"إن كل زيادة في الحرارة تعني زيادة في الآثار الخطيرة على الغذاء والمياه"، هكذا حذر مدير المعهد الدولي للمياه، الدكتور مارك سميث، مصر من خطر يواجهها، مؤكدا أن مصر تواجه مشكلة في ندرة المياه تزامنا مع قلة مصادر المياه المتجددة، فضلا عن الإجهاد المائي العميق بالمنطقة، وأن التغير المناخي سببًا في الجفاف وقلة المياه بمصر وشمال أفريقيا، لأن معظم المياه الموجودة موجهة للقطاع الزراعي والتي من المتوقع أن يتعرض للخطر نتيجة نقص المياه، لأن الخطر المائي ينتج عنه خطر غذائي.
كانت هيئة الأرصاد الجوية قد كشفت في الفترة الماضية عن الظاهرة الجوية التي شهدتها محافظة الإسكندرية والتي وصفت بـ"الغريبة أو قنبلة المطر" أثناء حالة عدم الاستقرار للتقلبات الجوية والتي نتج عنها سقوط كمية من المياه دفعة واحدة من السحب العملاقة التي تكونت، لم تكن كالأمطار المتعارف عليها، وأن تلك الظاهرة تعرف بـ"ظاهرة الودق"، ونادرًا ما تحدث، ولكنها قامت تفريغ الماء من السحابة وسقوطه ككتلة واحدة بشكل عمودي على منطقة محددة، حيث استقبلت الاسكندريه كمية من الأمطار في ٣٠ دقيقة تفوق ما اعتادت على استقباله خلال شهرين.
وفي هذا السياق قال جمال سيد، خبير طقس ومناخ: إن حالة عدم الاستقرار الأخيرة التي تصاحبها ظواهر نادرة في الإسكندرية مثل الشواهق المائية وقنبلة المطر، ما تعرضت له الإسكندرية هو انزلاق كتلة هوائية قطبية المنشأ عبر القارة الأوروبية إلى منطقة حوض البحر الشرقي، ملامسة الهواء القطبي البارد لسطح البحر المتوسط الدافئ نتج عنه تشكل منخفض جوي نتج عنه تكاثر سحب منخفضة ومتوسطة، أما عن الخلايا الرعدية التي تشكلت في الإسكندرية بها تيارات هوائية صاعدة وهابطة.
وأكد في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز"، أن هبوط الهواء نتج عنه هبوط أمطار غزيرة على حيز محدود من الأرض فيما يعرف بظاهرة قنبلة المطر، نتج عن ما حدث ظاهرة الشواهق المائية وهي عبارة عن عمود من الهواء وبخار الماء يمتد من السحابة حتى سطح البحر.
وفيما يتعلق بالتغيرات المناخية وهل الإسكندرية معرضة للغرق ام لأ؟، قال: إن هناك فترات تمر بها الأرض فترات نشاط شمسي قوي وفترات نشاط شمسي ضعيف وذلك موجود منذ الأبد، حاليا الأرض تمر بفترة الحضيض الشمسي أو الحد الأدنى للطاقة الشمسية، الدورة الشمسية رقم ٢٥ وهي أضعف دورة منذ ٢٠٠ سنة ماضية، ينتج عن ضعف النشاط الشمسي أولا ضعف المجال المغناطيسي للأرض، ثانيًا تسرب للأشعة الكونية والتي تقوم بعمل عملية تأين مع غازات الغلاف الجوي الذي ينتج عنها هطول أمطار غزيرة على حيز محدود من الأرض وذلك ما حدث في الاسكندريه الفترة الماضية، ثالثا ينتج كثرة في الزلازل والبراكين وذلك موجود حاليا حول العالم.
وتابع: “وفي فترات الحضيض الشمسي تختلف معدلات الأمطار وأماكن سقوطها ودرجات الحرارة الذي ينتج عنه فشل الزراعة في مناطق مختلفة حول العالم، والذي ينتج عنه إرتفاع أسعار الغذاء، وكان يتسبب قديما في حدوث مجاعات، كما ينتج عنه التبريد وهو المتوقع، كما يتسبب في ارتفاع أسعار الوقود وهذا ما حدث في أوروبا الفترة الماضية بسبب قطبية غرب وسط أوروبا”.
وجاءت توقعاته خلال الفترة القادمة حسب الدراسات من المحتمل الدخول في عصر الجليد المصغر بداية من عام ٢٠٢٦ الذروة ستكون من ٢٠٣٠ الى ٢٠٤٠ وربما تصل إلى ٢٠٥٠.
ومن ناحيته، قال الدكتور صالح عزب، أستاذ اقتصاد بيئي، إن التغير المناخي قياس لدرجات حرارة الكرة الأرضية من ٣٠ الى ٥٠ سنة، ليس له علاقة بتغيرات الطقس اليومية الذي يقاس عدة مرات يوميًا، مؤكدا أن الشواهد الطبيعية تحدث من قبل حدوث التغيير المناخي وارتفاع درجات حرارة الكرة الأرضية، على مدى ملايين السنين تحدث كوارث طبيعية وفيضانات وبراكين وسيول وزلزال منذ الثورة الصناعية.
وفي تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز"، أوضح أن أبو قير أول الأماكن المهددة في الإسكندرية في حال إذا ارتفع مستوى المياه في البحر المتوسط من ٣٠ الى ٩٠ سم، والمهدد بالغرق المنطقة المطلة على البحر بالكامل وهي يعيش بها ٦ مليون فلاح.
وأكمل: “بالنسبة لمياه النيل متوقع أن ترتفع كميات التبخير في المياه بالتالي تقل المياه القادمة من نهر النيل نتيجة زيادة التبخر الناتجة عن ارتفاع درجات الحرارة، ومن المتوقع أن تزداد احتياج المزروعات أو النباتات من مياه بعد ارتفاع درجات الحرارة، ولكنه أكد أن حدوث السيناريو الأسوأ من التغير المناخي لن يحدث”.