لا يزال العالم يعيش حالة من الترقب الحذر في أعقاب انتشار المتحور الجديد لفيروس كورونا والمعروف باسم "أوميكرون"، حيث سجلت 4 دول ومناطق حول العالم وجود إصابات على أراضيها وهي "جنوب إفريقيا، وبتسوانا، وهونج كونج، وبلجيكا"، وما زاد القلق هو ما صرح به المدير التنفيذي لشركة "موديرنا" صاحبة اللقاح الذي يحمل نفس الاسم، الذي اعترف بأن اللقاحات الحالية ستكون أقل فعالية في مواجهة المتحور الأسرع انتشارا حول العالم.
وفي حديثه لصحيفة "فايننشال تايمز"، قال الرئيس التنفيذي لشركة مودرنا ستيفان بانسل، إن شركته سنحتاج إلى وقت طويل قد يصل إلى عدة أشهر من أجل إنتاج لقاحات جديدة مضادة لأوميكرون، مشددا على أن اللقاحات الحالية المضادة لـ "كوفيد-19" ستكون على الأرجح أقل فعالية في مواجهة أوميكرون، بسبب العدد الكبير من طفرات المتحور الجديد على بروتين السنبلة، مقارنة بمتغير "دلتا".
أسواق العالم تتأثر بتصريحات "موديرنا"
وتسببت تصريحات الرئيس التنفيذي لشركة مودرنا في أزمة لأسواق العالم، حيث انخفضت أسواق الأسهم الأوروبية بنحو 1% متأثرة بالأخبار خلال التعاملات المبكرة، فيما أنهى مؤشر نيكاي الياباني تعاملات اليوم متراجعا بنسبة 1.6%. هبطت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط بنسبة 2.8% إلى 68.09 دولار للبرميل، فيما تراجع خام برنت 3.1% إلى 71.17 دولار للبرميل حتى وقت إرسال النشرة.
ولعل تصريحات "رئيس موديرنا" تعد الأقرب إلى الواقع وهذا يعني أنه سيكون هناك حاجة إلى تعديل اللقاحات، الأمر الذي قد يستغرق شهورا حتى تتمكن شركات الأدوية من تصنيع جرعات معدلة للمتحور الجديد، إلا أن اللقاحات السابقة لا تزال توفر درجة من الحماية ضد المرض، حسبما قالت إيمير كوك، رئيسة وكالة الأدوية الأوروبية أمام البرلمان الأوروبي، وفقا لرويترز.
فيما دعت المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية إلى إعطاء جرعات معززة لكل من يبلغون 18 عاما أو أكثر، حيث قالت "ينبغي أن يحصلوا على جرعة معززة لتحسين درجة الحماية من المتحور الجديد أوميكرون.
وفي مصر، تعتزم الحكومة المصرية في إعطاء جرعة ثالثة من اللقاحات المضادة لـ "كوفيد-19" قريبا للفئات الأكثر عرضة لخطر الإصابة من بينهم كبار السن، وذلك بعدما أعلنت عن ذلك الأسبوع الماضي.
وعن المتحور الجديد وانتشاره في مصر، أكد الدكتور خالد عبد الغفار وزير التعليم العالي والبحث العلمي والقائم بأعمال وزير الصحة، أن المتحور لم يؤثر في معدل الوفيات أو الانتشار، لافتا إلى أن الدولة تحركت سريعًا بعد الإعلان عن متحور "أوميكرون" لتعليق السفر من وإلى جنوب أفريقيا، مع اتخاذ إجراءات مع القادمين من ست دول أخرى، وأكد أنه حتى الآن لم يُكتشف حالات "أوميكرون" في مصر.
سريع الانتشار.. خفيف الأعراض
وفي هذا السياق، يؤكد الدكتور مازن خير الله، استشاري الأمراض المعدية، أن خطورة المتحور الجديد هو أنه يحتوى على 30 طفرة للفيروس، وبخاصة تلك التي تتعلق بالبروتين الأساسي للفيروس والذي يعرف ببروتين الشوكة، والذي يكون مسئولا عن ارتباط الفيروس وتخلله داخل خلايا الجسم.
وأوضح خير الله "في تصريحاته لـ"البوابة نيوز" أن البروتين الشوكي يكون مسئولا أيضا عن قدرة الفيروس على اختراق الخلايا والدخول إليها، مشيرا إلى أنه على الرغم من انتشاره في جنوب إفريقيا وبتسوانا وهونج كونج وبلجيكا، الأمر الذي يشكل خطرا حول انتشاره في بلدان أكبر.
وطمأن استشاري الأمراض المعدية المواطنين، حيث أكد أن المعطيات الآلية تؤكد أن تحاليل الـ PCR الحالية يمكنها كشف المتحور الجديد، كما أن هناك العديد من الفحوصات القادرة على تحديده، نتيجة لافتقاده لأحد الجينات الرئيسية للفيروس، مشيرا إلى أن النتائج الأولية للدراسات التي أجريت في البلدان التي رصد فيها المتحور الجديد تشير إلى أن سرعة انتشاره أكبر من أي متحور آخر، وعلى رأسها متحور دلتا.
وتابع: "الأعراض في المتحور الجديد تكون أخف كثيرا من متحور دلتا أو ألفا، إلا أن هذه نتائج أولية في حال إجراء دراسة وافية ومعمقة يمكن أن تثبت نتائج أخرى، وهو ما يمهد لكون اللقاحات والمناعة الناتجة عن الإصابة السابقة بفيروس كورونا يمكنها أن تحمي الأشخاص من تدهور حالاتهم نتيجة للمتحور الجديد الذي حتى الآن لا تزال أعراضه خفيفة على الرغم من سرعة انتشاره، إلا أنه لا يزال أمامنا بعض الوقت للتعرف من خلال الدراسات على أعراض وسرعة انتشار الفيروس، وكذلك فعالية اللقاحات ضد المتحور.
يقاوم اللقاحات
أما الدكتور مجدي عبد الرازق، استشاري الجهاز الهضمي والحميات، فقال إنه على الرغم من أن المتحور الجديد لفيروس كورونا المستجد لم يمر على اكتشافه أكثر من أسبوع، حيث تم الإعلان عنه في 24 نوفمبر الجاري، إلا أنه شهد طفرات عديدة وخلال الأيام القليلة الماضية شهد 10 طفرات جديدة، وهو ما يثير القلق مما دفع الصحة العالمية للتحذير من هذا المتحور.
وأضاف عبد الرازق، في تصريحاته لـ"البوابة نيوز" أن المتحور الجديد من الأوضح أنه أكثر انتشارا بالمقارنة بالمتحورات السابقة لفيروس كورونا "ألفا – بيتا – جاما – دلتا"، وذلك وفقا للإحصائيات الأولية التي كشفت عنها البلدان التي شهدت حالات إصابة بالمتحور "أوميكرون"، وهو ما زاد الشك حول مقاومته للقاحات.
وأكد "عبد الرازق" أنه من الطبيعي أن تعمل الشركات المنتجة للقاحات على تعديل لقاحاتها لتشمل تعزيز المناعة ضد المتحور الجديد، ولكن هذا قد يأخذ بعض الوقت، وهو ما دفع بعض الدول وبخاصة الأوروبية لوقف الرحلات الجوية إلى جنوب إفريقيا، وبخاصة مع دخول فصل الشتاء الذي يشهد ارتفاعا لمعدل الإصابات بفيروس كورونا في العديد من الدول.