حظي الأفراد من ذوي الاحتياجات الخاصة بالاهتمام من جهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر من خلال توفير التمويل والخدمات لمشروعاتهم وأفكارهم ودعمهم، كما يدعم الجهاز المرأة التي تعول أفراد من نفس الفئات.
وأوضحت نيفين جامع، وزير التجارة والصناعة والرئيس التنفيذي لجهاز تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر، أن التمويل متناهي الصغر يستهدف من بين الفئات المستهدفة ذوي الاحتياجات الخاصة من مختلف فئات الإعاقة، ودعم أفكارهم وتحويلها لمشروعات.
وقالت جامع: يستهدف الجهاز أيضًا المرأة بشكل عام خاصة المرأة التي تعول أسر بمفردها وتعول ذوي الاحتياجات الخاصة ومحدودي الدخل وأصحاب المشروعات متناهية الصغر القائمة ويرغبون في تنمية مشروعاتهم وأصحاب الورش والحرف اليدوية والتراثية وذوي الاحتياجات الخاصة ولديهم الرغبة والقدرة على الإنتاج والعمل.
وتشير أرقام الجهاز إلى أن نسبة مهمة من قروض الجهاز استفاد منها أصحاب "الهمم" من ذوي الاحتياجات الخاصة، وذلك حسب نتائج التمويل خلال الفترة من 1/1/2021 وحتى 30/9/2021، والتي بلغ المنصرف أكثر من 4.5 مليار جنيه لتمويل نحو 140 ألف مشروع من المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر، وفرت نحو 264 ألف فرصة عمل.
وقال المهندس طارق شاش، نائب رئيس جهاز تنمية المشروعات، إن الجهاز يدعم ذوي الاحتياجات الخاصة بأشكال مختلفة، وليس بمجرد مبادرة، كما يذهب ذوي الاحتياجات الخاصة إلي الجميعات التي تغطي المنطقة التي يعيش فيها وتقوم الجمعية بمساعدته عن طريق التواصل مع فروع الجهاز المنترشة في أنحاء الجمهورية.
وأوضحت نيفين بدر الدين، رئيس القطاع المركزي للتمويل متناهي الصغر بجهاز تنمية المشروعات، أن الجهاز يسعى إلى المشاركة في تحقيق التنمية الاقتصادية مع مراعاة البعد الاجتماعى والتركيز على دعم المرأة والشباب وذوى الهمم وتوفير التمويل اللازم لمساعدتهم على إقامة مشروعات متناهية الصغر تعمل على تمكينهم اقتصاديًا، موضحة أن حجم قروض المشروعات متناهية الصغر وصلت 500 ألف جنيه كحد أقصى.
وتابعت: "أي شخص يمكن أن يستفيد من هذا التمويل سواء ذوى الاحتياجات الخاصة، ومحدودى الدخل والمرأة والشباب حيث يتقدم إلى جهاز تنمية المشروعات ثم يتم توجيهه للجمعيات والبنوك التي تغطى المنطقة التي يعيش فيها، ويتم بحث احتياجاته وفكرة المشروع الذى يريده لدعمه".
قال محمد سلطان، رئيس المنطقة الخامسة بجهاز تنمية المشروعات والتى تشمل محافظات الفيوم وبنى سويف والمنيا وأسيوط والوادى الجديد، إن ذوى الهمم لهم اهتمام خاص بمبادرة حياة كريمة من خلال جهاز تنمية المشروعات، حيث يتم عمل برامج تدريبية لهم ويتم توفير فرص عمل لهم لتحسين دخلهم وتقديم قروض ميسرة لهم تكون متناهية الصغر لعمل مشروع فى مكان يمتلكه أو بجزء من منزله وتدريبه على المشروع الذى تقدم بفكرته أو رشحه له الجهاز.
ومن بين النماذج الناجحة من ذوي الاحتياجات الخاصة، والتي استفادت من تمويلات الجهاز فاطمة أمين عبد المولى من محافظة الفيوم، والتي تقول أنه تقوم بتدريب الفتيات على المشغولات اليدوية، والعمل على تنفيذ عدد من منتجات المشغولات اليدوية وفي منازلهم وتقوم بتسويق المنتجات وتدفع للفتيات أجورًا مقابل الإنتاج.
وقالت عبد المولى في لقاء مع "البوابة نيوز" أنها استفادت من جهاز تنمية المشروعات في تنمية مهارات خدمات التسويق والتدريب والتسويق الإلكتروني، حيث استفادت من هذه الخدمات في تحسين وتطوير مشروع المشغولات اليدوية التي تشرف عليه وتعمل معها خلالها نحو 30 فتاة.
وأضافت: "نقدم منتجات يدوية مثل الشنط والأحزمة، ومعي مجموعة بنات، ومشكلتنا كلها في التسويق، وبدأت منذ 3 سنوات، وعندنا صفحات علي بعض مواقع التواصل الإلكتروني".
ومن جهتها قالت صابرة فوزي من أصحاب ذوي الهمم في محافظة الدقهلية، إن حريصة على بذل كل طاقتها لكسب لقمة حلال لبيتها، حيث تقوم بصنع الخبز الفلاحي والمخبوزات والمنتجات البيتي وبيعها للمواطنين، وحصلت على دعم كبير من الجهاز والقروض التي يوفرها جهاز تنمية المشروعات.
وقال أبو العربي من أصحاب ذوي الهمم، إن الصناعات اليدوية والتراثية تتوارثها الأجيال جيل بعد جيل، ويتطلب حمايتها من خلال التأمين على العاملين فيها لاستمرار تواجدها نفس المهارة والإبداع، ونعمل مع الجهاز على تويفر التسهيلات لمشروع خاص.
ومن جانبها قالت دعاء محمد السيد من أصحاب ذوي الهمم في محافظة المنوفية فنانة تشكيلية: دخلت في مجال الاكسسوارات وبدأت في لوحات زيتية ورسمت لوحات ورسمت علي الكابات وميداليات خشب وعليقة عربية واكسسوارات للبيت وارسم مناظر طبيعية ولوحات بورتريه ولوحات بالخط العربي والخط الكوفي، بدعم من جهاز المشروعات.
وقالت: تقوم بتصميم مشغولات يدوية من الإكسسوار المصنوعة بالخرز الملون، ولوحات فنية بورتريهات الخط العربي، وكابات للرأس مشغولة برسوماتها الفنية، وكلها بأسعار في متناول الجميع.
وقالت مريم عياد البالغة من العمر 48 عامًا من ذوي الهمم تعاني من سرطان على القلب، بدأت حياتها في تصميم الأزياء، ثم تبدل بها الحال بعد إصابتها في حادث أدى لإصابة مزمنة في قدميها، لتترك مجال التفصيل، تطبق إعادة تدوير صناديق الرنجة الفارغة وعُصي المكانس التالفة إلى عرائس المايرونيت.
وأضافت: تعرضت لحادث نتج عنه بتر في قدميها، ورفضت الاستلام وغيرت مسار حياتي من خلال حبي لتفصيل الأزياء، وعشقت عرائس المايرونت التي بٌام بتلوينها، فمنذ شروق الشمس وبعد جلسة العلاج الكيماوي، تبدأ رحلة العمل بتقطيع القطع الخشبية المستخلصة من صناديق الرنجة والتي أقوم بتجميعا، وأضعها في الماكينة الحديدية التي صممتها بنفسي، وأستمر في العمل لمدة ساعات طويلة.
وتؤكد مريم أنها تقوم بانتاج مشغولات الهاند ميد من عرائس وسيارات لعبه متحركة ومجسمات الصغيرة والأقلام الخشبية المزينة بالحروف الملونة والميداليات المستوحاه من شخصيات عالم ديزني، وأقوم بعرض المنتجات في المعارض الحرافية مثل تراثنا والبازار وغيرها، والتي وفرتها لنا الدولة بدون رسوم أشتراك كوني من أصحاب الهمم.
وقالت كان لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي بي بمثابة يوم عيد وتحدثت معه وأهداني كرسي متحرك، ليساعدني في الانتقال بحرية، وفتح الرئيس لي ولأمثالي للمشاركة في كل فعاليات الدولة، لنثبت للجميع اننا نقدر ننتج ومش عاله على المجتمع زي ما الكل مفكر.
