌ عاشتْ لأجلِكَ راهبةْ
ما ذنبُها لتخوضَ حربًا لم تكنْ فيها طرفْ؟
فأجبتُها متبسمًا :
الحبُّ كالطوفانِ يأتي دائمًا
سيلاً
وصعبٌ أن يقفْ
هو ليسَ يَعرفُ ما سيجرفُهُ
ولا يأسَى على من قد جَرَفْ
قالتْ : هل الحبُّ الهدفْ؟
فأجبتُها:
لولا الحنينُ بقلبِنا
ما كانَ مخلوقٌ عَطفْ
دومًا نَشدُّ إلى الحنينِ رحالَنا
ولأنهُ ركنُ العبادةِ في القلوب ..
أرواحُنا دومًا معلَّقةٌ بهِ
منذُ المجيءِ لهُ وحتى ننصرفْ
فأنا أحبُّكِ مُخلاصًا
وكأنَّ حبَّكَ قد كشفْ
بُعدًا جديدًا لم نكنْ نتخيَّلُه
نورًا يُكفرُ في الهوى عن سيئات
بعضُنا لم يقترفْها
بعضُنا منها اقترفْ
الحبُّ زادُ العارفينَ وعطرُهم
ولذا ختمتُ بقولِهم
(من ذاقَ ـ واللهِ ـ عرفْ)