الجمعة 10 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

أبوبكر الديب يكتب: "أوميكرون" يهدد تعافي الإقتصاد العالمي..خسائر حادة في أسواق الأسهم والعملات.. وتراجع النفط.. والذهب المستفيد الأوحد من الضيف الجديد

أبوبكر الديب
أبوبكر الديب
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

لم يكد الإقتصاد العالمي يلتقط أنفاسه من تداعيات وباء كورونا "كوفيد - 19 "، حتى ظهر أمامه المتحور الجديد لكورونا والمعروف باسم "أوميكرون"، ورغم أن الضيف الجديد - ثقيل الظل - غير واضح التأثير وسرعة الإنتشار على الإنسان إلا أن تأثيره على الإقتصاد ظهر سريعا وعاد شبح العام 2020 يعود للاقتصاد العالمي بعد وقف السفر ورحلات الطيران من الدول التي ظهر بها، وعلي رأسها جنوب افريقيا.

الاقتصاد العالمي الذي تلاحقت عليه الأزمات من كورونا الي أسعار الطاقة الي التضخم الي حرائق الغابات ورفع أسعار الفائدة، وتوقف النمو الصيني وفقاعات الأصول ها هو يواجه عدوا جديدا هو سلالة "أوميكرون" - خامس سلالة لكورونا -  الذي تم اكتشافه فى جنوب إفريقيا أولا، وبعدها تم رصدها فى بلجيكا وبوتسوانا وإسرائيل وهونج كونج وبريطانيا، وعاد إليه القلق والتوتر وظهر ذلك سلبيا علي قطاعاته المالية وأسواقه والبورصات والسياحه والطيران وحركة التجارة والنقل، فضلا عن قفزات أسعار النفط والغاز الطبيعي والكهربا واسعار الغذاء كالحبوب والغلال واللحوم والدواجن والألبان.

وبعد أميركا وعدة دول أوروبية والعربية، أعلنت مصر حظر ومنع الطيران ووقف الرحلات الجوية من وإلى جنوب إفريقيا وعدة دول إفريقية لمواجهة متحور كورونا الجديد أوميكرون.. حيث أصدرت واشنطن تحذيرا بعدم السفر إلى 8 دول أفريقية بسبب متحور "أوميكرون"، كما أعلنت حاكمة ولاية نيويورك الأمريكية، كاثى هوشول، حالة الطوارئ استعدادا لمواجهة متحور فيروس كورونا الجديد "أوميكرون" الذى تم رصده لأول مرة فى جنوب إفريقيا، وأعلنت اليابان أنها ستعيد حظرها الشامل على دخول الأجانب لتجنب السيناريو الأسوأ.

وأعلن الاتحاد الأوروبي أنه سوف يقترح وقف حركة السفر الجوي من جنوب القارة الإفريقية في ظل تزايد المخاوف بشأن السلالة الجديدة من فيروس كورونا، كما شددت كل من الدنمارك والهند والبحرين والسعودية والأردن والمغرب والإمارات من القيود علي الحدود لمواجهة المتحور الجديد، وأعلنت الكويت وقف الرحلات الجوية من 9 دول أفريقية لنفس السبب.. والنرويج تفرض قيودا إضافية لمواجهة الموجة الجديدة، والموجة الجديدة أثرت بشكل خاص على الدولة صاحبة الإقتصاد الأوروبي الأقوى وهي ألمانيا، وأمريكا تجيز إعطاء جرعة معززة من لقاح كورونا وتشرع في إعطاء لقاح للأطفال ابتداء من سن 5 أعوام قريبا.

وفي أول رد فعل لهذه الإجراءات، شهدت أسواق الأسهم الرئيسية حول العالم خسائر قوية، مهددة  التحسن الذي شهدته أسواق المال العالمية نتيجة نجاح العالم في محاصرة انتشار فيروس "كوفيد-19"، وتصاعد طلب التجار على خيارات الحماية، وسجلت الأسهم الأمريكية والأوروبية والصينية واليابانية، تراجعا حادا وسط ارتباك المستثمرين وقلقهم، وتراجعت أسهم شركات الطيران الأوروبية،  وانخفض سهم شركة الخطوط الجوية البريطانية "بريتش إيروايز" بنسبة 21%، كما تراجعت أسهم شركة الطيران الألمانية "لوفتهانزا" بنسبة 14%، كما هبطت أسهم قطاع الترفيه، وسط توقعات بأن تخسر شركات الطيران العالمية أكثر من 200 مليار دولار في ظل استمرار القيود على السفر خلال 2022.

ورغم انتشار اللقاحات فلم يتلق الا 30 ٪  فقط من سكان العالم لجرعة واحدة على الأقل، وقد قدر صندوق النقد الدولى تكلفة برنامج اللقاحات العالمية بنحو 50 مليار دولار، وقد أودى الفيروس بأكثر من 5.1 مليون شخص في أنحاء العالم منذ نهاية العام 2019 منهم 1.5 مليون شخص في أوروبا، إلا أن منظمة الصحة العالمية ترى أن حصيلة الجائحة الحقيقية قد تكون أعلى بمرتين إلى ثلاث مرات.

وبمجرد الإعلان عن المتحور الجديد تم الغاء أو تأجيل الكثير من المؤتمرات العالمية والمعارض ووصل ذلك لاجتماع منظمة التجارة العالمية، وسط توقعات بارتفاع أسعار الغذاء، وهو ما قد يهدد بالعودة إلى الإغلاق مرة أخرى الأمر الذي يهدد  بسائر هائلة للاقتصاد العالمي ولحركة التجارة والسفر. 

وقدر صندوق النقد الدولي، خسائر الناتج الإجمالي العالمي جراء جائجة كورونا، بنحو 22 تريليون دولار، بما يعادل 2.8% من قيمة الناتج العالمي، فيما كشفت منظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة، عن خسائر جائحة فيروس كورونا والتي تقدر بتريليوني دولار لعام 2021.

ورغم ذلك استفادت أسعار الذهب وزادت العقود الأمركية الآجلة للذهب بنحو 0.4% لتبلغ مستوى 1793.2 دولار،  بسبب تعزيز "أوميكرون" من جاذبية الذهب كملاذ آمن.

وتكبدت العملات الرقمية المشفرة مثل بيتكوين وإيثيريوم خسارة قاسية، بسبب تخلي المستثمرون عن الأصول ذات المخاطر العالية مقابل أصول يعتبرونها أكثر أمنا مثل السندات والين والدولار.

وهوت عملة جنوب افريقيا "الراند" بعد قرارات دولية بوقف السفر لها فضلا عن أنها تعاني من عدم الاستقرار بسبب مخاوف ناجمة عن سياسة بنك الاحتياط الاتحادي، وحالة عامة من تجنب المخاطر بسبب سياسات الأسواق الناشئة، وهبط الدولار عند الاعلان عن المتحور الجديد وسط توقعات بأن يؤثر المتحور الجديد على تعجيل البنوك المركزية الكبرى ومنها مجلس الاحتياطي الاتحادي الأميركي برفع أسعار الفائدة،  كما تراجع اليورو وهبط الين الياباني والفرنك السويسري.

وتراجعت أسعار النفط، خلال تعاملات اليوم  حيث هبط مزيج "برنت" العالمي دون مستوى 71 دولارا للبرميل، وذلك للمرة الأولى في نحو 3 أشهر،  وأدى المتحور الجديد لفيروس كورونا، إلى انخفاض أسعار النفط بنسبة 13٪، حيث يخشى المستثمرون القيود الحكومية الجديدة وتباطؤ النمو الاقتصادي.

وحذرت منظمة الصحة العالمية، من أن المتحور الجديد من فيروس كورونا أشد عدوى بين كل متحورات الفيروس السابقة.